فريق الإنعاش في المستشفى وصل بعد 15 دقيقة من بدء التخدير لمعاونة الطاقم المعالج. تصوير: إريك أرازاس

«صحة أبوظبـي» تنهي التحقيق في وفاة امرأة أثناء الولادة

انتهت لجنة التأديب التابعة لهيئة الصحة في أبوظبي من التحقيق مع الطاقم الطبي والإداري لمستشفى «لايف لاين» في أبوظبي، لمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاة امرأة يمنية في العقد الثالث من عمرها أثناء عملية الولادة، بسبب «خطأ في التخدير نتج عن وضع الأنبوب الرغامي في مجرى المريء بدلاً من القصبة الهوائية»، وفقاً لما أورده تقرير إدارة الطب الشرعي.

وقال مدير دائرة خدمة العملاء والاتصال المؤسسي في هيئة الصحة الدكتور جمال محمد الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الهيئة استدعت المدير المسؤول والطاقم الطبي والإداري لمعرفة ملابسات الحادث، لافتاً إلى انتهاء اللجنة التأديبية من عملها، أوإصدار قرار الإدانة نهاية الأسبوع الجاري.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت الخميس الماضي تحقيقاً حول هروب طبيبة تخدير تعمل في مستشفى «لايف لاين» بأبوظبي،أبعد تسببها المباشر في وفاة امرأة أثناء عملية الولادة، إذ وضعت الأنبوب الرغامي في فتحة المريء بدلاً من القصبة الهوائية.

وتمكنت طبيبة التخدير من الهرب الى البحرين بعد خمس ساعات من الوفاة، لإدراكها أنها المتسبب الرئيس في الخطأ، قبل التعميم عليها دولياً من الجهات المختصة.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي (يوتيوب، فيس بوك، تويتر) قد تفاعلت مع الواقعة، إذ تلقت هيئة الصحة كثيراً من التساؤلات حول كيفية منح الهيئة ترخيص مزاولة المهنة دون حصول الطبيبة على تصريح عمل يمكنها من ممارسة العمل داخل المستشفى.

وقال الكعبي إن ترخيص الهيئة فني في المقام الأول، ويحدد أهلية الشخص المرخص لممارسة مهنة الطب بتخصصاتها المختلفة، ولا علاقة له بعمل الطبيب من عدمه. وتابع أن ترخيص العمل يصدر عن جهات أخرى.

وأكد أن التحقيقات الأولية أثبتت أن الطبيبة مرخصة من هيئة صحة أبوظبي، لكنها لا تمتلك تصريح عمل، لافتا إلى أن هذا الإجراء يحمل مدير المنشأة التي عملت فيها المسؤولية القانونية أمام الجهات المعنية.

وأفاد الكعبي بأن لجنة التأديب في الهيئة انتهت من التحقيقات، وهي بصدد إصدار قرارها قريباً.

وتراوح قرارات اللجنة بين عقوبة الإنذار ووضع الطبيبة على القائمة السوداء، ومنعها من مزاولة المهنة نهائياً في الإمارات ودول الخليج.

وقال إن هروب الطبيبة خاص بالمحكمة والجهات الأمنية ولا شأن للهيئة به.

وأفاد بأن الهيئة تلقت شكوى من أهل المتوفاة، وبعد صدور قرار اللجنة التأديبية سيتم الاجتماع بهم وإعلامهم بنتائج التحقيق وقرارات اللجنة، مؤكداً أن جميع أوراق اللجنة التأديبية تسلم للمحكمة حال طلبها.

ويشير تقرير إدارة الطب الشرعي لإمارة أبوظبي رقمأ / ط ش / أ ظ / 412 / 2012 الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أنه قبل إجراء عمليات التخدير كانت العلامات الحيوية للمرأة المتوفاة طبيعية.

وبدأ التخدير بإعطاء المرأة المتوفاة حقنة في الوريد (بروبوفول 120 مجم + سكسينال كولين 100 مل غرام)، إلا أن إدخال الأنبوب الرغامي داخل القصبة الهوائية احتاج إلى محاولات عدة، وقد لاحظ فني التخدير أن منحنى ثاني أكسيد الكربون في الدم لم يكن طبيعياً، فأخبر الطبيبة وتدعى أبارنا تاماسكار كريشنا، بذلك، إلا أنها اعتمدت على ما سمعته في سماعة الأذن فقط.

ويؤكد التقرير أنه على الرغم من تهوية المريضة بواسطة الأكسجين 100٪، إلا أن نسبة تشبع الدم بدأت في النزول بسرعة حتى وصلت إلى 40٪، وبدأ نبض القلب في التباطؤ حتى توقف تماماً. وأفاد التقرير بأنه تمت الاستعانة بأخصائية تخدير مساعدة وفريق الإنعاش في المستشفى الذي وصل بعد 15 دقيقة من بدء التخدير لمعاونة الطاقم الموجود، وعلى الرغم من ذلك لم يطرأ على المتوفاة أيّ تحسن، إذ نقلت إلى وحدة العناية المركزة بعد إجراء العملية القيصرية للمولود وإعلان الوفاة.

ويؤكد التقرير أن طبيبة التخدير الدكتورة أبارنا لم تتخذ الإجراء الصحيح عندما بدأت درجة التشبع بالأكسجين في النقصان بصورة كبيرة.

ولم تعد وضع الأنبوب الرغامي بواسطة منظار الحنجرة، على الرغم من وجود علامات سريرية توجب فعل ذلك كخطوة أولى للإنعاش في مثل هذه الحالات. وأثبتت التحقيقات مع المدير الإداري لمستشفى لايف لاين في أبوظبي، سفير أحمد أولات، أن الطبيبة سافرت خارج الدولة بادعاء أن والدها مريض بعد اتصالات مع زوجها.

وأفاد بأن الطبيبة لم تكن على كفالة المستشفى لحظة وقوع الخطأ، ولا يوجد لديها تصريح عمل، لكن لديها ترخيص من هيئة الصحة على مستشفى برجيل، التابع للمجموعة التابع لها المستشفى، لذا أوافق قسم الموارد البشرية في «لايف لاين»أ على تشغيلها قبل أسبوع من حادثة الوفاة، مؤكداً أن المسؤول عن تشغيلها هو مدير الموارد البشرية في المستشفى.

يذكر أن مدير الموارد البشرية اعتبر أن المسؤول عن تشغيل الطبيبة هو مدير عمليات المستشفى.

الأكثر مشاركة