السيارة خضعت لتغييرات لإبراز أسلوب الجناة. من المصدر

متحف شرطة دبي يعرض سيارة «النمـــر الوردي»

حولت شرطة دبي السيارة، التي استخدمتها العصابة الدولية المعروفة باسم «النمر الوردي»، لإخفاء المجوهرات التي سرقتها من متجر جراف للمجوهرات، في مركز وافي التجاري، بطريقة سينمائية، عام ‬2007، إلى قطعة مميزة في متحف الشرطة.

وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، تنبه لأهمية الحفاظ على هذه السيارة، التي أطلق عليها اسم «مغارة علي بابا»، فقرر شراءها من شركة الإيجار التي تملكها. وقد خضعت السيارة لاحقا لتعديلات فنية من جانب مختصين، تمثلت في إحداث فجوة في بابها القريب من السائق، ووضعت فيها مصوغات مقلدة تشبه المصوغات التي سرقتها العصابة، ثم غلفت بواجهة زجاجية، حتى تسمح لزوار المتحف برؤية ما في داخلها.


لقطات الفيديو والصور: شرطة دبي / ارشيفية / الإمارات اليوم
تحرير الفيديو: ميثم الأنباري

وأضاف المنصوري أن قصة هذه السيارة تعبر عن حرفية في علم البحث الجنائي، إذ ساعدت على ضبط عدد من أخطر العناصر الإجرامية في العالم، لأنها كانت الخيط الأول في التوصل إلى أحد أفراد العصابة، بعد هروب منفذي السرقة بعد ارتكاب جريمتهم.

وشرح أن فرق العمل في شرطة دبي توصلت إلى أن العصابة تخلصت من كل آثارها، عدا مركبة واحدة من طراز «نيسان صني»، كانت قد استأجرتها لمدة أسبوعين، فانطلقت عملية واسعة للبحث عنها، لافتا الى أن ‬82 فريق عمل، انتشرت في أرجاء الإمارة، حتى عثرت على السيارة المطلوبة بموقف سيارات في منطقة بر دبي.

ولفت إلى أن الفريق ضاحي خلفان تميم اشتبه في الأمر، وأكد أن هذه السيارة هي الكنز الذي سيوقع بالمتهمين، طالبا توفير حراسة ثابتة عليها على مدار الساعة.

وتابع أن ظنه لم يخب فعليا، إذ رصدت الدوريات شخصا صربيا يفتحها بمفتاحها، فقبضت عليه فورا.

وأوضح أن الرجل أنكر كليا علاقته بالعصابة، مدعيا أنه عثر على مفتاح السيارة وقرر تجربة فتحها، لكن تم إخضاعها للتفتيش الدقيق، ولم يعثر على شيء في البداية، لكن القائد أصر على تفكيكها قطعة قطعة على يد خبير، حتى تم التوصل إلى كنز من الذهب والألماس، مخبأ بمهارة بالغة داخل باب السيارة المجاور للسائق.

وأوضح المنصوري أنه كان من المقرر، وفق الإجراءات المعتادة، إحالة المركبة للتقاعد، لكن القائد العام طلب أن يحولها إلى قطعة فنية تعبر عن عبقرية العمل الجنائي في تلك القضية، لأن القبض على الرجل الذي حاول فتحها، قاد إلى ضبط الرأس المدبر للجريمة في دبي، وعدد آخر من عناصر العصابة في الخارج، وحصول شرطة دبي على إشادة كبيرة من الفريق الدولي لملاحقة عصابة «النمر الوردي».

وأكد المنصوري أن نجاح شرطة دبي في استعادة مجوهرات «وافي»، أثار اهتمام أجهزة الأمن في العالم، لأنها كانت المرة الأولى التي لا تفلت فيها عصابة النمر الوردي بغنائمها، معتبرا أن هذه السيارة الموجودة في المتحف تعد رمزا للتحدي.

ويذكر أن الواقعة حدثت حين خطط شخص من الجنسية الصربية لسرقة متجر مجوهرات جراف، واتفق مع عصابة «النمر الوردي» أو «بينك بانثر» على تنفيذها.

ومعروف أن هذه العصابة كانت تضرب بقوة في أوروبا ودول أخرى من خارجها، وتعتمد في تنفيذ جرائمها على عامل المفاجأة والعنف، لأن عناصرها مدربون على القتال.

وقد سرق خمسة رجال وامرأة، من العصابة، مركبتين من طراز «أودي»، التي تتميز بالقوة والسرعة، فضلا عن أن أحدهم كان على دراية بتقنياتها، ويستطيع إيقاف الكمبيوتر الذي يتحكم بها.

وقد استخدم أعضاء العصابة المركبة في اقتحام المتجر بعنف، كما هو معروف، ثم عمدوا إلى إحراق المركبتين، لكنهم تمكنوا من إحراق واحدة فقط، فيما لم تقض النيران على الأخرى.

الأكثر مشاركة