«الداخلية» تشدد إجراءات منح تأشيرات للمشتبه بممارستهم التـــسوّل
أفادت وزارة الداخلية بأنها ستشدد إجراءاتها في منح تأشيرات الدخول بحق رعايا بعض الدول الذين يشتبه في قدومهم إلى الدولة خلال الفترة الحالية من السنة لممارسة أعمال التسول، مؤكدة أن إجراءات تدقيق وفحص التأشيرات تخص فئة من الأفراد اعتادت القدوم إلى الدولة في المناسبات الدينية، خصوصاً شهر رمضان المبارك، بهدف التسول وجمع الأموال من المحسنين والمتبرعين من أفراد المجتمع من دون وجه حق.
وقال مدير إدارة العلاقات والتوجيه المعنوي بالإنابة في وزارة الداخلية العميد محمد صالح بداه، لـ«الإمارات اليوم» إن هذه الإجراءات تأتي في إطار جهود وزارة الداخلية للقضاء على ظاهرة التسول، والمحافظة على المظهر الحضاري للدولة، والأجواء الإيمانية التي يتميز بها الشهر الفضيل، لافتاً إلى أن إجراءات الدولة تمنع الأفراد المضبوطين في ممارسة أعمال التسول في فترات سابقة من الدخول إلى الدولة مرة أخرى.
وأكد بداه أن جهود وزارة الداخلية نجحت في تقليص أعداد المتسولين بصورة كبيرة، مستشهداً بأعداد الضبطيات التي تم تنفيذها بحق المتسولين من قبل إدارات الشرطة خلال السنوات الماضية، وتقديمهم لجهات التحقيق، وإبعادهم عن الدولة، فضلا عن الانتشار الواسع للدوريات الأمنية الراجلة خلال شهر رمضان بهدف ملاحقة المتسولين، وبث أجواء الطمأنينة والأمان في نفوس المواطنين والمقيمين، بما يمكنهم من أداء طقوس الشهر الفضيل بعيداً من المضايقات التي يسببها لهم المتسولون.
ودعا بداه أفراد الجمهور إلى التعاون مع أجهزة الشرطة للحد من ظاهرة التسول خلال شهر رمضان المبارك، من خلال عدم مساعدتهم على التسول بإعطائهم أموالهم من الزكاة والصدقات وتوجيهها لمستحقيها عبر القنوات الرسمية المعروفة، وإبلاغ الشرطة عن أماكن وجودهم، مؤكداً أن التسول يشوه الصورة الحضارية للدولة، ويشكل خطراً أمنياً لما قد يرتكبه المتسولون من جرائم مثل السرقة والقتل والنصب والاحتيال وغيرها، بهدف جمع أكبر قدر من الأموال خلال شهر رمضان.
وأوضح أن التسول يمثل ظاهرة موسمية تظهر بصورة رئيسة في المناسبات الدينية والأعياد في كل عام، حيث يستغل المتسولون الأجواء الإيمانية التي يتميز بها شهر رمضان لاستدرار عطف أفراد المجتمع بهدف الحصول على أموالهم من دون وجه حق، لافتاً إلى أن المتسولين يمارسون أساليب مختلفة ومبتكرة لحث أهل الخير على التبرع لهم، إذ يروجون قصصاً غير واقعية للتحايل على الأفراد، منها ادعاء المرض كذباً، وحاجتهم إلى الدواء والعلاج أو الطعام أو المشاركة في بناء مسجد أو مدرسة أو كفالة يتيم. ويظهر بعضهم أوراقا وشهادات طبية مزورة للتحايل على المحسنين، مضيفاً أن البعض يمارس أعمال التسول عن طريق بيع منتجات مغشوشة ومقلدة.
وكشف بداه عن ضبط متسولين خلال السنوات السابقة، كانوا يقيمون في فنادق وشقق فاخرة، وآخرين يستأجرون سيارات فارهة من أموال المحسنين، والبعض يحوز قطعاً كثيرة من الذهب، كما ضبط متسولون بحوزتهم أموال طائلة، ومنهم متسول كان يحوز أكثر من 100 ألف درهم حصيلة أعمال تسول جمعها في شهر واحد، كما ضبط متسولون قادمون للدولة بتأشيرة مستثمر.
ورصد من خلال تحليل ضبطيات المتسولين أن هناك فئات مختلفة من المتسولين، صنفهم كالآتي: المتسول القادم وهو الذي يأتي إلى الدولة لممارسة نشاط التسول في فترة معينة من السنة، والمتسول من الداخل، ومنهم عمال وموظفون من ذوي الدخل المحدود يستغلون أوقات فراغهم في النهار أو الليل في ممارسة هذا النشاط، والمتسول الفردي، الذي يتسول لمصلحته وبمفرده، والتسول العائلي الذي يكون بمشاركة أفراد العائلة من الأب والأم والأبناء والأخوة، والتسول المنظم، الذي تشرف عليه شبكات دولية وتقوم بتوجيه أفرادها إلى الدول والأماكن التي تزيد فيها حصيلتهم من أموال المحسنين، وتقوم بتأمين التأشيرات والتذاكر لهم مقابل نسبة من حصيلة التسول.
ولفت بداه إلى أن المتسولين أصبحوا أكثر تنظيماً من السابق، إذ يوزعون أنفسهم على المناطق الجغرافية المختلفة التي تكثر فيها المساجد وأماكن التسوق، ويلتزم كل منهم بأماكن التسول الخاصة به، فضلاً عن حرصهم على تطوير طرق مبتكرة وخادعة لاستدرار عطف أهل الخير في المجتمع، مشيراً إلى ضبط متسولات كثيرات يستغللن الملابس الخليجية في أعمال التسول، بهدف لفت انتباه المارة إليهن، والاستيلاء على اموال المحسنين.