شرطة دبي تسجل 17 حالة اعتداء على أطفال خلال عامين
خادمة تسقي رضيعاً دواء سعال لتتخلـــص من إزعاجه
كشف مدير إدارة التدريب بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية المشرف على حملة «الفئات المساعدة بين الاهتمام والاتهام»، المقدم أحمد المري، عن اتهام خادمة بتعريض حياة طفل رضيع للخطر، بإعطائه جرعات من دواء سعال مهدئ حتى ينام أطول وقت ممكن وتتخلص مما يحدثه من ازعاج لها، متسببة في ضرر صحي له.
وقال لـ«الإمارات اليوم» إن سوء المعاملة وقلة الخبرة يدفعان الخادمات إلى ارتكاب جرائم ضد الأطفال، مضيفاً أن شرطة دبي سجلت 17 بلاغ اعتداء من جانب فئات مساعدة على أطفال خلال العامين الأخيرين، بواقع 13 بلاغاً في عام 2011 وأربعة بلاغات العام الماضي، شملت قضايا تحرش جنسي وضرب وتعريض حياة طفل للخطر.
وذكر المري أن الحملة التي أطلقتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي للحدّ من جرائم الخدم واصلت فعالياتها من خلال توزيع منشورات وبث فقرات توعية من خلال وسائل إعلام متنوعة.
وأشار إلى أن الحملة تركز على تحقيق أهداف عدة، منها حماية عقد العمل بين الطرفين، وتعزيز الجانب الأمني في المنازل «لأن كثيراً من الجرائم يحدث في غياب الأهل»، معتبراً أن العلاقة بين الجانبين طردية، فإذا أحسن رب المنزل معاملة المربية أو الخادمة، انعكس تعاملها إيجاباً على الأبناء.
وأوضح أن هناك سلوكيات للخادمات تعكس نيات سيئة تجاه الأطفال، خصوصاً الرضع الذين لا يستطيعون الشكوى، ومنها عدم تغيير الحفاضات في أوقات مناسبة، وإرضاع طفل حليباً ساخناً، ما سبب له التهابات ومشكلات صحية.
وأشار إلى أن بعض الخادمات يتصرفن بطريقة عنيفة مع الأطفال، لأنهن غير راغبات في بذل مجهود حقيقي للاعتناء بهم، مثل خادمة اعتادت إعطاء جرعات متكررة من دواء السعال لرضيع، حتى ينام معظم الوقت، ولا تكون مضطرة إلى الاهتمام به، من دون أن تبالي بتأثير هذا الدواء المخصص للكبار في حالات مرضية معينة، في صحة الطفل.
وذكر أن هذه الواقعة اكتشفت بالمصادفة، حين وشت خادمة أخرى في المنزل نفسه بزميلتها، وأخبرت أم الطفل بتفاصيل ما يحدث.
وأفاد بأن الأم بادرت إلى إبلاغ الشرطة عن الخادمة، ولدى استدعائها ذكرت أن الطفل كثير الحركة فلجأت إلى هذه الطريقة للسيطرة عليه، مضيفاً أنها أحيلت إلى النيابة العامة بتهمة تعريض حياة طفل للخطر.
وأشار إلى أن هذه الواقعة قابلة للتكرار من خادمات يتعرضن لسوء معاملة، أو مربيات ليست لديهن خبرة كافية في التعامل مع الأطفال، لافتاً إلى أنه سمع بواقعة مماثلة في إمارة أخرى لخادمة دأبت على وضع مشروب كحولي لطفل حتى يظل ساكناً طوال اليوم.
وأكد المري ضرورة تشغيل خادمات من جنسيات مختلفة، إذا تحتم أن يكون في المنزل أكثر من خادمة، حتى لا تتواطآ، أو تتكتم إحداهما على سلوكيات الأخرى.
وأشار إلى ضرورة اختيار مربيات لديهن خبرة في التعامل مع الأطفال، خصوصاً الرضع، لأن الطفل لا يستطيع التعبير عما يشعر به، وربما يعاني آلاماً نتيجة غازات أو مغص، فيبكي بشكل متكرر، ما يدفع الخادمة عديمة الخبرة إلى التصرف بطريقة سلبية ربما تؤذيه.
