«مرور دبي» تسجل 23 ألف مخالفة انحراف مفاجئ
الزفين: المواطنون يتصدرون قائمة «السائقين الخطرين»
كشف مدير الإدارة العامة للمرور، اللواء محمد سيف الزفين، أن المواطنين يتصدرون قائمة السائقين الخطرين، الذين يرتكبون مخالفة الانحراف المفاجئ، التي تعد أحد الأسباب الرئيسة للحوادث القاتلة والوفيات.
وقال الزفين خلال إطلاق حملة مرورية للحدّ من الانحراف المفاجئ، إن عدد الوفيات الناتجة عن هذه المخالفات الخطرة ارتفع بنسبة تصل إلى 200٪ خلال الربع الأول من العام الجاري، إذ تسببت في وفاة 20 شخصاً في 239 حادثاً مقابل سبع وفيات فقط، نتجت عن 130 حادثاً خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وأضاف أن الوفيات الناتجة عن حوادث الانحراف المفاجئ خلال الربع الأول من العام الجاري تكاد تقترب من إجمالي الحوادث التي وقعت خلال العام الماضي بالكامل، التي تسببت في وفاة 21 شخصاً، وكذلك في عام 2011، الذي شهد وفاة 21 شخصاً أيضاً للسبب نفسه.
وأشار إلى أن المواطنين تسببوا في وقوع سبع وفيات بسبب ارتكابهم مخالفة الانحراف المفاجئ في عام 2012، مشيراً إلى أنهم يتصدرون القائمة كذلك خلال الفترة الماضية من العام الجاري يليهم الباكستانيون والهنود.
وأكد الزفين أن الغرامة المستحقة على مخالفة الانحراف المفاجئ تعد بسيطة جداً، وهي 200 درهم، وأربع نقاط سوداء، مقارنة بالخطورة البالغة التي تسببها هذه المخالفة سنوياً، مشيراً إلى أن الإدراة سترفع اقتراحاً إلى وزارة الداخلية برفع قيمة الغرامة واتخاذ إجراءات أكثر ردعاً ضد السائقين الذين يرتكبون هذه المخالفة.
ولفت إلى أن «مرور دبي» قررت إطلاق حملة لضبط المخالفين والحد من تهورهم بعد ارتفاع مؤشر الوفيات الناتجة عن الانحراف المفاجئ خلال العام الجاري، وتصدرها أسباب الحوادث القاتلة خلال العامين الماضيين.
وأوضح الزفين أن الانحراف المفاجئ يحدث نتيجة الانتقال من مسار إلى آخر من دون التأكد من خلو المسارات الأخرى من المركبات، ما يؤدي إلى ترويع السائقين الآخرين، حتى إذا استخدم السائق المنحرف الإشارات الضوئية التي تدلّ على رغبته في الانتقال.
وأفاد بأن هذا السلوك يتكرر مئات المرات يومياً، ولا ينتبه كثير من السائقين إلى خطورته إلا بعد وقوع حوادث، مشيراً إلى أنه أوقف أخيراً امرأة من جنسية دولة أوروبية كانت تنتقل من أقصى اليمين إلى اليسار من دون استخدام إشارات ضوئية، وكادت ترتكب حادثاً، فأوقفها وحرر لها مخالفتين: انحراف مفاجئ وعدم استخدام الإشارات الضوئية.
وشرح الزفين أن خطورة الانحراف المفاجئ تظهر في الطرق السريعة، لأنها ترتبط بالسرعة، ما يفاقم من العواقب، مشيراً إلى أن شارع الشيخ محمد بن زايد تصدر قائمة الطرق التي وقعت عليها حوادث لهذا السبب، بواقع 50 حادثاً خلال العام الماضي، يليه شارع الشيخ زايد، بواقع 46 حادثاً، ثم شارع الخيل بواقع 18 حادثاً، وشارع دبي ـ العين 17 حادثاً، و12 حادثاً. وأكد مدير مرور دبي أن هناك شباناً تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يرتكبون مخالفات تتسبب في قتلهم، أو تقضي على أرواح أبرياء، لافتاً إلى أنه التقى عشرات من الشباب القعيدين، الذين فقدوا أطرافاً كاملة بسبب حوادث السرعة، وهم نادمون على ذلك بشدة.
واعتبر الزفين أن أغلبية الأسر غائبة عن هذه المشكلات، لافتاً الى أن هناك آباء يراجعون الإدارة للإفراج عن دراجة نارية، أو مركبات ارتكب بها أبناؤهم أعمال فوضى، من دون النظر إلى خطورة تصرفاتهم.
وأكد أن القانون يحتاج إلى نوع من التشديد، مثل أميركا ودول أخرى تطبق عقوبة السجن في بعض المخالفات المرورية التي تصنف باعتبارها جرائم، مستغرباً من تعرض إدارات المرور للوم والشكوى في وسائل مختلفة لمجرد مخالفتها أشخاصاً لم يلتزموا بقوانين السير. وأوضح أنه تم تسجيل 23 ألف مخالفة انحراف مفاجئ خلال العام الماضي، معتبراً أن هذا رقم كبير جداً، خصوصاً أن أضعاف هذه الحالات لم تسجل، لأنها مخالفة متحركة، لا ترصدها تقنيات الضبط المروري، مثل أجهزة الرادار أو الكاميرات. وشرح أن مخالفة الانحراف المفاجئ ترتبط دائماً بمخالفة عدم استخدام الإشارات المرورية أثناء التجاوز، وهي من الأمور الخطرة، لأنها تعكس قناعة لدى البعض بأن غيره من السائقين لا يحترمونه حين يستخدمون الإشارة، ولا يعطونه فرصة للتجاوز. وناشد الزفين السائقين استخدام الإشارات الضوئية حين يرغبون في تغيير المسار، والتوجه بالسرعة نفسها إلى المسار الجديد من دون إبطاء. كما طالبهم بالتحقق عبر المرايا من الحصول على مساحة في حركة المرور تسمح بالتجاوز الآمن، وعدم إهمال النظر من فوق مستوى الكتف عند محاولة تغيير المسار «لأن هناك نقطة عمياء لا تظهر فيها المركبات»، وأوضح أن «هناك ثانية ونصف الثانية على الأقلّ يحتاج إليها الشخص لاتخاذ قراره في حال وجود انحراف مفاجئ أمامه، أو شيء من هذا القبيل. ويتصرف الشخص حسب احترافيته، فالبعض ينحرف يميناً أو يساراً، أو يستخدم الفرامل، أو يضاعف من سرعته، وغالباً ما ينتهي الموقف بمشكلة إذا لم يحسن التصرف. لكن المهم أن يبتعد السائقون عن التصرفات المفاجئة التي تربك غيرهم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news