بعد ضبط 64 كيلوغراماً في الدولة خلال 4 أشهر
مواجهة الهيروين بخطة احتـواء و«جرعة أمل»
كشف نائب رئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات في الدولة، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، أن أجهزة المكافحة ستطبق خلال الشهور المقبلة خطة احتواء وتوعية لمنع انتشار الهيروين بين أفراد المجتمع في ظل ضبط كميات كبيرة منه خلال الفترة الماضية.
وقال إن إجمالي كميات الهيروين التي ضبطت في الدولة وفق إحصاءات وزارة الداخلية منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر ابريل الماضي، بلغ 64.5 كيلوغراماً من بينها 41.5 كيلوغراما في عمليتين فقط أطلق عليهما «المندوس»، خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، بالتعاون والتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات بشرطة أبوظبي.
فيما طبقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع، برامج عدة تستهدف نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية المسجونين على ذمة قضايا مخدرات وعلى وشك الخروج، منها برنامجا «12 خطوة» و«جرعة أمل»، وتتم الاستعانة فيها بمدمنين متعافين، تفادياً لعودة النزلاء إلى الإدمان بعد الخروج من السجن.
وتفصيلاً، أوضح العسماوي لـ«الإمارات اليوم»، أن ضبط كميات كبيرة من الهيروين يعكس نشاطا ملموسا من جانب عصابات التهريب ومحاولات ترويج أكبر كميات ممكنة في السوق الداخلية، لافتاً إلى أن هذا الإصرار اتضح بعد نجاح فرق المكافحة في ضبط 24 كيلوغراماً من الهيروين في عملية محكمة، ومع ذلك عاودت العصابة نشاطها خلال أقل من شهر وأحبطت عملية أخرى للعصابة نفسها، وضبطت 17.5 كيلوغراماً هيروين. وأشار إلى أنه تم تكليف إدارة التوعية بالتركيز على الفئات المستهدفة من خلال وسائل توعية فعالة، إذ يعد الهيروين أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق ويصعب الإقلاع عنه، فضلاً عن أن نسبة العودة إليه بعد التعافي كبيرة جداً.
وأكد العسماوي أن اللجنة العليا لمكافحة المخدرات تحرص على تحليل إحصاءات الضبطيات بشكل دوري، ووضع خطط المكافحة والتوعية بناء على الأرقام، وحين يتم رصد ارتفاع في مؤشر ضبطيات مخدر ما يتم تكثيف الجهود لمحاصرته ومكافحة تهريبه وترويجه، لافتاً إلى أن الفترة الماضية شهدت اهتماماً بمكافحة العقاقير المخدرة في ظل انتشارها بكثرة في أوساط الشباب، ومن ثم لاحظت إدارات المكافحة زيادة في كميات الهيروين المضبوطة فتم وضع خطة لمواجهتها.
وأفاد بأن خطة التوعية ستركز على شرح مخاطر الهيروين من الناحية العملية، باعتباره من أخطر أنواع المخدرات سمية وتنتج عنه أمراض وبائية خطرة، مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي.
وطالب الأهالي برصد الأعراض واللجوء إلى الشرطة فور ملاحظتها، إذ تشمل الأعراض إصابة الشخص بحالة هياج بالغة حين تقل نسبة المخدر في دمه، ما يدفعه إلى اللجوء للعنف وارتكاب الجريمة، مؤكداً أن عزوف بعض أفراد الأسرة، خصوصا الأمهات، عن الإبلاغ يضاعف من خطورة الحالة، ويجر الابن خطوة إضافية في طريق الإدمان.
إلى ذلك، قال مدير إدارة التوعية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، المقدم دكتور جمعة الشامسي، لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك جوانب مهمة تركز عليها فرق التوعية عند الحديث عن الهيروين، منها أن الجرعة الأولى ربما تكون قاتلة في حد ذاتها، لأنها تكون زائدة على قدرة احتمال المتعاطي أو يكون المخدر نفسه مخلوطاً بعنصر سام أو مؤكسد يؤدي مباشرة إلى الوفاة. وأضاف أن الفضول والاندفاع إلى تقليد أصدقاء السوء هما طريقا الهلاك لكثير من الشباب، لذا يتم توعيتهم بأن التجربة في حد ذاتها ربما تكون قاتلة، معتبراً أن الهيروين كان سببا في وفاة كثير من الشباب وقضى على مستقبل عدد آخر، لذا يتم تكثيف جرعات التوعية من خطورته. وأضاف الشامسي أن هناك اهتماما كبيرا بنزلاء السجون على ذمة قضايا تعاطٍ، خصوصا الذين يقترب موعد خروجهم من السجن، إذ استهدفتهم الإدارة ببرنامج مستقل أطلق عليه «12 خطوة» لمساعدتهم على الإقلاع نهائياً عن الإدمان.
وأشار إلى أن هيئة تنمية المجتمع طرحت برنامجا تكميليا مع شرطة دبي أطلق عليه «جرعة أمل» تتم فيه الاستعانة بمدمنين متعافين يشرحون تجاربهم للسجناء، ويوضحون كيف أوشك الهيروين على تدمير حياتهم، لكنهم تغلبوا عليه في اللحظات الأخيرة، وعادوا إلى الحياة الطبيعية واندمجوا في مجتمعهم كأنهم رجعوا من الموت إلى الحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news