يسلّمون مركباتهم للحجز والمصادرة.. ويرفضون تعريض حياة الناس للخطر
مواطنون يساعدون الشرطة على ضبـــط أبنائهم المتهورين
كشف مدير الإدارة العامة للمرور، اللواء مهندس مستشار محمد سيف الزفين، أن مواطنين يتعاونون مع الشرطة على ردع أبنائهم المتهورين، ويتدخلون لتسليم مركبات مطلوبة للحجز والمصادرة، حينما يتأكدون أنهم أثاروا فوضى على الطرق، وسببوا خطورة على حياة وسلامة غيرهم.
وقال الزفين، لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك حالات تصرف فيها آباء وأمهات بطريقة سلببية للغاية، تشجع أبناءهم على الجنوح في تصرفاتهم، لكن في المقابل تصرف آباء وأقارب بطريقة مثالية، وساعدوا رجال الشرطة على الاضطلاع بواجباتهم.
وأضاف أن من الحالات الإيجابية، أماً مواطنة أثار ابنها حالة من الفوضى في منطقة عود المطينة، بدراجة نارية، وكسر إشارات حمراء، وهدد سلامة مستخدمي الطريق، وهرب بطريقة متهورة من رجال الشرطة، وبعدها دخل إلى المنزل بدراجته.
وأشار إلى أن فريق الإسناد المتخصص في ملاحقة مثيري الفوضى، تعقب الشاب إلى المنزل، وطرق الباب ففتحت الأم، وحكى لها رجال الشرطة ما حدث، مؤكدين أن الدراجة مطلوبة للمصادرة، لكنهم فوجئوا بأن الابن يصر على إثارة مشكلة، ويرفض قطعياً تسليم الدراجة.
وتابع أن رجال الشرطة فوجئوا بموقف الأم، التي تعمل موظفة في دائرة حكومية، إذ نهرت ابنها، وقالت له «ليس لك رأي في هذا، ولا أقبل أن تتصرف بهذه الطريقة، وتعرض حياة الناس للخطر»، وأخرجت الدراجة بنفسها وسلمتها إلى الشرطة، على الرغم من أنها عرضة للمصادرة النهائية.
سباق على طريق
ولفت الزفين إلى أن من الحالات الإيجابية كذلك، واقعة تهور وسباق في طريق عام، تورط فيها بعض الشباب، فتم ضبطهم من جانب الدوريات، واستدعاء آبائهم لاصطحابهم من المكان نفسه، وفيما اعترض أحد السائقين المتورطين على حجز سيارته، حضر والده الذي يعمل موظفاً كبيراً في دائرة حكومية، وتوجه إلى الدورية وسأل عن السبب، فشرح له رقيب الشرطة طبيعة المخالفة التي تورط فيها ابنه، فربت الرجل على كتفه، وقال له «وفقكم الله في حماية الناس من هؤلاء المتهورين».
شارع الظلام
وقال إن هذه الحالات تستدعي الاهتمام، ومن بينها واقعة لأربعة شباب تورطوا في قيادة مركبة بصورة خطرة، والتسابق في الشارع المعروف باسم «الظلام» باتجاه عود المطينة والمزهر.
وأضاف أن المركبات المتورطة فرت في اتجاهات مختلفة، فور رؤية دوريات الشرطة، التي تمكنت من إيقاف إحدى المركبات، مشيراً إلى أن «سائق المركبة اتصل بأحد الأشخاص، وأبلغه أن دورية الشرطة أوقفته بسبب التسابق على الطريق، وستحجز سيارته، وطلب منه الإرشاد إلى السائقين الآخرين المتورطين معه».
وأضاف أن عم الشاب حضر فعلياً إلى المكان، واستفسر عن سبب إيقاف السائق، وحينما شرح له رجال الشرطة ما حدث، استنكر تصرف ابن شقيقه، واكتشف أن ثلاثة من السائقين المتورطين أبناء أشقائه.
