قبّل صغيره وتوجه لإحضار أنبوب الربو لوالدته وفقد حياته أثناء عودته
بلال توفي في حادث مروري بعد ولادة ابنه بساعات
سجل مستشفى صقر في رأس الخيمة مفارقة إنسانية وصفها بالمؤثرة، حين توفي شاب يبلغ من العمر 32 عاماً في حادث سير، بعد ساعات من إنجاب زوجته طفلاً في المستشفى نفسه. الأمر الذي خلف حزناً شديداً لدى اسرة المتوفى، خصوصاً أن الشاب، وهو الوحيد لأمه، كان في طريقه الى المستشفى لرعاية ابنه الوليد وزوجته حين وقع الحادث.
تفصيلاً، توفي المواطن بلال اسماعيل الذي يعمل في القوات المسلحة، مساء الأحد الماضي، إثر وقوع حادث تصادم وتدهور مركبته على طريق شارع السيح، ووقع الحادث خلف مستشفى صقر الحكومي.
وذكر مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة المقدم علي سعيد العلكيم، أن الحادث وقع عندما كان المواطن المتوفى يقود مركبته على شارع السيح في خط سيره الصحيح، لكنه فوجئ بدخول سائق دراجة نارية يدعى (ر.ب.ش) من جنسية دولة آسيوية ويبلغ من العمر 24 عاماً، الشارع الرئيس من دون التأكد من خلوه من المركبات، ما أدى إلى وقوع حادث تصادم بين مركبة المتوفى والدراجة النارية، أسفر عن انحراف مركبة المواطن وتدهورها خارج الطريق.
وأفادت عائشة وهي قريبة لزوجة المتوفى لـ «الإمارات اليوم» بأن بلال أحضر زوجته إلى مستشفى صقر صباح الأحد الماضي وكانت الساعة التاسعة صباحاً، في قسم الولادة وجلس معها مدة ساعة انهمك خلالها في استكمال الأوراق المطلوبة لعملية الولادة.
وأضافت «خلال الساعة الثانية ظهراً، رزق بلال بمولود سماه حمدان، وكان فرحاً وحمله وقبّله، وأحضر لزوجته باقة من الورود الجميلة، قبل ان يعود إلى منزله لإحضار والدته وشقيقاته الثلاث للمستشفى لرؤية طفله ومشاركته فرحته به، ومساعدة زوجته، وجلس معنا في المستشفى حتى الساعة السابعة مساء».
وتابعت «عاد بلال إلى منزله ثانية لإحضار انبوب الأوكسجين لوالدته المريضة التي تعاني الربو، وبعض الملابس لطفله وزوجته، لكن الاسرة تلقت صدمة قوية، بعد مرور ساعة ونصف الساعة تقريباً على مغادرته، حين أبلغ الأطباء والدة بلال وزوجته وشقيقاته أنه أصيب بحادث تدهور وأن حالته الصحية خطيرة».
وأشارت إلى ان الصدمة كانت قوية للغاية، حتى أن جميع افراد أسرته أصيبوا بحالة من الهستيريا، وكانوا بين مكذب ومصدق، إلى أن تأكدت الاسرة من وفاته بعد ثلاث ساعات تقريباً في المستشفى نفسه الذي ولد فيه طفله حمدان.
وأكملت أن صدمة والدته كانت شديدة، كونه وحيدها، ولا يوجد له أقرباء سواء من من جهة الأب أو الأم، في حين فقدت زوجته النطق مؤقتاً، وأصيبت بحالة من الهستيريا.
وأضافت أن زوجته طلبت أمس رؤية بلال وتوديعه قبل دفنه، وتم نقلها إلى منزلها في منطقة السيح، قبل اعادتها إلى قسم الولادة ثانية، نظراً لتدهور حالتيها الصحية والنفسية.
وذكر مصدر طبي في مستشفى صقر الحكومي لـ«الإمارات اليوم» أن المواطن المتوفى وصل إلى قسم الطوارئ والحوادث يعاني كسراً في الجمجمة ونزفاً في الدماغ، وكسوراً شديدة في الحوض وبقية أنحاء جسده.
وأوضح أنه لدى وصوله كانت حالته الصحية متدهورة تماماً، وأدخل إلى قسم الأشعة وأجريت له الصور اللازمة لمعرفة أماكن الكسر، وتابع «خلال إجراء العلاج اللازم للمريض توفي متأثراً بإصابته البليغة بعد وصوله للمستشفى بثلاث ساعات».
وأضاف أن المستشفى شكل فريقاً من الاطباء والاخصائيين للتعامل مع الحالة الخطيرة، إلا أن تعدد الاصابات البليغة للمتوفى أدت إلى تدهور حالته الصحية بسبب النزف المستمر وإصابته البليغة في الدماغ، حيث وصل إلى المستشفى فور وقوع الحادث في حالة غيبوبة تامة.
ويروي المواطن سلطان محمد الشحي وهو جار المتوفى وصديقه منذ الطفولة، أن والده كان آخر شخص شاهد المتوفى قبل وقوع الحادث بخمس دقائق، وقال لـ«الإمارات اليوم» إن صديقه بلال كان شاباً مهذباً وذا خلق، وأنه كان في غاية الفرح والسعادة لقدوم مولوده الجديد حمدان.
وأوضح «صباح يوم وفاته أرسل إلى جميع أصدقائه عبر «بلاك بيري» رسالة «برودكاست»، يقول فيها: «اللهم لك الحمد حمداً كثيراً، باركوا لي يا جماعة ياني مولود»، وكان فرحاً ونشيطاً، وتابع «والدي شاهد بلال قبل وقوع الحادث أمام منزله، حيث كان يضع أنبوب الأوكسجين في صندوق مركبته لاستبداله بأنبوب جديد لأن والدته تعاني الربو ومرض القلب».
وأضاف «سلم والدي عليه وكان متعجلاً، وبدت عليه علامات الفرح»، مشيراً إلى أنه «خلال ذهابه إلى مستشفى صقر الحكومي لرؤية ابنه واستبدال انبوب الاوكسجين، وقع الحادث وقذف خارج المركبة لأكثر من 100 متر، بسبب تدهورها مرات عدة».
وأضاف أنه كان قادماً إلى المنزل، حين شاهد سيارات الاسعاف تتجه لشارع السيح، فاتجه خلفها، وشاهد صديقه بلال، مصاباً إصابة بليغة وحوضه مكسور ويعاني نزفاً في الدماغ، وقال «رافقت بلال إلى المستشفى، وأدخل العناية المركزة، وأجريت له الفحوص اللازمة، إلا أنه توفي متأثراً بإصابته».
ولفت الجار بحزن بالغ الى انه اقام لجاره خيمة العزاء وتكفل بمراسم الدفن لأن بلال لا أقارب له.
وطالب مدير إدارة المرور والدوريات بالإنابة السائقين بالتقيد بالسرعات المحددة على الشوارع، وأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة والانتباه وعدم دخول الشارع إلا بعد التأكد من خلوه، وعدم الانشغال بغير الطريق أثناء القيادة، حفاظاً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news