شاب مواطن سخّر حياته لخدمة المرضى.. وتوفي عن 28 عاماً
«حامد» يرحل قبل تحقيق حلمه لمرضى الثلاسيميا
تسود حالة من الحزن الشديد بين مرضى الثلاسيميا في الدولة، لرحيل الشاب المواطن حامد درويش، الذي كان مصاباً بالمرض نفسه، ورحل بصورة مفاجئة متأثراً بمضاعفاته.
وحامد (28 عاماً) كان متحدثاً باسم مرضى الثلاسيميا في الدولة، وكان قريباً من معظم المصابين، وظل طوال سنوات عمره الأخيرة يسعى إلى حل مشكلاتهم، وساعد كثيرين منهم على العلاج والحصول على وظيفة، حتى إنهم أطلقوا عليه لقب «نبض الثلاسيميا».
ولحب المرضى له، شارك في جنازته في دبي المئات من المرضى، الذين جاء بعضهم من أبوظبي والعين ورأس الخيمة والمنطقة الشرقية، لوداعه.
وقضى حامد الأشهر الأخيرة، يعمل على تنفيذ مشروع إلكتروني، لحصر مرضى الثلاسيميا في الدولة لإنشاء قاعدة معلومات عن المصابين وحالاتهم الصحية.
وجاءت الوفاة المفاجئة لحامد، قبل أن يُكمل حلمه بتنفيذ هذا المشروع الذي ينتظره كل مرضى الثلاسيميا، وتعهّد بعض المصابين على إكمال هذا المشروع بجهودهم الذاتية، أو بدعم من جمعية الإمارات للثلاسيميا.
وتحدث عبدالرحمن درويش، والد الشاب الراحل، عن جهود ابنه لخدمة مرضى الثلاسيميا، التي كان أبرزها إطلاقه أول كتاب إلكتروني لعلاج مرضى الثلاسيميا، ونشر التوعية بمخاطر المرض في الدولة.
وقال درويش لـ«الإمارات اليوم»: «تولى حامد إطلاق موقع إلكتروني لجمعية الإمارات للثلاسيميا، ليكون نافذة لنشر التوعية بالمرض، وكيفية الحد منه».
ويضيف: «كان حامد يخرج من المنزل مبكراً ليطوف على مؤسسات حكومية وخاصة بحثاً عن حل لمشكلات مرضى الثلاسيميا، وكان يسافر إلى إمارات بعيدة للقاء مرضى، والمساعدة على نقل طلباتهم لجمعية الثلاسيميا، أو المسؤولين في هيئة الصحة في دبي».
ويروي درويش أن ابنه كان في غاية نشاطه في أيامه الأخيرة، لكن حالته ساءت فجأة، ونُقل إلى العناية المركزة، ورحل خلال أسبوع، مشيراً إلى أنه «فوجئ بكم الحب الذي يتمتع به ابنه، والمشاركة الكبيرة من قِبل المرضى والأطباء في جنازته، لدرجة أن خيمة العزاء لم تستوعب الأعداد الكبيرة من المعزين».
ويقول المريض سعيد العوضي، وهو رئيس لجنة «متابعة شؤون مرضى الثلاسيميا»، إن «الراحل حامد كان صاحب فكرة إطلاق هذه اللجنة لتكون سنداً لكل مريض، توفر له الرعاية الاجتماعية، وتساعده في الحصول على العلاج المرتفع الثمن، كما توفر فرص عمل للمرضى العاطلين، وتساعدهم على الزواج».
وأضاف: «ظل حامد لمدة عام كامل يبذل جهداً كبيراً، حتى رأت هذه اللجنة النور، وأصبحت مقراً لرعاية كل المرضى»، وعلى الرغم من حالة الحزن الكبرى التي أصابت المرضى، إلا أن زملاءه المرضى قرروا «الاستمرار في المشروعات التي كان يعمل على تنفيذها لخدمة مصابي الثلاسيميا».
وكشف العوضي أن «حامد قبل أيام من رحيله، كان يستعد لإطلاق حملة خيرية تهدف إلى جمع التبرعات لمرضى الثلاسيميا عبر الرسائل النصية القصيرة»، لافتاً إلى أنه «استطاع توفير تبرُّع من فاعل خير بقيمة 26 ألف درهم لإطلاق الحملة، لكن وفاته سبقت إطلاق المشروع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news