وأشار إلى أن موقف العم كان مشرفاً للغاية، إذ طلب حضور أبناء أشقائه المتورطين، وقال لرجال الإسناد «أنا أشاهد دائما دورياتكم، وأعرف ما تقومون به من جهود لمنع الحوادث، والحفاظ على أرواح الناس، ولا أقبل مخالفة الأنظمة أو القوانين واعتراض عملكم، لأنكم تحمون مستخدمي الطريق».
وعندما حاول أحد السائقين من أبناء أشقائه الاعتراض على إجراء الشرطة، وإنكار ما حدث رد العم «أنا أصدق رجال الشرطة، لأنهم ليست لديهم مصلحة في استهداف أحد، وساعد فريق الإسناد على استكمال إجراءاته وأكد التزامه هو وأبناء أشقائه بمراجعة الإدارة في الوقت المحدد، وقبول أي إجراء حتى لو وصل إلى مصادرة المركبات، خصوصاً بعد أن تأكد من أحد السائقين أنهم تسابقوا فعلياً مع أحد الأشخاص، وكانوا يقودون بسرعة تزيد على 215 كيلومتراً في الساعة».
قدوة لغيرهم
وتابع الزفين أن الأقارب الذين لديهم صلة بعمل الشرطة يتعين أن يكونوا قدوة لغيرهم، مثل أحد الضباط الذي علم بأن شقيقه ارتكب مخالفات تهور، واستحقت مركبته شهراً حجزاً، فطالب بتشديد الغرامة حتى لا يكرر تصرفه مرة أخرى، وتابع بنفسه تسليم سيارته. وأكد أن هذه النماذج لا تمثل صورة إيجابية فقط للشخص الذي يتعين أن يحتذى في التعاون مع الشرطة وعدم التواطؤ مع أبنائهم أو أقاربهم ضد النظام والقانون، ولكنهم يحمون هؤلاء الشباب من أنفسهم ويلعبون دوراً مهما في تجنيبهم خطر التعرض لحوادث قاتلة، بسبب تصرفاتهم المتهورة.
نوع آخر
وتحدث مدير الإدارة العامة للمرور عن نماذج من نوع آخر، قائلا إن «هناك في المقابل نماذج من الآباء والأقارب يتصرفون بسلبية، ويعرقلون عمل رجال الشرطة، مشجعين أبناءهم على التمادي في انتهاك القوانين وتهديد سلامة مستخدمي الطرق».
وأشار إلى أن من هذه النماذج أباً تصرف بطريقة غريبة للغاية، حينما تتبع رجال الشرطة دراجتين ترفيهيتين من طراز «رابتر»، تورطتا في إثارة الفوضى بمناطق عدة، منها ند الحمر، والراشدية، ودأب سائقاهما على ارتكاب مخالفات خطيرة، مثل السير عكس الاتجاه، وكسر الإشارات الحمراء، على الرغم من أن مجرد سيرهما في طرق عامة يخالف القانون.
وأضاف أن هاتين الدراجتين كانتا تختفيان فور ظهور دوريات الشرطة، إلى أن تتبعهما فريق الإسناد، حتى دخلتا منزلا في الراشدية، فطرق أفراد الدورية الباب وفتح الأب، واستمع إلى رجال الشرطة وأبدى تجاوباً.
وأشار الزفين إلى أن الرجل تصرف بشكل غير مقبول، حينما سمح لابنه بالهروب بالدراجة أثناء حديثه مع رجال الشرطة، وقبل حمل الدراجة على رافعة النقل، وحينما استنكر أفراد الدورية التصرف، قال «إنه لا يملك من الأمر شيئاً، على الرغم من أن التواطؤ كان واضحاً للغاية، لأن الابن هرب بدراجة جديدة فيما تركت الدراجة الأخرى القديمة». ولفت إلى أن فريق العمل تصرف بصرامة مع تحايل الأب، وتمت إحالته إلى مركز الشرطة للحصول على إفادته، في ما حدث، وهناك أدرك أن أفراد الدورية يتعاملون بجدية ولن يتساهلوا في ما حدث ولن يقفوا عاجزين كما صور له أحدهم، وتغير موقفه واتصل بابنه وطلب منه إحضار الدراجة، والتي وصلت محمولة فعلياً.
