المحكمة اعتبرت رسائله العاطفية تحسيناً للمعصية

الحبس ‬3 أشهر لشاب ارتبط بقاصر منتحرة

دائرة القضاء طالبت الآباء بالإصغاء إلى أبنائهم والاهتمام بهم. تصوير: إريك أرازاس

دانت محكمة الجنح في أبوظبي شاباً من جنسية دولة عربية بتهمة «تحسين المعصية»، وحكمت عليه بالحبس ثلاثة أشهر والإبعاد عن الدولة بعد تنفيذ الحكم، وذلك لتبادله رسائل عاطفية عبر وسائل الاتصال الحديثة مع فتاة قاصر من جنسيته نفسها، إذ عثر على هذه الرسائل خلال التحريات التي أعقبت انتحار الفتاة بإلقاء نفسها من نافذة منزل أسرتها في أبوظبي.

وكانت الجهات المختصة عثرت داخل الهاتف المتحرك للفتاة المنتحرة على عدد من الرسائل المتبادلة بينها وبين المتهم، تتضمن عبارات عاطفية، كما تضمنت عبارات أرسلتها الفتاة تتحدث فيها عن نيتها الانتحار في أكثر من مناسبة، وتسأل عن ردة فعله فيما إذا قامت بذلك.

وكانت ردود المتهم تتسم بالسخرية، ما دل على عدم أخذه كلامها على محمل الجد، وتالياً فقد استبعدت النيابة في إحالتها المتهم للمحاكمة تهمة الحضّ على الانتحار.

وفي يوم الحادثة، كان المتهم واقفاً أسفل المبنى الذي تسكن فيه الفتاة، وبعد دقائق شاهدها وهي تلقي بنفسها من النافذة أمامه، فاتصل بالشرطة متهماً أشقاءها وزوجة أبيها بقتلها، ثم عاد إلى مسكنه، حيث حاول بدوره الانتحار، لكن زملاءه في السكن منعوه من ذلك، وأنقذوا حياته.

وبعد التحري عن الرقم الذي تم الإبلاغ منه، تبين أنه متكرر الاتصال مع الفتاة، كما وجدت الشرطة كثيراً من الرسائل المتبادلة بين الطرفين.

وفي أقواله أمام المحكمة، أكد المتهم أن الفتاة خدعته وأخبرته بأنها طالبة جامعية، وقد صدقها لأنها كانت طويلة القامة، وتعطي إيحاء بعمر أكبر من الحقيقة، وأكد أنه كان ينوي فعلاً الزواج منها في أقرب وقت ممكن.

من جهتها، سجلت النيابة الحادثة على أنها انتحار، لأن الفتاة كانت تذكره كثيراً، وأحالت الشاب إلى المحاكمة بتهمة تحسين المعصية، وهي التهمة التي دانته بها محكمة الجنح، وحكمت عليه بالحبس ثلاثة أشهر والإبعاد.

وناشدت دائرة القضاء في أبوظبي الآباء ضرورة متابعة أبنائهم في عمر المراهقة، وعدم ترك وسائل الاتصال الحديثة بين أيديهم من دون مراقبة.

وأضافت أن الشباب في عمر المراهقة يمرون بتغيرات فيزيولوجية ونفسية، يعجزون عن فهمها والتأقلم معها إن لم يساندهم آباؤهم في فهمها وتجاوزها بسلام.

وقالت إن هذا الصراع قد يؤدي إلى انحراف بعضهم أو هروبهم من الواقع، وقد تسيطر عليهم فكرة التخلص من حياتهم أمام أي مشكلة تواجههم.

وأكدت دائرة القضاء أن على الأبوين في كل أسرة إعطاء الوقت والاهتمام اللازم لأبنائهما، وتفهم مختلف مراحلهم العمرية، خصوصاً مرحلة المراهقة لكي يصلوا إلى مستقبلهم وهم في كامل الصحة الجسدية والنفسية.

تويتر