يطلبان 50 ألف درهم للجلسة العلاجية الواحدة

زائر و«كوافيرة» يزعمان قدرتهما على حل الخلافات بخصلات الشعر

المشتبه فيهما وأدوات السحر والشعوذة. من المصدر

أحبطت شرطة أبوظبي عملية احتيال نفذها زائر ومصففة شعر، إذ زعما أن في وسعهما حل الخلافات الزوجية عن طريق فك السحر بخصلات شعر آدمي، وأحاجٍ وطلاسم (شعوذة) على أشكال هرمية.

وقال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، إن الشرطة قبضت على المتهمين بعد تلقيها معلومات تؤكّد تورطهما في أعمال سحر وشعوذة، نظير مبلغ 50 ألف درهم للجلسة العلاجية الواحدة؛ كما ضبطت أدوات كانا يستخدمانها في الجريمة.

وأوضح أن تفاصيل الواقعة تعود إلى منتصف الشهر الماضي، عندما وردت معلومات من مصادر موثوقة تفيد بقيام شخصين من جنسية دولة عربية بممارسة أعمال سحر وشعوذة، من خلال إقناع الضحايا بقدرتهما على فك السحر والتوفيق بين الزوجين المتخاصمين أو غير المتحابين.

وأضاف بورشيد أنه تم تكليف فريق شرطي بناءً على تلك المعلومات، للتأكّد من صحتها، ثم تم تجهيز عنصر من عناصر الشرطة النسائية للتواصل مع المشتبه فيها الأولى (ز.م) وهي تعمل في صالون تجميل سيدات وتبلغ 36 سنة، مدعية أنها تعاني مشكلات زوجية، وتريد حلاً جذرياً لإصلاح علاقتها الأسرية.

وتابع أن المشتبه فيها أكدت للشرطية قدرتها على حل هذه المشكلات عن طريق الاستعانة بالمشتبه فيه الثاني (م.س ـ 50 سنة)، وحددت مكاناً للقاء في أبوظبي، بعد الاتفاق على إحضار خصلات من شعر زوجها لإتمام الوصفة السحرية بنجاح.

وأشار إلى الاتفاق بين الشرطية وكلا المتورطين على المبلغ المطلوب، وفي الموعد المحدد سلّمها المشتبه فيه الثاني، أدوات السحر ولقنها طرق استعمالها، وفي المقابل سلمتهما المبلغ النقدي (مرقّم قانوناً)، وهو 50 ألف درهم. وعند تسلّم المبلغ، داهم عناصر الشرطة المكان، وقبضوا عليهما.

وفيما اعترفت مصففة الشعر بالجريمة، زعم الزائر أنه ينفذ أعمال رقية شرعية، وليس أعمال سحر، مضيفاً أنه لا يتقاضى أيّ أجر عن ذلك، بل يترك خيار الدفع للزبون (وفق تعبيره).

ولفت بورشيد إلى أن المواد المضبوطة تعد من الأصناف التي تُستخدم عادة في السحر والشعوذة والتعاويذ، ومنها خصلات من شعر آدمي، وقصاصات ورقية من الطلاسم والأحاجي على أشكال هرمية، وعلب معدنية لحفظ التمائم، وأوراق معدنية، وبخور، وعبوات تحتوي على مواد سائلة وجافة، ومساحيق، وعطور، وكحل تجميلي، ولفافات قطن، وأقمشة، وأدوية طبية تدخل جميعها في السحر.

وقال بورشيد إن ممارسة أعمال السحر والشعوذة، تعد آفة خطيرة تهدد أمن المجتمع، من خلال التلاعب بعقول الناس عبر استغلال احتياجاتهم في عمليات الدجل، ناصحاً بسرعة الإبلاغ عن ممتهنيها، وعدم التعاطي معهم، أو البوح لهم بأسرار شخصية حتى لا تستغلّ ضدّهـم.

ودعا إلى اللجوء إلى أهل العلم من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين ومختصي العلاقات الأسرية؛ لأن لديهم الخبرة والكفاءة للتعامل مع كل أنواع المشكلات والخلافات الأسرية، ومساعدة الأزواج على تجاوزها، والتغلب عليها بالحوار والنقاش.

تويتر