اتفق على إعفائهن من غرامات الإقامة غير الشرعية.. ويساعدهن مالياً ليبدأن حيــاة جديدة
«إيواء» يرعى 130 ضحية ابتزاز جــنسي في مكان سري
قالت مسؤولة التنسيق والمتابعة في مركز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار في البشر، فئة الاستغلال الجنسي، ميثاء المزروعي، إن المركز خصص مكاناً سرياً لرعاية الضحايا وإعادة تأهيلهن، ويضم هذا المأوى السري حالياً 130 ضحية، لضمان حمايتهن من أفراد الشبكات الإجرامية، كاشفة عن توقيع المركز اتفاقاً مع أحد الفنادق الخمس نجوم لتدريب الضحايا فيه وحصولهن على شهادات خبرة تساعدهن على إيجاد فرص عمل في بلادهن.
وأبلغت المزروعي «الإمارات اليوم» أن المركز يعتبر مكاناً مؤقتاً تراوح مدة الإقامة فيه من شهر إلى ستة أشهر، يتم خلالها تأهيل الضحية نفسياً وطبياً لإعادة دمجها في المجتمع، مشيرة إلى أن معظم الفتيات وقعن ضحايا لأفراد من بلادهن، استغلوا نقاط ضعف الضحايا وحاجتهن للمال، وأوهموهن بتوفير فرص عمل لهن.
وكشفت عن استقبال المركز فتاة عمرها خمس سنوات، حاول ذووها استغلالها في أعمال منافية للآداب، وتعد هذه أصغر ضحية يستقبلها المركز، بينما تراوح أعمار معظم ضحايا الاتجار في البشر بين 18 و35 سنة، وينتمين إلى جنسيات مختلفة من دول عربية وآسيوية وأوروبية وإفريقية.
5 مهام أفادت مسؤولة التنسيق والمتابعة في مركز إيواء النساء والاطفال ضحايا الاتجار في البشر، فئة الاستغلال الجنسي، ميثاء المزروعي، بأن المركز يتولى خمس مهام رئيسة، تبدأ بالإغاثة، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، إذ يستقبل ضحايا جرائم الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي من النساء والأطفال، والثانية تقديم مأوى مؤقت للضحايا لتلقي الرعاية الضرورية قبل العودة إلى بلدانهن، خصوصاً أن الحالة النفسية للضحايا تكون في غاية الحساسية، وتحتاج إلى رعاية نفسية متخصصة وعالية المستوى. وأشارت إلى أن المهمة الثالثة للمركز هي إعادة تأهيل الضحية عن طريق تنظيم دورات تعليمية وحرفية وترفيهية أيضاً لمساعدتها على تخطي تجربتها القاسية، والاستعداد للعودة الى الحياة الطبيعية في بلدها، والرابعة متابعة الضحية للتأكد من صحتها وسلامتها، وبعد قضاء فترة خاصة في إعادة التأهيل والتدريب، يتم التنسيق مع الجهات المعنية في بلدها، واتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة لتحضير إجراءات نقلها إلى هناك. وقالت المزروعي إن المهمة الأخيرة هي الوقاية، وتأتي على قائمة أولويات المركز، إذ يعمل على نشر الوعي داخل المجتمع الإماراتي، وفي البلدان التي تسجل أكبر معدلات ضحايا الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي، وذلك من خلال خطط ومبادرات ونشاطات محلية ودولية تدعم نشر الوعي في المجتمع ومكافحة هذه الجرائم والوقاية منها. |
وأوضحت أن عملية استقبال الضحايا تبدأ بالفرز، للتأكد من أنهن بالفعل ضحايا اتجار في البشر، ولسن ضحايا تهريب أو مهاجرين غير شرعيين، أو كونهم من المتاجرين بأنفسهم، لافتة إلى أن عملية فرز الضحايا تبدأ بتحديد هويتهن، ودراسة الظروف المحيطة بكل حالة على حدة، من خلال مؤشرات التقييم واستمارة فرز الضحايا المتبعة في المراكز.
وبينت أن المتاجرين في البشر يستغلون عدم إجادة الضحايا اللغة العربية أو الانجليزية، والإقامة غير الشرعية في البلاد، للضغط عليهن وتهديدهن بأنهن في دولة إسلامية، وسيتم قتلهن لو اكتشف أمرهن.
