الأسرة حبسته وكانت ترمي له الطعام من نافذة صغيرة

«الشؤون» تحرّر معاقاً عاش سنوات سجين غرفته

رصدت وزارة الشؤون الاجتماعية أسرة إماراتية تسجن ابنها المعاق ذهنياً في غرفة صغيرة مظلمة، لها شباك ضيق يدخل منه الهواء والضوء، وكانت الأسرة تستغل هذا الشباك في رمي الطعام منه إلى الفتى.

وتفصيلاً، كشفت الأخصائية النفسية في الوزارة، موزة الوالي، لـ«الإمارات اليوم»، أن مفتشات الوزارة رصدن حالة فتى معاق يبلغ من العمر ‬16 عاماً، مسجون في غرفة صغيرة لا تحوي أياً من متطلبات المعيشة الإنسانية، وذلك خلال الزيارات الميدانية التي تنفذها الوزارة.

وأوضحت أن الصبي المعاق من مستحقي الضمان الاجتماعي، ويتلقى مبالغ شهرية، الأسرة تحصل عليها ولا تنفقها على الفتى الذي يعاني إعاقة ذهنية، لافتة الى أن الطفل بقي سجين الغرفة الصغيرة سنوات، ولا يتلقى أية عناية من الأسرة بحجة عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفاته.

وأشارت الوالي إلى أن مفتشات وزارة الشؤون الاجتماعية أخبرن الأسرة بأنه سيتم إبلاغ الشرطة، وفتح بلاغ بالواقعة واتهامها بإهمال وتعريض حياة فتى للخطر حال تكرار الواقعة، كما أبلغنها أنه سيتم قطع المساعدة الاجتماعية بسبب عدم صرفها على المعاق وعدم استفادته منها، مشيرة إلى أن الاسرة حالياً تحت مراقبة مفتشات الوزارة، وتخضع للزيارات الدورية والكشف الدوري على حالة الصبي.

وأكدت أن الوزارة تكتشف مثل هذه الممارسات بالمصادفة، بسبب عدم ابلاغ الجوار عن الحالة وجهلهم بطرق الرعاية السليمة، لافتة إلى أن الوزارة لم تبلغ الجهات الأمنية بالواقعة بسبب توصلها إلى اتفاق مع الاهل الذين لا يعرفون طرق التعامل مع الطفل، ولم يكن سجنه بقصد إيذائه، إنما هو الطريقة الوحيدة للسيطرة عليه، وفق ظنهم.

وشددت الوالي على أن الوزارة لا تتهاون مع الأشخاص الذين يتعمدون إيذاء الأطفال، خصوصاً المعاقين، غير أن المفتشات وجدن انه من الممكن بقاء الصبي برفقة أسرته، كونها اسرة طبيعية، ولم تبدُ على الطفل أية آثار عنف وإيذاء جسدي، وإن تصرفها نابع عن جهل طرق الرعاية الصحيحة، مؤكدة أن الوزارة تعمل على مساعدة الأسرة على تربية الصبي بشكل صحي سليم.

وقالت إنه تم نقل الطفل إلى غرفة جيدة، وتأمين رعاية كافية له من حيث المأكل والملبس، ويتم تزويد الأهل بطرق التصرف السليمة، الأمر الذي نتج عنه تغيير طريقة معاملة الأهل للصبي.

وطالبت الوالي أفراد المجتمع بإبلاغ الوزارة ومراكزها المخصصة لرعاية المعاقين، بأية حالة إعاقة في أي منزل ليتم تسجيلها، والعمل مع الأسرة على تحسين واقع صاحب الإعاقة، ما يحسن حالة الأسرة بشكل عام. وأضافت أن تعرّض الطفل للحجز والإهمال، سنوات عدة، ترك آثاراً نفسية بالغة، وبحاجة إلى سنوات أخرى لترميمها، كما يؤخر استجابته لبرامج التأهيل التي من الممكن ان تطور من سلوكه وتجعله مقبولاً من المجتمع. ولفتت إلى أن الأسرة كشفت عن واقع الطفل بسهولة، ولم تحاول اخفاء المعلومات أو إخراجه إلى غرفة أخرى، ظناً منها أنها تتبع الطريقة الاعتيادية، مشيرة الى أن ذلك يرتكز أحياناً على معلومات اجتماعية وطرق معالجة بدائية ليس لها أي صلة بالطرق العلمية. وأشارت الى أن المشرفات على تواصل مستمر مع الأسرة التي خضعت للعديد من الزيارات الميدانية، مؤكدة أن الوزارة مستمرة في دعمها للصبي المعاق وأهله، حتى يتمكنوا من عيش حياة اسرية طبيعية. وقالت إن بعض حالات اهمال تحولت إلى جرائم أدت إلى تعرض أطفال معاقين للإيذاء والموت أحياناً، بسبب جهل الأهل بطرق التصرف، أو عدم تقبّل أطفالهم المعاقين، كما ينظر بعضهم الى مشكلة الإعاقة الذهنية على أنها مسّ من الجان (الأرواح الشريرة)، ويحاولون استخراج الجان من (الطفل) بالدجل والشعوذة، ما يعرضه لأشكال متعددة من الايذاء، فضلاً عن خوف الأسرة والمجتمع منه والابتعاد عنه.

تويتر