وأشار إلى أن هذه الحالة تتكرر كثيراً خصوصاً في ما يتعلق بدراجات الفوضى، لأنها تتعرض للمصادرة، لذا يتصرف بعض الآباء والأقارب بطريقة حادة، ويخافون على خسارة الدراجة أكثر من خسارة أبنائهم، الذين يكونون عرضة للموت والإصابة بسبب تهورها.
إثارة فوضى
ولفت إلى أن «دوريات الإسناد رصدت حالة مشابهة لدراجات أثارت فوضى كبيرة واستعرضت أمام مركبات الشرطة، وحملها صاحبها إلى المنزل في منطقة الخوانيج من دون أن يلاحظ أن الشرطة تتعقبه».
وتابع، حينما طرق الشرطة الباب، خرج والده فطلب منه رجال الشرطة إحضار الدراجات بعد أن شرحوا له المخالفات التي ارتكبها ابنه، لكنه رفض وتصرف بطريقة عدوانية، فتم اللجوء إلى مركز الشرطة فتراجع عن تصرفه بعد أن أدرك أنه يخالف القانون بعرقلة عمل رجال الشرطة، وخاف من أن يتحول طرفاً في البلاغ وسلم الدراجات. وأوضح الزفين أن كثيراًمن هؤلاء يكون لديهم جهل بالنواحي القانونية، كما أنهم لا يقدرون الدور الذي تلعبه الشرطة في حماية أبنائهم قبل غيرهم، مؤكداً أنه عاين بنفسه عشرات التجارب لشباب توفوا أو أصيبوا بالشلل وإصابات أخرى خطيرة بسبب تهورهم.
تهديد الشرطة
ولفت إلى أن هذه السلوكيات تصل في بعض الأحيان لتهديد رجال الشرطة مثل شخص كان يثير الفوضى بمركبة مزودة بمناطق عدة، وينطلق بسرعة جنونية عكس اتجاه السير، وحينما ضبطت المركبة حضر أحد أقاربه وتوعد رجال الشرطة بإلحاق الضرر بهم لكن تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
وأفاد بأن من الحالات السلبية كذلك مركبة رصدت بمناطق الورقاء، كان يقودها سائقها وبرفقته أشخاص عديدون بصورة خطرة ويستعرض بصورة جنونية أمام دوار الورقاء قرب عائلات وأفراد يجلسون بالمناطق الرملية المقابلة للدوار في شارع المدينة الجامعية، واستغل انشغال الدوريات بإجراءات حجز عدد من المركبات وتصرف بطريقة متهورة مثيراً الرمال خلف المركبة من خلال الانحراف يميناً ويساراً.
وأوضح أنه بالغ في تهوره حينما قاد المركبة باستهزاء أمام الدوريات، رافضاً إبراز رخصة القيادة، حينما طلب منه وبدلاً من التوقف اقترب من إحدى الدوريات وأخرج يديه، قائلاً «الحقوني للبيت وسأعطيكم الرخصة، وانحرف على الدوريات، معرضاً أفرادها لخطورة بالغة، وكرر انحرافه مرات عدة، فتركته الدورية مكتفية برصده عن بعد حتى دخل إلى مزرعة.
ولفت إلى أن الدورية انتظرت أمام المزرعة حتى خرج شخص يحتمل أنه من أقاربه فتم إبلاغه بما حدث، وبدلاً من أن يتعاون مع الشرطة توعد أفراد الدورية، وأكد أنه سيلحق بهم الضرر، بعد أن سجل رقم الدورية، ورفض تقديم هوية تثبت شخصيته، فحرر بلاغ ضده ومخالفات للمركبة التي أثارت الفوضى.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يرتكبون أعمال فوضى وتهور يتصرفون بعدائية شديدة، عند محاولة القبض عليهم مثل شخص فر بدراجة ذات إطارين من دون أرقام، من رجال الشرطة الذين طلبوا منه الوقوف، وحينما ظن أنه اختفى عن الأنظار توقف في أحد المواقف مع صديق له، وفي هذه الأثناء توقفت سيارة مدنية خلفه، فظن أنها دورية غير عسكرية، فصدمها وفر هارباً، لكن تم ضبطه بعد ذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news