المتسوّل (الثاني من اليمين) وســـــــــــــــــــــــــــــــط مجموعة نسائية. من المصدر

مراهـق يرتـدي النقاب ويتسوّل مع أمه في دبي

ضبطت شرطة دبي ضمن حملة مكافحة التسوّل 65 متسولاً منذ بداية شهر رمضان الجاري، من بينهم أشخاص لجأوا إلى «أساليب احتيالية غريبة» أحدها لمراهق من جنسية دولة آسيوية تنكر في زي امرأة وارتدى النقاب ومارس التسوّل وسط مجموعة نسائية.

وقال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري العقيد سالم الرميثي، إن الفرق التابعة للحملة بالإدارة العامة للتحريات رصدت مجموعة من النساء يمارسن التسوّل بالقرب من أحد المساجد في دبي، فأعدت لهن كميناً ثم ألقت القبض عليهن.

وأضاف أنه من خلال استجواب النساء فوجئ فريق الحملة بمراهق يرتدي زياً نسائياً ويتستر خلف النقاب وتبين من خلال التحري أنه ابن إحدى النساء اللاتي يمارسن التسول، وقد اصطحبته معها للاستفادة به في هذه الممارسات، لافتاً إلى أنه تم إحالة المرأة وابنها إلى الجهات المختصة تمهيداً لإبعادهما مع بقية المتهمين.

وأشار الرميثي إلى أن الفرق التابعة لحملة «كافح التسوّل» ضبطت منذ بداية رمضان الجاري 65 متسولاً منهم57 رجلاً وسبع نساء، بالإضافة إلى المراهق الذي ضبط متخفياً في زي امرأة، لافتاً إلى أن مؤشر الضبطيات يسير بشكل جيد في ظل مشاركة دوائر عدة في الحملة.

وقال إنه من اللافت خلال العام الجاري تعاون عدد كبير من أفراد المجتمع من مقيمين ومواطنين مع الحملة التي أطلقتها شرطة دبي، وأسهموا من خلال الإبلاغ هاتفياً عبر الخط الساخن للتحريات وهاتف الشرطة في القبض على عدد من المتهمين بممارسة التسوّل، مشيراً إلى أن الجهود الحكومية المبذولة أسهمت في الحد من هذه الظاهرة، وخفضت نسبة المتسولين، الذين اختفوا عن أماكن التواجد المعروفة مثل المساجد والأسواق العامة.

ولفت إلى لجوء متسولين إلى المناطق والأحياء السكنية، حيث يقومون بطرق الأبواب ويمارسون الكذب ويدعون الفقر وحاجتهم إلى المال للاحتيال على ضحاياهم، موضحاً أن هذه الفئة من المتسولين أغلبيتها من النساء، داعياً الجمهور إلى الإبلاغ عن مثل هذه الحالات والاتصال بالجهات الأمنية مباشرة.

وأوضح أن من السلبيات التي تصاحب الظاهرة المزعجة استغلال الأطفال في التسول وتعويدهم سلوكيات مرفوضة للغاية مثل استجداء الآخرين وملاحقة الناس بطريقة سيئة، مشيراً إلى أنه تبين أن بعض المتسولات يستخدمن أطفالاً ليسوا أبناءهن.

وكشف الرميثي أن فرق العمل في الحملة رصدت كذلك أساليب احتيالية قام بها متسولون، مثل أحدهم الذي كان يجلس على مقعد متحرك وبعد ضبطه تبين أنه سليم ولا يعاني أي إعاقة، وكذلك متسوّل آخر كان يستخدم قدماً صناعية وحين قبض عليه اتضح أن قدمه موجودة ولا يعاني بتراً أو إعاقة.

وأكد أن مساعدة المتسولين من قبل أفراد المجتمع يمثل دافعاً لهم للاستمرار في التسول الذي تحول عند أغلبيتهم إلى مهنة وليس مجرد ممارسة نابعة عن حاجتهم إلى المال، خصوصاً أنهم يرفضون التوجه إلى الجمعيات الخيرية ويفضلون التسول، لأنه يمثل بالنسبة لهم مصدر دخل مرتفعاً.

وأشار نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، إلى أن بعض الأساليب تدل دلالة واضحة على أن هؤلاء المتسولين يفدون إلى الدولة بقصد ممارسة التسول مهنة، موضحاً أن ارتداء العباءة والنقاب أصبح من السمات المميزة للمتسولات لإخفاء معالمهن الحقيقية.

وكانت شرطة دبي قررت تحديد مكافآت لأفراد المجتمع الذين يبلغون عن متسولين خلال حملة «كافح التسول»، التي أطلقت فعالياتها أمس، وتستمر خلال شهر رمضان بهدف تحفيزهم على الحد من الظاهرة التي تتفاقم في هذه الفترة نظرا لإقبال كثير من الناس على فعل الخير. وكشف فريق الحملة الذي يتكون من خمس دوائر حكومية في دبي عن وضع الشركات التي تستقدم متسولين بتأشيرات رجال أعمال أو سياح تحت المجهر وتغريمهم، فضلاً عن التدقيق على جميع منافذ دبي لرصد القادمين إلى الإمارة وضبط المشتبه فيهم.

الأكثر مشاركة