مواقع إباحية تستخدم شخصيات كرتونية لاصطياد الأطفال
قال رئيس قسم دوريات ديرة بإدارة الحد من الجريمة في شرطة دبي، الرائد عارف علي محمد، إن الدراسات التي أجرتها شرطة دبي أثبتت أن 26٪ من الشخصيات الكرتونية، التي تعرض في الفضائيات والأقراص المدمجة، تستخدم لاصطياد الأطفال لمتابعة مواقع إباحية. كما أثبتت أن 50٪ من حالات التحرش الجنسي ضد الأطفال كانت من قبل أفراد الأسرة أنفسهم، وأن نحو 40٪ من حالات التحرش جاءت من قبل الأقرباء، فيما بلغت نسبة تحرش الغرباء والمعارف بالأطفال 10٪. وأوضح محمد، خلال محاضرة أقيمت بمسرح جمعية الامارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة أمس، أن الدراسات والاحصاءات التي أجرتها شرطة دبي، كانت من خلال البلاغات التي تلقتها الإدارة خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن معظم الأطفال الذين تعرضوا للتحرش، نتيجة مشاهدتهم مواقع إباحية، تبدأ أعمارهم من 11 عاما، فيما تراوح أعمار الاطفال الأكثر دخولا على المواقع الإباحية بين 15 و17 عاما. وأشار إلى أن 40٪ من الأطفال الذين يمتلكون أجهزة إلكترونية، ويشاهدون مواقع إباحية، لا يتركون بياناتهم عند زيارة هذه المواقع، خوفا من اكتشاف أمرهم.
وأوضح أن كثيرا من الأسر التي تعرض أطفالها للتحرش الجنسي، من أحد أفراد الأسرة أو الأقرباء، أو الخادمة، أو السائق، رفضت إبلاغ الجهات المعنية بالجريمة، بسبب شعورهم بالخزي، أو لوجود صلة قرابة بين الجاني والضحية. وأضاف أن هناك 29 عاملا، لاكتشاف تعرض الأطفال للتحرش الجنسي، أبرزها تدني مستوى الطفل في الدراسة، وتعرضه لنزيف في المناطق الحساسة من جسمه، ورفضه الجلوس مع الأشخاص الذين هتكوا عرضه خوفا منهم. كما أشار إلى أن الضحية يشعر بعدم الثقة بنفسه وبالآخرين، ويتحول من طفل هادئ إلى عنيف.
وذكر أن بعض حالات التحرش بالأطفال، التي تم الابلاغ عنها، تمثلت في قيام أحد المعلمين بالتحرش بإحدى القاصرات أثناء إعطائها درسا خصوصيا أمام شقيقها المعاق ذهنيا، موضحاً أن المعلم كان يتحرش بالطالبة بشكل مستمر أثناء الحصة ويتحسس مناطق جسدها، فيما كان شقيقها عاجزا عن الكلام كونه معاقا. وأوضح أن الطالبة بدأت تشعر بالخوف وترفض الجلوس مع المعلم عند حضوره للمنزل، الأمر الذي لفت انتباه الأم، إذ بدأت تراقب ابنتها أثناء الدرس الخصوصي، واكتشفت أن المعلم يتحرش بها، ما دفعها لإبلاغ الشرطة التي ضبطت المعلم، وأحالته إلى الجهات المختصة.
وشرح أن إحدى الفتيات أصيبت بحالة هستيريا ليلة زفافها، ورفضت أن يلمسها زوجها أو يقترب منها، وتبين بعد ذلك أنها تعرضت للتحرش في صغرها من أحد أقربائها، ما تسبب في إصابتها بحالة نفسية.
وتابع أن عدم توعية الأطفال وتثقيفهم بقضية التحرش الجنسي، وبخطورة السماح لأي شخص بلمسهم أو احتضانهم وتحسس مناطق من أجسادهم، تسبب في تعرض كثيرين منهم للتحرش الجنسي، موضحاً أن أهمّ عوامل الوقاية من التحرش تعليم الطفل دخول الحمام بمفرده، ورفض دخول أي شخص برفقته، وتحذيره من أفعال الآخرين غير الطبيعية.
ومن جهته، قال المستشار الأسري في محكمة أم القيوين، يوسف الشحي، إن السبب الرئيس لوقوع حالات التحرش الجنسي بالأطفال، غياب التوعية في المدارس والمناهج الدراسية، مضيفا أن الكثير من الطلاب والأطفال في المدارس ليست لديهم معلومات حول كيفية حماية أنفسهم، أو مراحل سن البلوغ، كما أن كثيرا من الأسر لا تملك الخبرة الكافية لتوعية أبنائها بطرق مكافحة التحرش الجنسي، وتعتبر التحدث مع الأطفال في القضايا الجنسية غير جائز، وبعض الآباء يطلبون من المعلمين والموجهين توجيه أبنائهم جنسيا، لأنهم لا يملكون الخبرة الكافية لذلك.