شرطة دبي تطالب بحسابات مؤمّنة على الإنترنت
ضبط عصابة تحتال على تجار باختراق بياناتهم الإلكترونية
ضبطت شرطة دبي ثلاثة أفارقة احترفوا اختراق الحسابات الإلكترونية لتجار داخل الدولة وخارجها وحصلوا على عشرات الآلاف من الدولارات عن طريق الاحتيال واستخدام ما يعرف بـ«البغل الإلكتروني»، وهو شخص تحول لحسابه الأموال مقابل نسبة معينة.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل ابراهيم المنصوري، إن سهولة تبادل المعلومات إلكترونياً عبر الحواسيب والهواتف الذكية جعلتها عرضة للاختراق من جانب محترفين يستغلونها في ارتكاب جرائم مختلفة.
وأضاف أن الواقعة بدأت حين ورد بلاغان أحدهما من تاجر صيني، أتى من بلاده بعد أن تعرض لعملية احتيال مبتكرة نفذها المتهمون بعد نجاحهم في اختراق حسابات شخصية لتجار باكستانيين يقيمون في دبي وتربطهم علاقات تجارية بالتاجر الصيني، والآخر من شركة تعمل داخل الدولة تعرضت للاحتيال بالطريقة نفسها وحصل منها المحتالون على 97 ألف درهم.
وأوضح المنصوري أن التاجر الصيني أفاد في بلاغه بأنه يتعامل مع تجار باكستانيين يعملون في تجارة الملابس والسيارات في دبي ودأب الطرفان على تبادل الرسائل وإجراء المعاملات عبر البريد الإلكتروني، لافتاً إلى أنه تلقى أخيراً رسالة منهم تطلب إرسال مبلغ 130 ألف دولار، وفق صفقة بين الطرفين على رقم حساب جديد فالتزم بطلبهم وحول المبلغ.
وأشار إلى أنه اتصل بهم عقب إتمام العملية للتأكد من وصول المبلغ، لكن فوجئ بأنهم لم يرسلوا إليه أية رسائل ولم يغيروا رقم حسابهم المعتاد، فأدرك أنه وقع ضحية لعملية احتيال إلكترونية من جانب محترفين اخترقوا بريد التجار الذين يتعامل معهم وأوقعوه في الفخ.
وتابع المنصوري أنه تم على الفور تشكيل فريق من إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية للتحقيق في الواقعة، وتتبع الفريق رقم الحساب الجديد الذي تم تحويل المبلغ إليه، وتبين أنه باسم شخص يقيم في الدولة، لافتاً إلى أنه تم ضبطه على الفور وبسؤاله تبين أن أشخاصاً آخرين طلبوا منه إنشاء حساب باسمه لتلقي أموال عليه لفترة معينة قبل أن يعيد تحويلها إليهم بطريقة تعتمد على التمويه وخلال معاملات تجارية مقابل نسبة معينة يحصل عليها الذي يعرف في مثل هذه الجرائم بمسمى «البغل الإلكتروني» لأنه مكلف فقط بحمل نقود لا يدرك مصدرها.
ولفت إلى أن فريق العمل في القضية استطاع تعقب منفذي عملية الاحتيال وقبض على ثلاثة أشخاص ينتمون إلى دولة إفريقية معروفة بمثل هذه الجرائم الإلكترونية، فيما يجري ملاحقة متهم ثالث اشترك معهما في تدبير عملية الاختراق والاحتيال.
وأفاد بأن المباحث الإلكترونية توصلت إلى شركة وهمية أنشأتها تلك العصابة تستخدمها غطاء لعملياتها الاحتيالية بحيث تسترد حصيلة جرائمها على حساب تلك الشركة عبر صفقات وهمية مع الشخص الذي يتم تحويل الأموال عليه مباشرة من الضحايا.
وذكر أن رجال المباحث تتبعوا الحساب الخاص بالشركة الوهمية التابعة لأفراد العصابة وتبين دخول مبالغ مالية كبيرة إليه بواسطة شيكات، لافتاً إلى أنه يجري حالياً التأكد من مصدر الشيكات وما إذا كانت ناتجة عن عمليات احتيالية ناتجة عن اختراق حسابات إلكترونية أو من مصادر أخرى، خصوصاً أن الشرطة لم تتلق بلاغات متعلقة بالشركة الوهمية إلا من التاجر الصيني ومن إحدى الشركات بقيمة 97 الف درهم.
وعزا المنصوري وقوع هذه الجرائم إلى استهانة أصحاب شركات وبعض التجار في تأمين حساباتهم الإلكترونية وإنشاء البريد المستخدم في معاملاتهم عبر مواقع محمية توفرها شركات ذات ضمانة عالية مثل «اتصالات»، لافتاً إلى أن الحسابات المعتادة على الانترنت مثل «ياهو» و«هوت ميل» لا توفر حماية لازمة، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بمعاملات تجارية بملايين الدولارات.
وأفاد بأن كثيراً من التجار يستخدمون هواتفهم الذكية كذلك في إجراء معاملاتهم والرد عليها ما يستلزم التأكد من البرامج التي يتم تنزيلها عليها حتى لا تكون عرضة للاختراق، لافتاً إلى أن بيانات معظم التجار ورجال الأعمال على مستوى العالم باتت متوافرة على شبكة الانترنت، وأصبحت مادة خصبة لمحترفي الجرائم الإلكترونية لاستغلالها في وسائل مختلفة.
وأشار إلى أن شرطة دبي استطاعت أخيراً القبض على شخص كندي اخترق حساب أحد التجار وحصل على مبلغ ثلاثة ملايين دولار قام بتحويلها بواسطة الاحتيال، لافتاً إلى أن سهولة تنفيذ هذه الجرائم وقلة هامش المغامرة فيها يدفع كثيراً من محترفي الإلكترونيات إلى التفكير في ارتكابها.
ولفت إلى أن المتهمين الثلاثة المتورطين في الجريمة الأخيرة اعترفوا بجريمتهم وتم استعادة جزء من المبالغ التي اختلسوها من التاجر الصيني وأحيلوا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهم بتهمة الاحتيال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news