الزفين: من الخطر محاولة السائق إصلاح العطل بنفسه. أرشيفية

الزفين يحذّر من التعامل العشوائي مع «المثبت»

حذّر مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، من التعامل العشوائي مع مثبت السرعة في حال تعطله، مؤكداً أن من الخطر لجوء السائقْ إلى إصلاحه بنفسه. وأشار إلى أنه ينتظر رأي خبير فني حول الواقعة.

وقال الزفين إن الواقعة التي نشرتها «الإمارات اليوم»، أمس، للمواطن عبدالله الملا، تعكس جوانب شديدة الخطورة، وربما تؤدي إلى كارثة إذا لم تُدرس بشكل متأنٍ ودقيق.

وأضاف الزفين أن مثبت السرعة لا يستخدم عادة إلا في الطرق السريعة المفتوحة، ويلجأ إليه السائق حين يقود على سرعة كبيرة، لذا فإن عدم الاطمئنان إلى سلامته يعد نوعاً من الانتحار، لافتاً إلى أن لديه ثقة شخصية بهذا النوع من السيارات، لكن الأمر يستلزم تحقيقاً متأنياً ودقيقاً لتحديد أسباب الخلل الفنية.

وأشار إلى أن التحقيقات يجب أن تشمل فحص السيارة التي تعرضت للعطل، وتحديد ما إذا كان تم تزويدها بأجزاء غير أصلية لزيادة سرعتها مثلاً، لافتاً إلى أنه تواصل مع الشركة للتشاور حول الواقعة، ومن المقرر أن يستمع إلى خبير فني للتحقق من المعلومات الكافية حول أنظمة تثبيت السرعة واحتمالات الخلل فيها.

ولفت الزفين إلى أنه لا يمكن الجزم بصحة الوسائل التي انتشرت على الإنترنت عقب الواقعة، التي حدثت في السعودية مطلع العام الجاري، حول كيفية التعامل مع أعطال مثبت السرعة، مثل كسر الزجاج الخلفي، أو الضغط المتكرر على زر التشغيل، أو تحريك ناقل السرعة إلى الوضع الأحادي (N)، مبيناً أنه لم يتم تجربة مثل هذه الأساليب حتى يمكن الاعتراف بها، فضلا عن أن من الخطر التفكير في احتمالات تعطل المثبت ولجوء المستهلك إلى إصلاحه بنفسه.

ولفت إلى أنه، على حسب المعلومات المتوافرة لديه، فإن اللجنة التي فحصت الواقعة التي حدثت في السعودية مطلع العام الجاري أجرت اختباراً عملياً لتحديد علاقة مثبت السرعة بالزجاج الخلفي، وثبت من خلال التجربة عدم وجود أي علاقة، إذ لم يتأثر مثبت السرعة بكسر الزجاج، خلافاً لما تردد حول توقف السيارة التي تعرضت للعطل في السعودية نتيجة إطلاق النار على زجاجها الخلفي. وأوضح أن من المتوقع في هذه الحالات قراءة كمبيوتر «الصندوق الأسود» للمركبة التي تعرضت للخلل من خلال الفحص الإلكتروني لاسترجاع المعلومات المخزنة في الكمبيوتر، وتحديد موطن الخلل إذا وجد من الأساس، وقياس كفاءة الكمبيوتر نفسه، للتأكد من قدرته على رصد الأعطال.

وكانت واقعة مماثلة حدثت في منطقة حفر الباطن في السعودية، حين تعطل مثبت السرعة في سيارة «لاندكروزر» أثناء سيرها على سرعة 200 كيلومتر في الساعة في شهر يناير الماضي، واستطاعت الشرطة إيقافها من خلال إطلاق النار على الزجاج الخلفي، حسب تقارير صحافية، لكن ثبت من خلال تحقيقات دقيقة أجرتها لجنة من جهات حكومية أن أنظمة المركبة لم تتعرض لأي خلل، حسب قراءة ذاكرة الكمبيوتر التي تم فحصها والتأكد من سلامتها كذلك. وأفادت التحقيقات بأن نظام المثبت السرعة في هذا النوع من المركبات له حد أقصى لا يتجاوز سرعة 200 كيلومتر في الساعة، ويختلف من موديل إلى آخر، كما أنه مزود بصندوق أسود شبيه بالموجود في الطائرات، ويحفظ بيانات السيارة كافة.

وبناء على الفحص الفني، تم إجراء تجارب فنية عدة، وعلى مسافات وصلت إلى 150 كيلومتراً، وسرعات متفاوتة من 60 كيلومتر حتى 200 كيلومتر في الساعة، كما تمت تجربة مثبت السرعة أكثر من 50 مرة، وتأكد سلامة السيارة من أي عيب فني أو تصنيعي، كما جربت جهة التحقيق مثبت السرعة أكثر من 70 مرة على سرعات مختلفة ولمسافة تزيد على 150 كيلومتراً، ولم ترصد خللا معينا.

وقال الزفين إن من السابق لأوانه الحكم في هذه المسألة التي تستلزم تحقيقاً شاملاً، لأنها تتعلق بصناعة مهمة وسمعة منتج له مكانته في السوق، مؤكداً أن الجهات الحكومية في الدولة لا يمكن أن تتهاون في هذه الأمور.

الأكثر مشاركة