شبان يتخلون عن فتيات فور تورطهن في قضايا أخلاقية
كشفت الأخصائية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، مريم سيف البادي، أن الشبان يتخلون عن الفتيات فور تورطهن في قضايا أخلاقية، مثل هتك العرض بالرضا، والحمل غير الشرعي، مشيرة إلى أن «شباناً استدعوا إلى التحقيق في النيابة أنكروا صلتهم بفتـيات، وعلاقتهم بحملهن»، مطالبة الفتيات بالوعي، واللجوء إلى الاخصائيات الاجتماعيات في المدارس أو الوزارة للإفصاح عن عواطفهن.
وقالت البادي لـ«الإمارات اليوم»، إنها اكتشفت من خلال متابعتها قضايا الأحداث في دور الرعاية، أن فتيات يتورطن في قضايا أخلاقية بدافع الحاجة إلى العاطفة المفقودة في المنزل، فضلاً عن تداعيات سن المراهقة وعدم وعي الأهل بطريقة التصرف مع بناتهم في تلك الفترة الحرجة، والعلاقات الأسرية المفككة.
وأكدت أن الشاب يتهرب من المسؤولية فور معرفته بكشف أمر الفتاة، ويتركها تحل مشكلتها وحدها، ويستمر في انكار علاقته بها، حتى خلال تحقيق النيابة وأمام الباحثين الاجتماعيين، للتهرب من تبعات فعلته، مشيرة إلى أن «شباناً يوهمون الفتيات بالحب، ويمنحونهن العطف والحنان المحتاجات إليه، بغية استغلالهن عاطفياً، ويورطوهن في قضايا إخلاقية تؤدي لحملهن في بعض الاحيان، وبعدها ينكرون اية علاقة لهم بالفتيات».
وأوضحت البادي أن القانون يعاقب الشاب في حال تورطه في علاقة اخلاقية غير شرعية اسوة بالفتاة، غير ان صعوبة اثبات العلاقة يورط الفتيات وحدهن، في ظل عدم الزامية فحص الجينات الوراثية وإثبات النسب.
وأكدت أن جميع الشبان، فيما عدا نسبة ضئيلة للغاية، ينكرون علاقتهم بالفتيات أمام النيابة العامة عند استدعائهم للتحقيق، خصوصاً أن أغلبيتهم من المراهقين، ما يؤزم حالة الفتاة التي تفقد كل شيء في ظل النظرة الاجتماعية السلبية، كما تفقد ثقتها بالمجتمع، خصوصا أن معظم الفتيات المتورطات في تلك القضايا ينحدرن من اسر مفككة مهملة لأولادها.
وقالت البادي إن «99٪ من الفتيات اللواتي يودعن في دار رعاية الاحداث، متورطات في قضايا اخلاقية، وأن أغلبيتهن تورطن في علاقات عاطفية، ولا يمتهن الدعارة أو غيرها، بل انجرفن في علاقتهن مع شبان استغلوا ضعفهن وحاجتهن للرعاية في سن مشهود لها بالاندفاع، ونمو الحالة العاطفية والجنسية».
وأشارت إلى أن الشاب شريك في المشكلة، وعلى أهله عدم مساعدته على الهروب بفعلته، مشيرة الى أن اسر شباب متورطين تدعم انكارهم فعلتهم، وتضع المسؤولية على الفتاة وحدها، وتصفها بأوصاف غير أخلاقية. ونصحت البادي الفتيات بالوعي، واللجوء الى الاخصائيات الاجتماعيات في المدارس او الوزارة، او اللجوء الى الاهل والاقرباء مثل الخالات والعمات عند شعورهن بالاهمال والافصاح عن عواطفهم، واتخاذ احدى المقربات في العائلة صديقة، وابلاغها حتى في حالات التعرف إلى احد الشبان، واخذ نصحها.
ودعت البادي الاهل الى «الوعي بخطورة سن المراهقة، وعدم اظهار خلافاتهم امام اولادهم، وعدم ترك الخلافات الاسرية تؤثر في اهتمامهم بالاطفال ورعايتهم لهم، حتى لا ينجروا وراء اصدقاء السوء، مبينة أن الاطفال يدفعون ثمن خلافات الأهل، ويتحولون الى احداث جانحين بسبب الاهمال وسوء الرعاية». وأكدت أن الفتيات يعرفن انهن مخطآت وانهن انجرفن مع عواطفهن، كما ان العديد منهن يقع ضحية استغلال من شبان اكبر سناً وعلى خبرة بالعلاقات العاطفية، يتصيدون هؤلاء لتفريـغ رغباتهم مـن دون وازع ديني واخلاقي، ويدمرون مستقبل وحياة طفلة، مدركين الابعاد الاجتـماعية لفعلتهم.
واعتبرت البادي الاهل اول المسؤولين عن انحرف بناتهن، بسبب ابتعاد الام عن ابنتها وانشغالها بصديقاتها وغيرها من الامور وبقاء الاب خارج المنزل، تاركين الاولاد خصوصا البنات في سن المراهقة عرضة للأفكار الخاطئة التي قد يلتقطنها من صديقاتهن أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
وأشارت الى أن علاقة الأم والاهل بشكل عام ببناتهم يتعين ان تبدأ منذ مرحلة مبكرة حيث تبنى على الصداقة والصراحة، مؤكدة دور الام في توعية الطفلة وفق المراحل العمرية، وتنبيهها إلى مخاطر العلاقات غير الصحيحة وبقائها بجوارها واشغالها لوقتها والسماح لها بمرافقتها في الاسواق والزيارات وغيرها، لتفريغ شحنات الكبت والملل والحاجة الى الآخر، خصوصاً في سن المراهقة.