صيدلي يُغرق كفيفاً لإخراج الجنّ من جسده
قبضت شرطة دبي على صيدلي، من جنسية دولة عربية، متهم بإغراق شاب كفيف، من جنسيته نفسها، في شاطئ جميرا، الأربعاء الماضي، بدعوى إخراج الجن من جسده، وفقاً لمدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، الذي أشار إلى أن المتوفى قدم إلى الدولة بتأشيرة زيارة، وتوفي بعد أيام قليلة من وصوله.
وقال المنصوري، إن الواقعة تعكس استغلال فئة من الأشخاص لجهل الآخرين، وسطحيتهم، مشيراً إلى أن «المجني عليه وقع ضحية شاب يعتقد بأن لديه قوى روحية، مع أنه على درجة من الوعي والثقافة، لكن تبين من خلال التحقيقات أنه يعاني اضطرابات نفسية، وأنه فصل من عمله في أحد المستشفيات الخاصة في دبي».
وتابع أن الشرطة قبضت على شخصين آخرين كانا يجلسان على الشاطئ ويتابعان ما يحدث من دون أن يتدخلا، مضيفاً أنهما أفادا، خلال التحقيق معهما، بأنهما لم يتخيلا أن يغرق المجني عليه بهذه الطريقة.
وقال مدير مركز شرطة الموانئ المقدم عبدالله المزيود، إن القضية بدأت عند ورود بلاغ يفيد بغرق شاب كفيف (أب لثلاثة أبناء)، يبلغ 29 عاماً، في شاطئ جميرا المفتوح، إذ انتقلت دورية تابعة للمركز إلى موقع البلاغ فوراً، وتبين أن سيارة إسعاف نقلت المجني عليه إلى المستشفى، لكنه توفي قبل وصوله، فاقتادت الدورية المشتبه فيه إلى المركز لسؤاله عن الواقعة.
وقد أفاد المتهم بأنه تعرف إلى المجني عليه قبل يومين فقط من وقوع الجريمة في نادٍ اجتماعي للجالية التي ينتميان إليها، وعلم منه أنه قدم إلى الدولة بمفرده للبحث عن عمل، وليس لديه أقارب، وأنه يعاني مرض الصرع، فعرض عليه العلاج بالقرآن.
وتابع المتهم أن المجني عليه أصيب بنوبة صرع في اليوم التالي، ونزل إلى الشارع، وبدأ يصرخ ويتلو آيات من القرآن بصوت مرتفع، حتى نقلته دورية تابعة لمركز شرطة نايف إلى مستشفى راشد لتلقي العلاج، حيث حقن ببعض المسكنات، ثم خرج على مسؤوليته الشخصية، بصحبة صديقين آخرين له.
وتابع أنه عرض قراءة بعض الآيات القرآنية عليه، وعندما انتهى من القراءة، طلب منه أن يذهب إلى البحر للاغتسال حتى يخرج الجن من جسده نهائياً، فتوجها برفقة صديقيهما إلى الشاطئ المفتوح مساء الأربعاء، ونزل معه إلى الشاطئ، حيث أنزل رأس المجني عليه في المياه مرات عدة، إلى أن لاحظ أن قواه خارت، وأنه فقد الوعي، فأخرجه من المياه، وطلب له الإسعاف، لكنه كان قد فارق الحياة بعد نحو 20 دقيقة من الإغراق المستمر.
وأفاد بأن التحريات بينت أن المتهم يعاني اضطرابات نفسية منذ نحو شهرين، وذلك بعد فصله من مستشفى خاص كان يعمل فيه.
وأكد خلال استجوابه أنه شعر بقدرته على استخراج الجن، والعلاج بالقرآن، منذ أن تعرف إلى المجني عليه، مضيفا أن هذا الإحساس هو ما حفزه على مساعدته، واصطحابه إلى البحر للتأكد من شفائه.
وأوضح المزيود أن بريطانياً وزوجته كانا موجودين على الشاطئ في التوقيت نفسه، وشاهدا ما حدث، مشيرين إلى أن المتهم غطّس رأس المجني عليه في المياه مرات عدة، وقد علما بعد ذلك أن الرجل مات. وأفادا بأن هناك شخصين آخرين كانا بصحبتهما، لكنهما جلسا على الشاطئ.
وتابع أن الشخصين اللذين أبلغ عنهما الشاهدان اختفيا من موقع الحادث، حين علما أن صديقهما توفي، من دون أن يبلغا الشرطة بالواقعة، وقد قبضت الشرطة عليهما لاحقاً. وعند سؤالهما عن أسباب عدم تدخلهما لإنقاذ صديقهما، خصوصاً أنهما أفادا بأن الصيدلي يعاني اضطرابات نفسية، قالا إنهما شاهدا المتهم يصبّ الماء على رأسه، لكن الرؤية لم تكن واضحة، ولم يلاحظا قيامه بتغطيس رأسه في المياه. كما أنهما لم يتخيلا أنه سيموت على يديه.
ولفت إلى إحالة المتهم الرئيس إلى الإدارة العامة للأدلة الجنائية للتأكد من عدم تعاطيه عقاقير مخدرة.