تحسّن نسبي في الوضع الصحي للطفل بعد ارتفاع كفاءة قلبه
مصدر طبي يرجح تسمم «حبيبة» و«عبدالرحـــمن» بمبيد حشري
ظهرت شكوك جديدة لأسباب التسمم الذي أصاب الطفلين المصريين حبيبة وعبدالرحمن هشام، الأسبوع الماضي، تتعلق باحتمالات تسرب مبيدات حشرية من شقة مجاورة تقطنها عائلة هندية، موجودة حالياً خارج الدولة.
وقال مصدر طبي لـ «الإمارات اليوم» إن العائلة رشت الشقة قبل سفرها بمبيدات حشرية سمية ممنوعة في الدولة، تراوح احتمالات الوفاة لمن استنشقها ما بين 60 و80٪، مرجحاً أن تكون رائحتها قد تسللت من نوافذ الحمام إلى داخل الغرفة التي كانت مخصصة لنوم الطفلين.
فيما أكد تحسن الحالة الطبية لعبدالرحمن، بعدما ازدادت نسبة كفاءة أداء قلبه من 20٪ أول من أمس إلى 45٪ أمس.
وتفصيلاً، قال نائب المدير الفني لمستشفى القاسمي، الدكتور خالد خلفان، إن والدي الطفلين أكدا أنهما كانا يشتمان روائح غريبة في الأيام القليلة السابقة على الحادثة، تنبعث من الشقة المجاورة. وعليه تم التواصل مع الشرطة لمعرفة مصدر الرائحة، لكن الشقة المجاورة كانت مغلقة لأن أصحابها مسافرون، فصدر أمر بفتحها من الجهات المعنية.
وقد عثرت الشرطة على حبوب فوسفات ألمنيوم منتشرة في مواقع عدة في الشقة، تم تحويلها إلى المختبرات للكشف عليها، وإرسال عينات للمختبر الجنائي لشرطة الشارقة، للوقوف على حقيقة الوفاة والتسمم، وما إذا كانت ناجمة عن هذه المبيدات الحشرية أم لا، مشيراً إلى وجود احتمالات قوية بأن يكون التسمم ناجماً عن المبيدات الحشرية المكتشفة في الشقة المجاورة للشقة التي يسكنها ذوو الطفلين، شارحاً أن المادة المستخدمة في الرش ليس لها مضادّ سمي، ومن أعراضها التأثير في عضلة القلب، لافتاً إلى تشابه الأعراض التي ظهرت على الطفلين مع الأعراض الناجمة عنها.
وأكد خلفان توفير العلاجات الطبية المساعدة اللازمة، مثل التنفس الصناعي، وتحفيز عضلة القلب، والتغذية الدموية، وكل ما يسهم في تحسن الحالة الطبية للطفل.
وأوضح أن الخطة العلاجية لم تتغير كثيراً بناء على تلك الشكوك، لأن هذه المادة ليس لها مضادات سمية، لكن عمل الفريق الطبي المشرف والمتابع لحالة الطفل واصل القيام بكل ما يلزم لتقديم العلاجات الطبية المساعدة.
وأكد أن حالة الطفل مازالت حرجة، لكنها أفضل من اليوم السابق، بعدما ارتفعت كفاءة القلب نظراً للمتابعة المستمرة والعلاجات الطبية المساعدة التي تم توفيرها، مشيراً إلى أن المختبر الجنائي في شرطة الشارقة الذي أخذ عينات للفحص أمس، ومختبر الأغذية في بلدية الشارقة الذي أخذ عينات أول من أمس، هما من سيحدد سبب ومصدر التسمم والوقوف على حقيقة الأمر.
من جانبه، قال والد الطفل عبدالرحمن، المقيم في الإمارات منذ نحو ثماني سنوات، إنه لم يمض على عودتهم من إجازتهم السنوية في مصر 10 أيام، وتمنى هشام أن يتعافى عبدالرحمن ويشفى ليعود للالتحاق بالمدرسة مع بقية زملائه، مشيراً إلى دفن الطفلة حبيبة في اليوم التالي لوفاتها.
وبدوره، أكد مدير عام بلدية الشارقة، المهندس سلطان المعلا، لـ «الإمارات اليوم» استمرار حملات فرق البلدية في المتابعة والتفتيش على شركات المبيدات الحشرية العاملة في الإمارة طوال العام، وأضاف أنها تتضمن الكشف على الترخيص وطبيعة المواد الموجودة، والعاملين، وكل ما يؤثر في الصحة العامة. كما تتضمن توعية الجمهور بمخاطر المبيدات الحشرية، والطرق الآمنة لاستعمالها والتعامل مع شركات المبيدات الحشرية، والتأكد من أنها شركات مرخصة وملتزمة باشتراطات العمل والسلامة كافة، لافتاً إلى أن عدد شركات مكافحة الحشرات المرخص لها في الشارقة يتجاوز 60 شركة، مؤكداً منع الشركات والمؤسسات العاملة في مكافحة الحشرات من استعمال أي مبيد إلا بعد إجازته والتأكد من صلاحيته.
ولفت إلى أن اشتراطات البلدية بخصوص المبيدات الحشرية واضحة تماماً سواء ما تعلق منها باشتراطات الترخيص او العاملين في تلك الشركات، إضافة إلى طبيعة المواد والتفاصيل الأخرى كافة المتعلقة بها، متابعاً أن المبيدات الحشرية التي تدخل الدولة تخضع للاختبارات والتحاليل في وزارة البيئة والمياه، ولا يُسمح بتداول أي مبيدات حشرية إلا بعد التأكد من الموافقة عليها من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الفاو، وأنها مجربة في بلد المنشأ.
ورجح أن يكون صاحب الشقة حصل على هذه المادة من مكان ما خارج الدولة، لأن شركاتنا مرخصة وملتزمة بالتعليمات والقوانين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news