أحباط 121 محاولة تهريب أدوات سـحر خلال 6 أشهر
أحبط مفتشو جمارك دبي في قرية الشحن خلال النصف الأول من العام الجاري، 121 محاولة تهريب كميات ضخمة من الكتابات الورقية والطلاسم والمواد التي تستخدم في عمليات السحر والشعوذة والتعاويذ، وفق مدير إدارة المراكز الجمركية الجوية في جمارك دبي، أحمد عبدالله بن لاحج، الذي أشار إلى أن الكميات شملت دمى ملوثة بدماء ومواد قذرة.
وأفاد بأن الجمارك استعانت بوفد من دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف برئاسة مدير إدارة الإفتاء، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، لإبطال مفعول الكميات المضبوطة، ومن ثم إتلافها، مشيراً إلى أن المهربين لجأوا إلى أساليب مبتكرة بغرض تضليل السلطات الجمركية مثل إخفاء الطلاسم وسط مستندات على شكل رسائل أو مجلات أو كتب، أو عن طريق إخفائها في الأغراض الشخصية والملابس.
وتفصيلاً، قال بن لاحج، لـ«الإمارات اليوم» إن مفتشي جمارك دبي في قرية الشحن أحبطوا 121 محاولة تهريب كميات ضخمة من الكتابات الورقية والطلاسم ومواد أخرى تستخدم في عمليات السحر والشعوذة والتعاويذ، وذلك عن طريق شحنات وبضائع وطرود بريدية قادمة إلى الدولة من دول آسيوية وإفريقية، وكذلك شحنات عابرة إلى دول أخرى.
وأضاف أن عملية التفتيش على البضائع والشحنات في قرية دبي للشحن تتم عن طريق فحصها وتمريرها على أجهزة الأشعة السينية، وإذا لوحظ وجود كثافة غير عادية في محتوى الشحنة أو وجود علامات تثير الشكوك يتم تفتيش البضاعة والشحنة يدوياً من قِبل مفتشين متمرسين في التفتيش الجمركي للتأكد من مشروعيتها، كما يتم التحقق من تطابق المعلومات الواردة في البيان الجمركي للبضاعة بالواقع.
وأوضح بن لاحج، أن مهربي هذه المواد يلجأون غالباً إلى أساليب جديدة ومبتكرة بغرض تضليل السلطات الجمركية، لافتاً إلى أن طرق تهريب مواد السحر والشعوذة المضبوطة في قرية دبي للشحن خلال العام الجاري، تباينت إذ عثر على عدد منها وسط مستندات على شكل رسائل أو مجلات وكتب، أو عن طريق إخفائها في الأغراض الشخصية والملابس.
وأشار إلى أن جانباً من الكميات المضبوطة كان على شكل دمى أطفال ملطخة بدماء وأشياء ملوثة ومواد أخرى غير معروفة، كما عثر على مواد سحر عبارة عن سوائل وريش طيور، ولفافات قطن تدخل في السحر وإبر تستخدم في التعاويذ، وخيوط ومواد داكنة، وخليط من المواد القذرة.
وأفاد مدير المراكز الجمركية الجوية في جمارك دبي، بأن المواد المستخدمة في عمليات السحر والدجل والشعوذة، هي من المواد الممنوع دخولها الدولة، استناداً إلى قانون الجمارك الموحد وقرار لجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في اجتماعها رقم (73)، الذي عقد في مقر الأمانة العامة لدول «مجلس التعاون» بالرياض في مايو 2007، التي حددت قوائم السلع الممنوعة المتفق عليها بين دول المجلس، ومن بينها السلع المنافية للعقيدة الإسلامية والآداب العامة، التي تندرج فيها المواد المستخدمة في أعمال السحر والشعوذة.
وأضاف أنه يتم إبطال مفعولها بطريقة علمية بالتنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومن ثم يتم إتلافها تماماً، مشيراً إلى أن جمارك دبي تلجأ إلى توفير كل أنواع الدورات التدريبية والتثقيفية للمفتشين بغرض توعيتهم بأصناف هذه المواد وأشكالها المختلفة، نظراً لخطورتها على الصحة واستخدامها في الاحتيال والعبث بعقول الناس.
وأوضح بن لاحج أن محاولات إدخال هذه المواد الممنوعة إلى الدولة بطرق غير مشروعة يعد في حكم التهريب الجمركي، وفقاً لقانون الجمارك الموحد، وتضع صاحبه تحت طائلة المساءلة، مشيراً إلى أن معظم محاولات تهريب أدوات السحر والشعوذة نفذها أشخاص من جنسيات دول آسيوية وإفريقية.
ولفت إلى أنه في إطار الشراكة الاستراتيجية والتعاون المشترك بين جمارك دبي ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، قدم وفد من الدائرة إلى مركز جمارك قرية الشحن، لإبطال مفعول المواد المضبوطة المستخدمة في عمليات السحر والشعوذة.
إلى ذلك، قال مدير إدارة الإفتاء، الدكتور أحمد الحداد، لـ«الإمارات اليوم» إن فئة من المجتمع لاتزال تؤمن بأعمال السحر والشعوذة، وتلجأ إلى استخدام أساليب سيئة لتحقيق أغراضهم، سواء بتحقيق مكسب أو إلحاق أذى بالناس، لذا يقع العبء على رجال الجمارك لإحباط محاولات إدخال المواد التي تستخدم في هذه الممارسات.
وأضاف أنه ذهل من الكميات التي ضبطتها الجمارك من دمى وطلاسم ومواد قذرة، ما يعكس وجود عدد من المشعوذين الذين يستخدمونها في إيهام ضحاياهم بقدرتهم على تحقيق أغراض شيطانية مثل استمالة القلوب والترقي في المناصب.
وأشار الحداد إلى أنه من الضروري على أفراد المجتمع أن تكون ثقتهم بالله أكثر من خوفهم من السحرة، وذلك من خلال التحصُّن بالأذكار المشروعة في الصباح والمساء وعند الخروج والدخول، وتحصين البيوت والأولاد والزوجات، لمنع نفوذ السحر.
وحول إجراءات إبطال مفعول مواد السحر والشعوذة، قال مسؤول دائرة الأوقاف الذي أجرى العملية، الشيخ عبدالله حارب، إن هناك خطوات محددة للتعامل مع الكميات الضخمة التي ضبطتها الجمارك في إطار عملية يطلق عليها «التحصين»، وتشمل قراءة أذكار وآيات قرآنية ومن ثم طمس هذه المواد في مياه وملح، مؤكداً أن هذا الإجراء يبطل مفعولها تماماً ويلغي تأثيرها.
ولفت حارب إلى أن هناك طرقاً متفاوتة في التعامل مع مواد السحر والشعوذة حسب طبيعتها وكمياتها، مؤكداً أن ضبطيات الجمارك ضخمة للغاية، لذا توجه وفد من دائرة الشؤون الإسلامية لإبطالها على دفعتين.