اعتمدت طرقاً تضليلية تضمنت إحداها استخدام اسم طفل يبلغ 9 سنوات

إحباط 126 محاولة تهريب «حــشيش اصطناعي» في دبي خلال 8 أشهر

عبوة أشرطة لاصقة تحتوي على مادة «سبايس». من المصدر

أحبط مفتشو جمارك دبي في قرية دبي للشحن والمنطقة الحرة في مطار دبي الدولي وبريد الإمارات، منذ بداية العام الجاري، 126 محاولة لتهريب القنبيات المصنّعة المعروفة باسم «سبايس»، بلغ وزنها الإجمالي 23.5 كيلوغراماً، وهي من المواد المحظورة التي يفوق تأثيرها المخدرات التقليدية، وتتسبب في أضرار جسيمة للجهاز العصبي المركزي.

وذكر مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي في الجمارك، أحمد عبدالله بن لاحج، أن المواد المضبوطة كانت واردة إلى الدولة، وبعضها كان متجهاً لدول أخرى داخل شحنات عابرة، مضيفاً أن معظم ضبطيات «سبايس» جاءت على شكل أعشاب بنية داكنة، واستخدمت في تهريبها طرق احترافية مختلفة، لمخادعة مفتشي الجمارك. وقال إن الملاحظ على الطرود البريدية التي ضبطت المادة المخدرة في داخلها، أنها كانت موجهة إلى مراهقين وشباب، بل إن واحدة منها كانت داخل طرد باسم طفل عربي الجنسية في التاسعة من عمره.

ويعتبر «سبايس» أحدث أنواع المخدرات التي يروج لها عبر مواقع الإنترنت، إذ تُسوّق للمراهقين والشباب على أنها مادة تساعد على تحسين المزاج، وتُعرف بين الشباب باسم «الحشيشة الاصطناعية». ويأتي هذا المخدر غالباً على شكل أعشاب داكنة اللون، تتسبب في أضرار جسيمة لصحة الإنسان، قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، بناءً على تقارير سُجلت في الولايات المتحدة الأميركية. كما يؤدي إلى الهذيان، والهلوسة، والارتباك، وتخيّل أشياء غير حقيقية، والضحك، وخروج الشخص المتعاطي عن تصرفاته الطبيعية، وإصابته بنوبات من التشنجات، وعدم القدرة على تقدير المسافات.

وتنتمي مادة «سبايس» إلى فئة «القنبيات المصنعة» أو «المواد الحاكية للقنب»، وهي تضم نحو 200 مادة، تم إنتاج بعضها لأغراض الأبحاث الدوائية في بداية الثمانينات من القرن الماضي لإيجاد العلاقة بين التركيب الكيميائي للأدوية، ونشاط مستقبلات المخ، وتم تحضير الأنواع الأخرى في مصانع الأدوية والجامعات كمركبات للبحث العلمي، ومن ثم وجدت طريقها إلى المختبرات السرية في الصين وأوروبا، إذ بدأ ترويجها كبديل للقنب.

ويؤدي تعاطي شبيهات القنب إلى إتلاف الجهاز العصبي المركزي، خصوصاً المخ، ما ينتج عنه هبوط حاد في الجهاز التنفسي، يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة.

وقال بن لاحج، إن ضبطيات مادة «سبايس»، التي وقعت بين يدي مفتشي جمارك دبي العاملين في قرية دبي للشحن ومركز تفتيش المنطقة الحرة في مطار دبي الدولي، خلال العام الجاري، كانت قادمة إلى الدولة في طرود ورسائل بريدية، مختلفة الأحجام، من دول أجنبية وعربية، ينتشر فيها استخدام هذه المادة في أوساط المراهقين والشباب، خصوصاً خلال مواسم الاحتفالات. كما أن سهولة الحصول عليها عبر الإنترنت، وتوافرها في أكياس صغيرة الحجم، تشبه أكياس الشاي المغلّفة، وتحتوي على بضعة غرامات، يزيد من انتشارها في دول العالم.

وأوضح أن المواد المضبوطة كانت واردة إلى الدولة، وبعضها كان متجهاً لدول أخرى داخل شحنات عابرة. وجاءت معظم ضبطيات «سبايس» على شكل أعشاب بنية داكنة، مهربة بطرق مختلفة، بغرض التمويه ومحاولة خداع مفتشي الجمارك، مشيراً إلى أن الملاحظ على الطرود البريدية التي ضبطت المادة المخدرة في داخلها، أنها كانت موجهة إلى فئة المراهقين والشباب، بل إن واحدة منها كانت داخل طرد باسم طفل عربي من جنسية دولة عربية، في التاسعة من عمره.

وقال إن كفاءة مفتشي جمارك دبي وخبراتهم والدورات التدريبية التي يشاركون فيها، قادت إلى الاشتباه في محتويات الشحنات وإحباط مرور المواد المخدرة التي تحتويها، إذ يتم إلحاقهم بدورات تدريبية متخصصة في المجالات كافة، ومن ضمنها معرفة أنواع المخدرات، وخصائصها، سواء من حيث أشكالها أو ألوانها أو روائحها، وطرق التفتيش للمواد والشحنات المختلفة، كما تم تزويدهم بأحدث الأجهزة والمعدات التي تساعدهم على إنجاز مهماتهم، على اعتبار أن الجمارك هي خط الدفاع الأول للمجتمع وأمنه وسلامته، وهو ما أسهم في زيادة ضبطيات مادة «سبايس» وغيرها من المواد المخدرة المحظورة في الشهور الأخيرة، على الرغم من الحيل التي يبتدعها مروجو ومتعاطو هذه المادة لإدخالها إلى الدولة. وراوحت الكميات التي ضبطت في كل طرد أو رسالة بريدية بين خمسة غرامات (أصغر كمية مضبوطة) وكيلوغرامين، (الضبطية الأكبر خلال العام).

وأكد بن لاحج أن جمارك دبي بذلت جهوداً حثيثة لتتبع المواقع الإلكترونية التي تروج لبيع مثل هذه المواد عبر الإنترنت، ومن ثم تم وبالتنسيق مع الجهات المعنية حجب هذه المواقع التي تم اكتشافها، مشيراً إلى تحويل المضبوطات والمعلومات الخاصة بها إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيق، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وهو ما أسفر عن ضبط كثير من المهربين في هذه العمليات.

وطالبت جمارك دبي الآباء بمتابعة أبنائهم وأصدقائهم، والتواصل مع الجهات المعنية في حال الاشتباه في وجود مثل هذه المواد أو الأكياس المغلفة المشبوهة، أو معرفتهم بوجود أشخاص أو جهات تروج لها، للحد من انتشارها وحماية المجتمع من تأثيراتها السلبية، وإيجاد مجتمع صحي خالٍ من مثل هذه الآفات الضارة.

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أدرجت أخيراً مادة «سبايس» في الجدول رقم (1) من قانون المخدرات الاتحادي، باعتبارها من المواد المخدرة، التي يعاقب مروجوها ومتعاطوها، نظراً لخطورتها الكبيرة على الجهاز العصبي المركزي، وسهولة الحصول عليها، واستخدامها كبديل عن الحشيش.

تويتر