وكشف المري أن من الجرائم المسجلة كذلك الامتناع عن حماية الطفل عمداً، مثل رؤيته يقترب من المسبح في المنزل، وعدم السعي لحمايته، بدعوى الانشغال، وعدم الانتباه، مؤكداً أن هذه الأمور تقع فعلاً، وترتكب الخادمة هذا التصرف بدافع انتقام من الأم أو رب الأسرة، لافتاً إلى أن سوء معاملة الخادمة، سواء بالاعتداء عليها أو إجبارها على أعمال لا تطيقها في أوقات غير مناسبة، يحولها إلى مصدر تهديد داخل المنزل، فلا تُؤمَن عواقب تصرفاتها تجاه الأطفال.
وقال المري إن أغلبية الأسر لديها وازع أخلاقي بحكم انتمائها إلى مجتمع محافظ، لكن هناك حالات فردية صادمة، مثل المرأة التي عذبت وقتلت خادمة، وسببت إصابات بليغة لأخرى، لافتاً إلى أن هذا السلوك كفيل بإصابة الخادمة بالجنون.
وأضاف أنه حين يضيق صدر الخادمة وتجنح إلى ارتكاب جريمة، فإن ضررها يكون بالغاً، مثل الخادمة التي قتلت مخدومتها وابنتها وأحرقت المنزل في رأس الخيمة، أو تلك التي قتلت زميلتها في دبي، وأخرى ضربت رأس مخدومتها بمطرقة في دبي أيضاً، مؤكداً أن حماية النفس والمال تبدأ بحسن المعاملة. وأشار إلى أن فريق العمل في الحملة أعد دراسة حول الأسباب التي تقود الخدم إلى ارتكاب جرائم عنف، وتبين أن سوء المعاملة هو السبب الرئيس، وله مظاهر مختلفة، مثل تأخير منح الراتب لشخص يتقاضى فعلياً أجراً ضعيفاً، وكذلك تكليف الخادمة فوق طاقتها.
وأوضح المري أن شرطة دبي سجلت 13 حالة اعتداء على أطفال من جانب فئات مساعدة خلال عام 2011، شملت أربع حالات تحرش من جانب رجال، وتعريض حياة أطفال للخطر من خلال إهمال العناية بهم، ما أدى إلى حوادث سقوط في مسبح، أو بانيو، أو من أعلى درج، وإصابتهم بإصابات بليغة، فضلاً عن حالات حرق عمد.
وتابع أنه تم تسجيل أربعة بلاغات في عام 2012، منها تعريض حياة طفل للخطر، واعتداء على طفل عمره ست سنوات لاحظت أمه وجود آثار على جسده فحكى ما حدث لها، وأحيلت الخادمة إلى النيابة العامة.
وطالب المري الأمهات بفحص أجساد أطفالهن دورياً للتأكد من عدم تعرضهم للأذى، واللجوء إلى بعض الحيل مثل الخروج والعودة بشكل مفاجئ، أو ترك أموال في المنزل للتثبت من حسن أخلاق الخدم، وأضاف أن على الأسر التي لديها أبناء مراهقون عدم تركهم بمفردهم مع الخادمات، خصوصاً إذا كن شابات، تفادياً لحدوث احتكاكات أو مشكلات تتعلق بالفضول الجنسي لدى هذه الفئة.
وأكد أن إحدى أبرز السلبيات التي رصدت في مشكلات الخدم، عدم قيام الأب والأم بمسؤولياتهما وانشغالهما في العمل على حساب الاهتمام بأبنائهما، مطالباً الأم العاملة بالاتصال بشكل متكرر بالمنزل خلال فترة العمل لتسمع على الأقل صوت أبنائها، وتتأكد من أنهم في حال جيدة.
وأفاد المري بأن كثيراً من المشكلات تقع كذلك من الفئات المساعدة الأخرى مثل السائقين، لذا يجب الانتباه إليهم واختيارهم بشكل مناسب ومراقبة العلاقة بين أفراد الفئات المساعدة داخل المنزل، فلا ينبغي أن تكون عدائية كما يفترض ألا تكون بالغة الانسجام، تفادياً لأي مشكلات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news