ضبط شبكة دعارة تتاجر في فتــــاة قاصر
ضبطت شرطة دبي شبكة دعارة بتهمة المتاجرة في فتاة قاصر بعد أن تلاعبت في بيانات جواز سفرها، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات العميد خليل إبراهيم المنصوري، الذي أشار إلى أن هذه الشبكة كانت تعمل بشكل منظم وعثر في مقرها على سجلات تحوي عوائدها وبياناتها.
وقال المنصوري إن القضية بدأت في دولة آسيوية حين نسجت هذه العصابة التي تقودها امرأة تدعى (ف.م.م) خيوطها على أسرة فقيرة، وأقنعتها بالسماح لابنتها التي لا يتجاوز عمرها 15 عاماً بالسفر إلى دبي وتحقيق مكاسب كبيرة.
وأضاف المنصوري أن زعيمة العصابة اتخذت تدابير احترازية عدة لتفادي الوقوع تحت طائلة القانون، فتلاعبت أثناء وجودها بموطنها في بيانات الفتاة التي تدعى (س.ش.م) وتحويل سنها من 15 إلى 22 عاماً، واستخرجت لها جواز سفر ببيانات مزورة، استخدمته الضحية في الدخول إلى الدولة في نهاية شهر يوليو الماضي.
وأشار إلى أن الفتاة فوجئت عقب قدومها بمعاملة مختلفة تماماً من جانب زعيمة وأفراد العصابة، الذين طلبوا منها ممارسة الدعارة مع رجال مقابل المال، فرضت في البداية، إلا أنها تعرضت للضرب والتعذيب والإهانة والحجز حتى رضخت واستجابت لهم.
إلى ذلك قال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون البحث والتحري، العقيد سالم خليفة الرميثي، إن معلومات وردت إلى قسم الاتجار في البشر بخصوص استغلال فتاة قاصر، فتم إعداد خطة تتيح التوصل إلى أفراد العصابة وإنقاذ الضحية والحصول على أدلة وقرائن تضعهم تحت طائلة القانون.
وأضاف أن فريق العمل بذل جهداً كبيراً في الخطوة الأولى للوصول إلى الفتاة وإنقاذها، واستطاع ذلك في نهاية شهر أغسطس الماضي، أثناء عودة المجني عليها من زيارة ليلية أرغمت عليها لممارسة الدعارة، فتم إحضارها إلى الإدارة، والحصول منها على المعلومات التي يمكن أن تساعد في القبض على العصابة، ثم تولت الشرطة إعادة الفتاة إلى مقر العصابة من دون أن يلاحظ أحد ذلك.
وتابع أن المرحلة الثانية بدأت بإعداد كمين محكم، لعب فيه عنصر شرطة متخف دور شخص يريد الحصول على خدمات الفتاة نفسها لمدة ثلاثة أيام كاملة مقابل مبلغ مغرٍ، فرحبت زعيمة العصابة بالطلب، خصوصا أنها تعتبر الفتاة العنصر الأكثر جذباً للزبائن، نظراً لصغر سنها، وتم تنفيذ الاتفاق من خلال طرف ثالث، وطلبت زعيمة العصابة الحصول على الأموال مقدماً حتى تسمح بخروج الفتاة.
وقال مدير إدارة مكافحة الجريمة المنظمة في الإدارة العامة للتحريات، العقيد عبدالرحيم شفيع، إن المرحلة الأخيرة من الخطة كانت محكمة، إذ تم الاتفاق على موعد ومكان المقابلة في منطقة ديرة وحضرت زعيمة العصابة بنفسها ومعها الفتاة، وتسلمت المبلغ من عنصر الشرطة حسب الاتفاق، وفوجئت برجال الشرطة يطبقون عليها ويقبضون عليها متلبسة وبحوزتها النقود.
وأضاف أن فريق العمل في القضية واصل العمل لضبط بقية المتهمين الذين أرشدت إليهم زعيمة العصابة خلال التحقيقات معها، كما أرشدت فريق العمل إلى مقر إقامتها الذي تديره في أعمال الدعارة، ومن خلال إصدار إذن من النيابة المختصة تمت مداهمة المكان، إذ ألقي القبض على رجلين يساعدانها على تسهيل أعمال الدعارة، إضافة الى امرأة أخرى متهمة بممارسة الرذيلة، وجميع المتهمين من الجنسية نفسها.
وبتفتيش المنزل عثر على جواز سفر الضحية، وايصالات تتضمن تحويلات مالية ودفاتر مدوناً بها عائدات الدعارة، وبعض المبالغ المالية من عملات مختلفة تم تحصيلها من الزبائن، وأشياء أخرى تستخدم في الأمور الوقائية.
وأوضح شفيع أنه ثبت من خلال التحريات أن شخصين قبض عليهما مطلع سبتمبر الجاري ينتميان إلى الشبكة نفسها، كان أحدهما يدير اعمال الدعارة في إمارة أخرى، والثاني يقيم في البلاد بصورة غير مشروعة، ومطلوب للشرطة بتهمة الاستيلاء على مال الغير من دون وجه حق.