هربت من منزل أسرتها مع شاب وضبطتهما الشرطة

«حماية المجتمع» تزوج فتاة جانحة بأحد أقربائها

أنهت إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية استعداداتها لتزويج فتاة جانحة في دار الاحداث، بشاب تربطه بها صلة قرابة، بعد التأكد من قدرتها على تأسيس أسرة ناجحة، من خلال استجابة الفتاة للبرامج العلاجية، وتقارير المشرفين الإيجابية عن سلوكها.

يذكر أن إدارة الحماية الاجتماعية سبق أن زوجت فتيات جانحات، ونجحن في تأسيس أسر مستقرة.

وتفصيلاً، قالت مديرة دار الفتيات في الشارقة مريم سلمان لـ«الإمارات اليوم» إن الدار تسلمت من الشرطة فتاة هاربة من أهلها برفقة حبيبها، وأثبتت التحقيقات عدم وجود أية شبهة لهتك العرض في الواقعة، بسبب وعي الفتاة، وسرعة القبض عليهما من قبل الشرطة.

وأشارت إلى أن اختفاء الفتاة عن المنزل بضع ساعات أثار شبهة الاهل الذين اشتبهوا في هروبها برفقة شاب معين، فأبلغوا الشرطة التي أنجزت عمليات البحث والتحري بسرعة بالغة، وتمكنت من القبض على الفتاة والشاب معاً.

وأضافت سلمان أن وعي الأسرة كان كبيراً في استيعاب الفتاة، وإيداعها دار الاحداث، والعمل على التأكد من عودتها إلى جادة الصواب، كما تم التوصل داخل الاسرة إلى شاب مناسب من أفراد العائلة قادر على رعايتها، وتم الاتفاق على تزويجه الفتاة لإنهاء المشكلة بشكل كامل.

وأكدت أن إدارة الدار درست وضع الزوج وقدرته على العناية بالفتاة، كما تأكدت من قبولها له، حتى لا تخرج المشكلة عن السيطرة، مشيرة إلى أن معظم حالات هروب الفتيات ناتجة عن تهور وطيش مرحلة المراهقة، من دون مشاعر حقيقية أو وعي بما يفعلون.

واعتبرت سلمان الفتيات الاحداث ضحايا إهمال أسرهم، مؤكدة أن الفتاة تعود إلى رشدها بسرعة عند توعيتها بطريقة العلاقة السليمة، والمشكلات التي قد تلحق بها جراء تهورها، وايصالها إلى البعد الحقيقي للعلاقة، لتكتشف تلقائياً أن تصرفاتها تهور وليست مشاعر حقيقية ناتجة عن حب حقيقي مدروس.

وأشارت إلى أن دار الرعاية نجحت في وقت سابق في تزويج ثلاث فتيات بالشبان أنفسهم الذين ارتكبوا معهن جنحة الهروب أو هتك العرض أو غيره، وذلك للرغبة المتبادلة بين الطرفين، وبعد التأكد من صدق مشاعر الشاب والفتاة وعزمهما على تأسيس أسرة ناجحة، وقدرة الفتاة على تربية الأطفال، وقدرة وجدية الشاب على تحمل مسؤولية رعاية المنزل والأسرة.

وأضافت أن الزيجات الثلاث السابقة مستقرة وناجحة، ورزقت إحدى الزوجات بطفلين، والثانية بثلاثة أطفال، والثالثة أنجبت طفلاً واحداً، ويتلقون الرعاية الاسرية الكافية، كما انهن حظين بقبول عوائلهن وعوائل أزواجهن.

وأوضحت سلمان أن دار الرعاية تقدم دورات تأهيلية للشباب الراغبين في الزواج، فضلاً عن إدراج الفتيات في برامج الرعاية اللاحقة، ومتابعة احوالهن بشكل مستمر، ودعمهن من قبل الباحثين الاجتماعيين في أي مشكلة يتعرضن لها.

وقالت إن بقاء الدار بقرب الفتاة يشعرها بالثقة، خصوصاً أن العلاقة بين الدار والحدث علاقة ودية، فيها كثير من أواصر الرحمة والثقة، كما أن المشرفين على علاقة طيبة بالأحداث.

وأشارت إلى أن فقدان الفتاة العطف والحنان داخل الأسرة يجعلها تبحث عنه خارج المنزل، حيث يتلقفها شبان يتصيدون تلك الفرص، لافتة إلى أن سن المراهقة وأبعادها النفسية تلقي بظلالها على تصرفات الفتاة المتهورة، وأخطرها هروب الفتاة برفقة شاب تحت مسمى الحب، فضلا عن تورطها في قضايا هتك عرض، أو حملها بطريقة غير شرعية، ما يسبب مشكلات يصعب حلها.

وتابعت سلمان أن معظم الشبان يتخلون عن الفتيات وينكرون علاقتهم بالفتاة في حال حملها أو تعرضها لأية مشكلة قانونية تختص بهتك العرض، داعية الفتيات إلى الوعي وعدم الانجراف وراء العلاقات الكاذبة وصيادي المتعة.

وأضافت أن رفض الأهل تزويج الفتاة بشخص تريده قد يكون دافعاً إلى هروبها برفقته، لوضع الاهل تحت الأمر الواقع، غير أنها لا تلبث أن تكتشف أنها غير قادرة على تنفيذ خطتها بعد التورط في قضايا هتك عرض وغيرها.

وأفادت بأن مبررات رفض الاهل تكون واقعية في بعض الحالات، إذ يرفضون تزويج الفتيات بشبان صغار لا يعرفون طبيعة الحياة وغير قادرين على إعالة أنفسهم، ولا يملكون الوعي الكافي لتأسيس أسرة، لكن قلة وعي الفتاة قد يدفعها إلى اللجوء إلى اسلوب الهروب من دون تقدير عواقب تصرفها. ولفتت سلمان إلى أن بعض الأسر تتعنت لمجرد فرض الإرادة، لذا تسعى الدار إلى السيطرة على الأمر في تلك الحالات، وإقناع الأهل بتزويج الفتاة في حال كانت مؤهلات الشاب للزواج ملائمة.

تويتر