«الداخلية»: الإمارات خالية من «جرائم الشرف» بحق القاصرات
أفاد مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الداخلية، العميد أحمد محمد بن نخيرة، بعدم تسجيل ما يسمى «جرائم الشرف» في الدولة، خصوصاً بحق الفتيات الجانحات في سن الأحداث، اللائي يتورطن في جنح أخلاقية.
وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن المجتمع الإماراتي متمسك بالعادات والتقاليد الكريمة، وهو مجتمع متدين، مبني على التسامح والوعي، مشيراً إلى أن جرائم الشرف في المجتمعات تنتج عن عادات وتقاليد معينة درجت في المجتمع، ولا تمت للدين بصلة.
وأشار بن نخيرة إلى أن أهم ما يجب التركيز عليه في حال الجنوح الاخلاقي للقاصرات هو امتصاص الصدمة الاولى للأهل، ومحاولة تعريفهم بواقع سن المراهقة، وأسباب الخلل الذي يتحمل كل من الفتاة والاهل والمجتمع جزءاً منه.
وأكد نجاح إدارات دُور الرعاية في الدولة في إعادة فتيات إلى أسرهن، وعدم تسجيل أي حادث انتقامي، أو جريمة بحق فتاة جانحة، من قبل أهلها في الدولة، قبل وبعد توقيفها في دار الاحداث، موضحاً أن إعادة الفتاة الى أسرتها ودمجها في مجتمعها تأتي بعد جهد متواصل مع الاهل الذين يقع عليهم عبء دعم ابنتهم بطريقة إيجابية، ومتابعة اندماجها وعودتها الى الطريق الصحيح.
ولفت بن نخيرة إلى أن معظم الفتيات الجانحات ينتمين إلى أسر مفككة أو لديها مشكلات اجتماعية أو اخلاقية، مشيراً إلى أن انشغال الأم أو جنوحها يؤدي الى انحراف وخلل في شخصية الاولاد، ويسبب ظواهر غير أخلاقية.
وأضاف أن الفتيات الجانحات يقعن في علاقات عاطفية غرامية، ويتم استغلال حاجتهن للعطف والحنان من قبل البعض، ويتورطن في مشكلات أخلاقية من دون وعي بطبيعة المشكلة.
من جانبها، دعت الاخصائية الاجتماعية في سجن العوير، بدرية حمزة الملوحي، إلى الاهتمام بدور الاخصائية الاجتماعية في المدارس، لافتة إلى أن معظم الفتيات ينحرفن عن العادات الاجتماعية بفعل رفيقات السوء، وغالباً ما يلتقين بهن في المدارس.
وأشارت إلى أهمية توعية فتيات المدارس بطبيعة العلاقات والحالة التي يمررن بها في هذه السن، وطرق التصرف السليم، مبينة أن معظم الفتيات الجانحات من أسر مفككة، أي الأب منفصل عن الأم، فضلاً عن إهمال الطرفين للفتاة.
وقالت الملوحي إن قسوة الاهل والاخوة الذكور على الفتاة، وتقييدها بطريقة شديدة، تدفعها إلى تفريغ عواطفها وحاجتها إلى الشعور بالثقة في النفس من خلال علاقات قد تتطور إلى جنح أخلاقية، داعية الاهل الى مراعاة متطلبات بناتهن وتوجيههن، والوصول الى صداقة وعلاقة قوية بين الام وابنتها لا تعتمد التخويف وعلاقة الشدة والترهيب.
وتابعت أن كل ما سبق يشعر الطفلة بأنها وحدها ولا أحد يهتم بأمرها، وأن الجميع يكرهونها، فتبحث عن العاطفة خارج المنزل، وحينها يلتقطها بعض الشبان الاكبر سناً، ويستغلون ضعفها وعاطفتها، ويورطونها في قضايا يتحمل مسؤوليتها الاهل.
وأشارت الملوحي إلى أن الاجراءات المتبعة في حالات الاحداث هي الايداع الذي يستمر نحو 90 يوماً، ثم يرفع الاخصائي الاجتماعي تقريره إلى القاضي بالافراج عن الفتاة أو استمرار إيداعها، ويعود إلى القاضي الأخذ بالتقرير من عدمه. وفي حالات أخرى قد يحكم القاضي بحبس القاصر، وهو ما يستمر مدة بين شهر وشهرين وثلاثة اشهر، ثم يتم الافراج عنها.
وأكدت الملوحي عدم ورود أية حالة اعتداء على حدث من قبل ذويها نتيجة توقيفها في جنحة أخلاقية، وعدم وجود جرائم شرف بحق قاصرات في الدولة، لافتة إلى أهمية أن يدرك المجتمع أن الحدث بشكل عام ضحية وليس مجرماً، فكثير من الاحداث تعرضوا لاعتداءات أدت إلى انحرافهم واحياناً يكون الاعتداء من أقرب الأشخاص، أو قد يتعرض الحدث لمشاهدات اخلاقية تؤثر في طبيعة علاقاته من حيث الأمهات الجانحات وغيرها، فضلاً عن التفكك الأسري، وعدم الرعاية في مرحلة عمرية تعتبر الأخطر على الإطلاق في بناء شخصية الحدث.