وأشارت المزروعي إلى أن المركز عقد اتفاقاً مع الجهات الشرطية المختصة، من أجل إعفاء أي ضحية من جميع غرامات الإقامة غير الشرعية، وفي حال عدم وجود أوراق ثبوتية يتم التخاطب مع السفارة الخاصة ببلد الضحية لاستخراج أوراق لها، مشيرة إلى أن المركز يتكفل بثمن تذكرة سفر الضحية، كما يمنحها مبلغاً لا يقل عن 500 دولار (1835 درهماً)، لتعتمد عليه بعد عودتها إلى بلدها إلى حين العثور على فرصة عمل لها، ويتولى المركز مخاطبة المؤسسات الدولية في بلدها لاستقبالها ومساعدتها.
وأشارت إلى أنه في حال عدم استطاعة الضحية العودة إلى بلدها، لإمكانية تعرضها للأذى أو القتل، بسبب العادات والتقاليد، أو لظروف حرب، يتم مخاطبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإيجاد بلد بديل يمكنها أن تلجأ إليه.
من جانبها، أكدت إحدى الضحايا، التي تحمل جنسية دولة عربية، أنها عقب انفصالها عن زوجها تلقت دعوة من صديقة لها، تعيش مع زوجها في أبوظبي، لزيارة الإمارات للترفيه عن نفسها، مشيرة إلى أن زوج صديقتها استقبلها في المطار، وأوصلها إلى شقة فيها خمس فتيات، وسيدة تدعى «منى»، علمت بعد ذلك أنها المشرفة على المكان، مشيرة إلى أن منى طلبت منها العمل في الدعارة أو دفع مبلغ 11 ألف درهم قيمة تكاليف سفرها، وإلا فستتهمها بسرقتها وإبلاغ الشرطة عنها. وأضافت أنها أوهمت منى بالموافقة على العمل في الدعارة، وطلبت منها الذهاب إلى صالون تجميل، ومن هناك هربت وتوجهت إلى مركز الشرطة وروت للمعنيين قصتها، فطلبوا منها التعاون معهم، وخلال ساعات تم القبض على العصابة، وتمت إحالتها إلى مركز إيواء النساء والأطفال في أبوظبي.
فيما قالت ضحية أخرى، تحمل جنسية دولة آسيوية، أنها تنتمي إلى عائلة فقيرة جداً، وكانت هي العائل الوحيد للأسرة، وعملت في بيع الأقمشة والملابس، وبسبب قلة العائد المالي فكرت في البحث عن فرصة عمل في أي بلد آخر، وخلال تلك الفترة التقت بامرأة حدثتها عن توافر فرص عمل في الإمارات، وعن الحياة الرغدة التي تتميز بها هذه الدولة، وأخبرتها بأنها تستطيع السفر إلى الإمارات والعمل في اختصاصها نفسه، مع إمكانية العمل خادمة عند أختها التي تعيش في أبوظبي إلى حين العثور على عمل آخر، وتبرعت بمساعدتها وتجهيز كل ما يتعلق بسفرها. وحين وصولها إلى الدولة اكتشفت أن البيت التي ستخدم فيه يعمل في الدعارة فهربت منه وأخبرت الشرطة.
وأفادت ضحية ثالثة بأنها حضرت إلى الدولة، وبدأت عملها خادمة لدى امرأة غامضة، ولاحظت تردد كثير من الفتيات على المنزل، يرتدين ملابس ساخنة، ويتحدثن بطريقة أثارت شكوكها، فسألت إحداهن فأخبرتها بأن جميعهن استقدمن للعمل خادمات، وتم استخدمهن للعمل في الدعارة. وأضافت أنها بعدما علمت بأن هذه المرأة ستحولها إلى فتاة ليل هربت من المنزل، وطلبت من سائق تاكسي إيصالها إلى أي مركز شرطة، وهناك أخبرتهم بكل ما حدث معها، وما سمعته من الفتيات، فأخذوا منها كل المعلومات التي ساعدتهم على الوصول إلى شبكة الدعارة، وتم تحويلها إلى مركز إيواء، لأنها كنت تعاني حالة نفسية سيئة، خوفاً من المرأة التي قد تتمكن من الوصول إليها والانتقام منها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news