انطلقتا بسرعة 300 كيلومتر.. و25 سيارة تولّت عملية التأمين والحماية
ضبـط مركبتين بوقـود طـائـرات تسـابقتا علـى «العابر»
نفذ فريق الإسناد، التابع للإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، عملية أطلق عليها اسم «الضبط الصامت»، ضبط خلالها مركبتين لا تحملان لوحات أرقام انطلقتا بسرعة تزيد على 300 كيلومتر في الساعة في سباق غير شرعي على طريق دبي العابر.
وقال مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي بالإنابة، العقيد سيف مهير المزروعي، إن كراجين متنافسين توليا تزويد المركبتين بمعدات باهظة الثمن وبعضها شديد الخطورة، مثل خزان مستقل مثبت على الكرسي المجاور للسائق يحوي وقود طائرات وثلجاً من نوع خاص، للحفاظ على برودة المركبة، وحمايتها من الانفجار إضافة إلى أبواب زجاجية.
وذكر أن السباق انطلق بعد منتصف ليلة الخميس الموافق السادس من ديسمبر على شارع دبي العابر، بعد التخطيط له بسرية تامة وتنفيذ عمليات تمويه لخداع رجال الشرطة، لافتا إلى أن الشرطة نجحت في ضبط المركبتين من طراز «نيسان باترول» وتم حجزهما.
تحرير الفيديو: ميثم الأنباري
وتفصيلاً، أفاد المزروعي، بأن منظمي هذا السباق جهزوا له منذ أسابيع عدة، بترتيب مع مجموعات شبابية تتورط عادة في إثارة الفوضى، وأشرف على السباق كراجان يتنافسان على إثبات قدراتهما في مجال تزويد السيارات، دون مبالاة بسلامة مستخدمي الطريق العاديين، وعدم تحمل الشارع لمثل هذه الممارسات.
وأشار إلى أن الكراجين المتنافسين شرعا في تجهيز المركبتين في سرية تامة، من خلال إضفاء تعديلات جوهرية على المحرك وهيكل المركبة، تضمنت إدخال أجهزة كمبيوتر جديدة وتطوير المحرك، كي يتناسب مع استخدام وقود خاص سريع الاشتعال، يساعد على انطلاق المركبة بسرعة وقوة فائقتين.
وتابع المزروعي، أن هذين الكراجين ثبتا خزاناً خاصاً للوقود داخل المركبة بجانب السائق، وآخر داخل المركبة موصلاً إلى محركها عن طريق توصيلات خاصة من داخل المركبة إلى المحرك، وأزالا المقاعد الخلفية من داخل المركبتين، ونزعاً أجزاء داخلية من الأبواب، واستبدلا الباب الخلفي بزجاج من النوع الخفيف (فيبر جلاس)، لتخفيف وزن المركبة، وأزالا كل وسائل الأمان من المركبتين.
وأوضح المزروعي أن منظمي هذا السباق اعتمدوا خطة تمويه، ترتكز على جوانب أساسية عدة، أهمها التأكيد على جميع الأفراد المشاركين في السباق سواء المتسابقين أو الأشخاص المعنيين بتغطيتهم، بعدم الاعتراف للشرطة بشيء في حالة وقوع أي منهم في يد الأمن وإنكار علاقتهم كليا بالسباق، لافتا إلى أنهم يلجأون إلى مراقبة تحركات الدوريات ومعرفة رجال الشرطة، الذين يتولون عملية الرصد.
ولفت إلى أن المنظمين اعتمدوا التمويه، من خلال تحديد مواعيد مغلوطة للسباق وتسريب المعلومات إلى الشرطة، لافتا إلى أنه تم تحديد الموعد الأول في أواخر نوفمبر الماضي، نوعاً من التمويه، وتم التواصل في ما بينهم عن طريق رسالة نصية عبر الهاتف المتحرك، وأعلنوا تنظيم السباق في منطقة رأس الخور في شارع المنامة، ثم حددوا لاحقا مواعيد وأماكن مختلفة بهدف تضليل الشرطة، بل تعمدوا التجمع في بعض الأماكن للتأكد مما إذا كانت هناك دوريات شرطة لديها علم من عدمه.
