شرطة دبي ضبطت العصابة يوم العيد واستردت «العيدية» كاملة
عصابة لاتينية تسرق 28 كيلوغــرام ذهب من مركبة
قبضت شرطة دبي على عصابة لاتينية، تتكون من ثلاثة رجال وامرأتين، قدمت إلى الدولة أواخر يوليو الماضي، وسرقت، ليلة العيد، كمية كبيرة من المجوهرات، تزن ما يزيد على 28 كيلوغراماً من الذهب، تتجاوز قيمتها ستة ملايين درهم.
وقت قياسي قال القائد العام لشرطة دبي بالإنابة اللواء خبير خميس مطر المزينة، إن نجاح فرق العمل بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في تحديد هوية المتهمين، وضبطهم خلال ساعات من وقوع الجريمة، كان عامل الحسم في إعادة المسروقات، لأن العصابة التي قدمت للسرقة كانت تخطط لتهريب المجوهرات من الدولة. وأضاف أن فرق العمل استطاعت استرداد المجوهرات المسروقة كاملة، على الرغم من تنفيذ الجريمة في عطلة عيد الفطر، وهي مناسبة تشهد ازدحاماً شديداً، يسهل الاختفاء فيه. |
وقال القائد العام لشرطة دبي بالإنابة اللواء خبير خميس مطر المزينة، إن العملية التي أطلق عليها اسم «العيدية» كشفت قدراً كبيراً من الإهمال لدى صاحب المجوهرات المسروقة، شارحاً أنه «حمل حقيبة المجوهرات من سوق الذهب، وتوجه بها المركز التجاري، من دون أن يجهد نفسه في التفكير في احتمال أن يكون هناك لصوص يراقبونه، على الرغم من أن كمية الذهب التي يحملها كبيرة جداً، كما أن هذا الاحتمال غير مستبعد، خصوصاً في مثل هذا المكان».
وتابع المزينة أن «المجني عليه بالغ في إهماله إلى حدّ تركها في مكان مكشوف، لا يحميها فيه سوى زجاج سيارته فقط».
وقال إن الواقعة بدأت يوم 7 أغسطس الجاري، حين هاتف شخص أخاه، وهما من جنسية دولة عربية، طالباً منه جلب كمية ضخمة من المصوغات الذهبية، من متجره الموجود في سوق الذهب في ديرة، تزن نحو 28 كيلوغراماً من الذهب، فحملها الأخ في حقيبة المجوهرات، ووضعها في المقعد الخلفي لسيارته، ثم توجه إلى مركز سيتي سنتر التجاري لشراء بعض الحاجات، تاركاً سيارته في مواقف المركز، وبداخلها الحقيبة.
وتابع أنه فور غياب الرجل عن الأنظار، داخل المركز توجه أحد اللصوص إلى السيارة، واستخدم آلة حادة في كسر زجاجها، ثم حمل الحقيبة وعاد إلى زملائه ليغادروا المكان إلى جهة غير معلومة.
وأوضح أن صاحب المجوهرات لم يكتشف حجم الخطأ الذي ارتكبه إلا عندما تلقى اتصالاً هاتفياً من مدير مكتب التأجير الذي استأجر منه السيارة التي بحوزته، يخبره فيه بأن شرطة دبي أبلغته بأن زجاج السيارة الخلفي تعرض للكسر، فتذكر الرجل أنه ترك ثروة كبيرة فيها، لا يحميها سوى الزجاج.
إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، إنه فور تلقي بلاغ بالسرقة من المجني عليه، تم تشكيل عدد كبير من الفرق التابعة للتحريات، ووضع خطة احتواء لمنع هروب الجناة، أو تهريب المسروقات، من خلال التعميم على المنافذ البرية والبحرية والجوية والتنسيق مع متاجر المجوهرات.
وأضاف أن رجال المباحث استطاعوا التوصل إلى معلومة مهمة حول السيارة التي استخدمها الجناة في تعقب الرجل، وتبين أنها تابعة لشركة تأجير سيارات في إمارة أخرى، فنسقت مع مديرية الشرطة في تلك الإمارة لإعداد كمين عند مقر الشركة، بعدما توقع فريق العمل عودة العصابة لتسليم السيارة.
وأشار إلى أن التوقعات صدقت فعلا، إذ قدم المتهم الأول (مكسيكي) الى مكتب التأجير في منتصف ليلة الجريمة، وقبضت عليه الشرطة أثناء توجهه لتسليم السيارة، وقد اعترف بالاشتراك في تنفيذ الجريمة، مع شخصين من الجنسية البيروفية.
وقال المنصوري إنهم رصدوا المجني عليه وهو يحمل الحقيبة أثناء تجولهم في سوق الذهب في منطقة ديرة، وراقبوه، وتبعوه بسيارتهم، حتى مواقف سيتي سنتر. وبعد نزوله من السيارة، توجه المتهم إليها مباشرة، وكسر زجاج نافذة الباب الخلفي، وحمل الحقيبة، فيما كان المتهمان الثاني والثالث يراقبان المكان.
وأوضح المنصوري أنه توجه مع زميليه بعد ذلك إلى أبوظبي، وأثناء سيرهم على شارع الشيخ زايد فتحوا الحقيبة، وفوجئوا بالكنز الذي سرقوه، فنقلوا المجوهرات إلى حقيبة أخرى، ورموا الأصلية، كما ألقوا الأداة التي استخدموها في كسر زجاج السيارة.
وأضاف المنصوري أن بقية أفراد العصابة اختفوا في مكان غير معلوم بعدما راودهم القلق من تأخر زميلهم، لكن فرق المباحث ضيقت الخناق عليهم حتى حددت مقر إقامتهم في أحد فنادق منطقة جبل علي، وداهمت المكان في الساعة 11 صباح اليوم التالي، حيث ضبط المتهم الثاني، وبرفقته امرأة أرجينتينة وطفلة، إضافة الى حقيبة كانت تحوي الجزء الأكبر من المسروقات
وتابع أن رجال المباحث واصلوا جهودهم حتى ضبط المتهم الثالث في اليوم الثالث، في فندق في منطقة بر دبي، ومعه المتهمة الخامسة، وقد عثرت الشرطة في حوزتهما على بقية المسروقات، بعدما حاولا التخلص من مغلفات المجوهرات.
وأكد أن فريق العمل انتهى من جمع الأدلة اللازمة في القضية، إضافة إلى تدوين اعترافات أعضاء العصابة بتفاصيل الجريمة، ثم أحيلوا إلى النيابة العامة، مع المضبوطات، لاستكمال التحقيقات معهم.
ولفت المنصوري إلى أن شرطة دبي حذرت مراراً من مخاطر النقل غير الآمن للأموال والأغراض الثمينة، لكن يصر البعض على التصرف بقدر كبير من الإهمال، ما يعرض حياتهم للخطر.
وأوضح أن من أبسط الإجراءات الوقائية التي توجه لعملاء البنوك وناقلي المجوهرات، عدم ترك الأموال في السيارة، والتوجه مباشرة إلى مكان التسليم، مؤكداً أن شرطة دبي تؤدي دورها في ما يتعلق بالقبض على اللصوص والمتهمين في هذه الجرائم، لكن من الوارد أن ينجح المتهمون في تهريب المسروقات إلى الخارج، داعياً أصحاب المال الى اتخاذ أبسط التدابير الوقائية التي تحول دون وقوع الجريمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news