بلدية الشارقة تتحرى مصدر تسمم «حبيبة» و«عبدالرحمن»
مازالت حالة الطفل عبدالرحمن هشام، (ست سنوات ـ مصري)، حرجة وغير مستقرة، ويرقد في العناية المركزة للأطفال في مستشفى القاسمي في الشارقة، في حين فارقت شقيقته حبيبة (سنتان) الحياة بعد دخولها المستشفى بنحو خمس ساعات، نتيجة تسمم غذائي.
وقالت مدير إدارة الصحة العامة في بلدية الشارقة، شذى المعلا، إن فريق البلدية زار مستشفى القاسمي، أمس، وأخذ عينات من محتويات أمعائهما لفحصها في مختبرات الأغذية التابعة للبلدية لمعرفة النتائج. وأضافت أن «نتائج هذه التحاليل تأخذ بعض الوقت، وما أن نحصل عليها نبلغ المستشفى والشرطة»، مشيرة إلى وجود تعاون وتنسيق بين البلدية والشرطة والجهات الطبية.
وقال نائب المدير الفني لمستشفى القاسمي، الدكتور خالد خلفان، إن المستشفى استقبل الحالتين من خلال قسم الطوارئ، فجر أول من أمس، في حالة تقيؤ وإسهال، وعليه تم إجراء اللازم لهما فور وصولهما.
وأضاف أن «التشخيص الأولي يشير إلى إصاباتهما بتسمم غذائي، وبناء عليه قمنا بإجراء التحاليل اللازمة وإعطاء الطفلين المحاليل الضرورية لمثل هذه الحالات، ولم يستجب الطفلان للمحاليل والعلاجات، وعليه تم إجراء تصوير تلفزيوني للقلب للكشف عليه، فاتضح أن هناك التهاباً أدى إلى ارتخاء في عضلة القلب، ومنذ البداية تسارعت ضربات القلب لدى الطفلين، لكنها كانت أسرع لدى الطفلة، لأنها الأصغر، فتدهورت حالتها».
وتابع خلفان «نقلنا الطفلين إلى العناية المركزة لإعطائهما أدوية منشطة للقلب بأعلى الجرعات، لكن كل ذلك لم يؤدِ إلى النتيجة المرجوة مع الطفلة فتوقف القلب وتوفيت»، لافتاً إلى أن «التواصل مستمر مع الوالدين لمعرفة مختلف التفاصيل عن نوعية الأكل والشرب الذي تناوله الطفلان خلال الفترة الماضية، كما ان بلدية الشارقة أخذت عينات لمختبرات الأغذية لمعرفة نوعية الأكل، وبالتالي معرفة السموم أو البكتيريا».
وأوضح أن والدي الطفلين أخبرا إدارة المستشفى بأن الطفلين تناولا (شيبس) من أحد المحال في الشارقة، بالإضافة إلى بعض الحلويات من أحد الأكشاك في مركز تجاري، لافتاً إلى ان «التحاليل التي أجريناها في المستشفى تشير إلى أن هناك تسمماً ناجماً عن بكتيريا أو فيروس، لكن الصورة لن تتضح إلا بعد ظهور نتائج مزارع البكتيريا التي تستغرق بين يومين وثلاثة أيام، بالإضافة إلى ظهور نتائج تحاليل عينات مختبر الأغذية في البلدية، وبالتالي لا شيء واضح مبدئياً لدينا إلا بعد الانتهاء من التحليل».
وأكد خلفان أن حالة الطفل حرجة وغير مستقرة، ومازال يعاني الأعراض السابقة نفسها، ويرقد في العناية المركزة، يتلقى كل أشكال الرعاية الطبية اللازمة.
وأفاد بأن نبضات القلب عند الطفل وصلت إلى ،190 في حين ان النبض العادي للأطفال 120 فقط.
ولفت إلى ان الطفلة دخلت المستشفى في الثالثة فجراً، وضغطها لم يكن محسوساً، ثم تحسن قليلاً بعد خضوعها لبعض المحاليل، وتوفيت في الـ10 والربع صباحاً، وأن الطفل دخل المستشفى بحالة شقيقته نفسها، لكن تم إنعاشه مرة أخرى بالمحاليل وتحسن لفترة بسيطة، لكن حالته عادت للتدهور، فتم نقله إلى العناية المركزة، ومازال تحت التنفس الاصطناعي، وتم عمل تصوير تلفزيوني لقلبه، وتبين انه يعاني قصوراً في أداء البطين الأيمن للقلب، وهو تحت المراقبة والمتابعة المستمرة، واليوم تم إجراء تصوير تلفزيوني لقلبه من جديد للتأكد من وظيفة القلب، وتبين ان حالته حرجة، وأداء وظيفة القلب لا يتجاوز 20٪، بسبب التسمم، الذي أدى إلى التهاب عضلة القلب وتراخي وظيفتها.
ومن جانبه، قال والد الطفلين، هشام، ويعمل مندوب مبيعات في إحدى شركات الأغذية، إنه توجه مع أسرته من الشارقة إلى دبي، يوم الجمعة الماضي، وأنه اشترى (شيبس) وعصيراً للطفلين، كما اشتروا بعض الحلويات والجيلاتي من أحد الأكشاك في مركز تجاري، وعادوا ليلاً، ويوم السبت، بدأت بعض الآلام تظهر على الطفلين مع تقيؤ ومغص وإسهال، فنقلهما إلى أحد المراكز الطبية، وتم إسعافهما بحقن ومطهر معوي، لكن عادت الآلام لهما في الليل، ما استدعى نقلهما في الثالثة من فجر الأحد إلى قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي، لكن حبيبة فارقت الحياة في الـ10 من صباح الأحد، في حين مازال الطفل عبدالرحمن في العناية المركزة للأطفال.
وأضاف أن الطفلين فقط هما من تناول تلك الأطعمة، أما الطفلة الثالثة فاطمة فحديثة الولادة وعمرها شهر واحد.