وأكد المزروعي أن فريق الإسناد المعني بمتابعة هذه التصرفات كان أكثر حذرا وذكاء، إذ جمع تحريات دقيقة حول الخطط التي دبرها المنظمون، وحرص على عدم الظهور في المواعيد الوهمية التي كانوا يحددونها، ومن ثم يلغونها بعد الوقوف فترات تصل إلى ست ساعات.
وقال مدير «مرور دبي» بالإنابة، إن منظمي السباق أعدوا ترتيبا خاصا في الموعد المحدد إذ تجمعوا في مكان مختلف، ومن ثم نقلت مركبتا السباق إلى طريق دبي العابر عن طريق شارع العوير، وانتقلوا عبر جسر نادي دبي إلى اتجاه جبل علي، وبعد مسافة بسيطة توقفت المركبات المشاركة في التنظيم وعددها يناهز الـ25 مركبة على الجانب الأيمن من طريق دبي العابر، بعيدا عن الشارع العام، ثم قاموا بإطفاء أنوارها والانتظار فترة من الوقت، بغرض التأكد من عدم وجود أي دوريات قريبة منهم.
وبعد التأكد من أن الأمور على ما يرام ولا وجود للشرطة، تحركت مركبتا السباق لدخول الطريق العام، وتحركت خلفها المركبات الأخرى المخصصة للتمويه والحماية، بهدف التغطية على مركبتي السباق اللتين لا تحملان أرقاماً، وعرقلة دوريات الشرطة من الوصول إليهما حتى يتمكن السائقان من الهروب والاختفاء، فيما يدعي سائقو مركبات الحماية أنهم مجرد مستخدمي طريق عابرين، تصادف مرورهم أثناء السباق. وأضاف المزروعي أن المركبتين المتسابقتين انطلقتا على الطريق العام من بعد جسر نادي دبي، بسرعة تزيد على 300 كيلومتر في الساعة، ما هدد مستخدمي الطريق والجمهور الموجود عليه، لافتا إلى أن السباق انتهى عند المخرج رقم 53 على الطريق نفسه، حسب ما هو محدد من قبل منظمي السباق.
وأشار إلى أن مركبتي السباق توقفتا عند المخرج جهة اليمين، وتوقفت خلفها بقية المركبات للتغطية عليها، ونزل السائقون لتهنئة الفائز، وحضرت رافعات خاصة كانت تقف تحت المخرج 53 في انتطار مركبتي السباق، وتم فورا تحميلهما على رافعتين، انطلقتا تجاه الشارقة، فيما تفرق جميع المشاركين في السباق من منظمين ومتفرجين، مطمئنين أن السباق انتهى والشرطة غائبة.
وتابع المزروعي أن دوريات الإسناد كانت كامنة تراقب كل شيء في العملية التي أطلق عليها «الضبط الصامت»، حتى رصدت الرافعتين وتم تكليف دوريات عسكرية بإيقافهما قبل الخروج من دبي، وضبطت إحداهما قبل دخولها الشارقة، فيما ضبطت المركبة الأخرى على شارع العوير عند دوار المدينة الجامعية، وتم استدعاء رافعات الشرطة إلى دوار الورقاء حيث نقلت مركبتا السباق الى الادارة العامة للمرور.
وأوضح أنه تجري حاليا ملاحقة المركبات الأخرى التي شاركت في التنظيم، لافتا إلى أن فريق العمل التابع للإسناد لم يتدخل لضبط المركبتين أثناء السباق على الطريق العام، تفاديا لتهديد سلامة السائقين، الذين يعمدون إلى التصرف بتهور بالغ، حال اشتباههم في وجود الشرطة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news