استغل غياب أبنائه عن المنزل واستخدم سكينـاً وساطوراً لتنفيذ جريمته

رجل يقتل زوجته طـعناً في رأس الخيمة

مكان وأدوات ارتكاب الجريمة. من المصدر

أقدم زوج من جنسية دولة عربية (‬47 عاماً) على قتل زوجته (‬38 عاماً) وهي من جنسيته نفسها، أول من أمس، طعناً بالسكين، وباستخدام الساطور، خلال وجودهما في منزلهما بمنطقة سهيلة في رأس الخيمة، بسبب خلافات أسرية بين الطرفين منذ سبع سنوات. واستغل الزوج خروج أبنائه الثلاثة من المنزل، لاقتراف جريمته، وفقاً لمدير عام العمليات الشرطية في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، العميد عبدالله خميس الحديدي، الذي قال إن الشرطة فوجئت بالطريقة البشعة التي قتلت بها الزوجة.

وتفصيلاً، تلقت غرفة العمليات في شرطة رأس الخيمة بلاغاً في الخامسة والنصف من مساء الأحد الماضي من شخص، حول وجود امرأة مقتولة في منزلها.

وقال الحديدي إن فرق مسرح الجريمة والطب الشرعي والنيابة العامة، توجهت إلى مكان الحادث. وعند وصولها، وجدت ابن المجني عليها (‬21 عاماً) خارج المنزل، وقد علت وجهه علامات الصدمة من الحادث.

وأضاف تبين أنه «عندما وصل إلى المنزل، وجد الباب مغلقاً، فكسره، وفوجئ بوالدته مقتولة ومضرجة بدمائها».

وأكمل الحديدي: «انتقلت الفرق الأمنية إلى المنزل، ووجدوا جثة المجني عليها في احدى الغرف، وأوحى المشهد المبدئي للغرفة بوجود عراك شديد وقع في داخلها، إذ تناثرت الملابس، والأدوات، والمستلزمات الشخصية في كل أنحاء غرفة النوم.

وعند فحص الجثة، تبين أن المجني عليها أصيبت بإصابات بشعة في جسدها، إذ تبين أن هناك قطعاً في مرفقي اليدين، وطعنات متفرقة في أنحاء جسدها، أدت إلى وفاتها، موضحاً أن «الفرق الأمنية لاحظت أن الجريمة ارتكبت بطريقة وحشية، وعنف شديد».

وأشار إلى أنه تم استخدام السكين في ارتكاب جريمة القتل، وعثر عليها محطمة نتيجة الضرب الشديد، إضافة إلى وجود ساطور كبير في مسرح الجريمة.

وتابع الحديدي أنه تم تشكيل فرقتين، تولت الأولى مسؤولية مسرح الجريمة، والثانية تحديد هوية الجاني، وجمع أكبر معلومات عنه، وتحديد علاقات الأسرة، وأقرب أصدقائها.

وذكر أن المعلومات المبدئية أظهرت أن الجاني هو زوج المجني عليها، حيث تم التوصل لأحد الشهود، وشرح لرجال الشرطة أنه تلقى اتصالاً من زوج المجني عليها، يبلغه فيه بأنه قتل زوجته، وطلب منه رعاية أبنائه، مضيفاً أنه وضعهم أمانة في عنقه.

وأوضح الحديدي أن الشرطة جمعت معلومات كاملة عن الأماكن التي يتردد عليها الزوج، وطرق مواصلاته واتصالاته، وتوصلت إلى أنه اتجه إلى العاصمة أبوظبي، بعد ارتكاب جريمة القتل على الفور، فتم تكليف مجموعة من دوريات الشرطة المدنية بالتوجه إلى أبوظبي وملاحقته.

وأضاف الحديدي أن الفريق الميداني نسق مع أجهزة الشرطة في الإمارات، ومرر صور ومعلومات المشتبه فيه إليها للمساعدة في القبض عليه ومنعه من مغادرة الدولة.

وشرح أن فريق العمل حدد أماكن وجود بقية أفراد أسرة المجني عليها والمكونة من ثلاثة أبناء، موضحاً أن الابن الأكبر كان موجوداً لدى الجهات الأمنية، أما شقيقتاه (‬16 عاماً و‬13 عاماً) فهما تدرسان في مدرستين مختلفتين في الفترة المسائية.

وتابع الحديدي أنه تم التنسيق مع إدارة المدرستين لاصطحاب الشقيقتين، ووضعهم جميعاً في مكان آمن، تحت إشراف اللواء سمو الشيخ طالب بن صقر القاسمي قائد عام شرطة رأس الخيمة شخصياً، إذ تم تهدئتهم، واستدعاء خبير في الطب النفسي لعرض البنتين عليه، وشرح الموضوع وتفاصيل القضية، وتقديم الدعم النفسي لهما.

وأوضح أن شرطة رأس الخيمة سعت للتواصل مع أقرب الأسر إلى المجني عليها وأبنائها، خصوصاً من الاسر التي يعتبرونها جزءاً من أسرتهم، باعتبارها ملاذا آمنا ومحصنا لهم، مضيفاً أنه تم نقل الأبناء لأسرة قريبة للمجني عليها، بإشراف الشرطة، من أجل رعاية الأبناء مؤقتاً وتقديم الدعمين النفسي والاجتماعي لهم.

وأكمل الحديدي أن متابعات فرق العمل الميدانية المستمرة توصلت إلى مكان المتهم، الذي سلم نفسه إلى أحد مراكز الشرطة في العاصمة أبوظبي. وتابع أنه تم التنسيق مع شرطة أبوظبي، وضبط وإحضار الزوج إلى إمارة رأس الخيمة.

وقد عرض فور وصوله على النيابة العامة، التي باشرت التحقيق معه، واعترف بقتل زوجته.

وأضاف مدير عام العمليات الشرطية أن المتهم استغلّ ذهاب ابنه إلى العمل، وابنتيه لمدرستيهما، لارتكاب الجريمة، وأنه عزا قتل زوجته لنشوب خلافات مزمنة بينهما منذ سبع سنوات.

ولفت الحديدي إلى أن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها الأولى في القضية. فيما يقوم الطب الشرعي بإعداد تقرير عن حادثة القتل، ويعمل المختبر الجنائي على إعداد التقارير المرفوعة للآثار من مسرح الجريمة، تمهيداً لتقديم التقارير النهائية للنيابة العامة.

ودعا الحديدي الى حل الخلافات الزوجية عبر المؤسسات الاجتماعية، واللجوء إلى أجهزة الأمن والقضاء. كما طالب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بعدم ترويج الشائعات التي تمس أسرار وأعراض الأسر الآمنة، والتعامل بصورة راقية تعكس الصورة المشرفة عن مجتمع الإمارات.

تويتر