سائقون اعتبروها «غير مهمة» و«دلالة على حداثة السائق»
80 % مــن السائقين لا يستخـدمون الإشــارات عند التجاوز
كشفت إحصاءات مرورية لشرطة دبي أن نحو 80% من السائقين لا يستخدمون الإشارات أثناء التجاوز، ما يعرضهم لخطورة كبيرة، خصوصاً على الطرق السريعة. وأكدت أن نسبة كبيرة منهم لا تتصرف بسماحة على الطريق، ولا تتيح الفرصة للتجاوز، فيما اعتبر سائقون الإشارات المرورية، «غير مهمة» و«دلالة على حداثة عهد السائق بالقيادة».
وتفصيلاً، قال مدير الإدارة العامة للمرور، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، لـ«الإمارات اليوم»، إن عدم استخدام الإشارات يعدّ عاملاً مشتركاً في وقوع عدد كبير من الحوادث، خصوصاً حين تقترن بالسرعة الزائدة، والانحراف المفاجئ، لافتاً إلى أن الإدارة ستركز على السائقين الذين يخالفون قوانين السير ولا يستخدمون الإشارات أثناء سيرهم.
وأضاف أنه أجرى دراسة ورصداً ميدانيين، كشفا عن أن ما لا يقل عن 80% من السائقين في دبي، وربما الدولة، لا يستخدمون الإشارات عند التجاوز، عازياً ذلك إلى ثقافة بدأت تترسخ لدى البعض بأن «معظم السائقين لا يحترمون مستخدمي الإشارات، ويعتبرونهم ضعفاء، لذا بات الشائع هو التجاوز من دون سابق إنذار، على الرغم من خطورة هذا السلوك».
وذكر أن الإشكالية الحقيقية وراء هذا السلوك هي انتشار ثقافة عدم التسامح على الطريق، وعدم إدراك ضرورة استخدام الإشارة، لافتاً إلى أن هناك سائقين لا يتيحون الفرصة لأقرانهم للعبور من أمامهم، على الرغم من استخدامهم الإشارة الضوئية. وتابع أن استخدام الإشارة يوازي طلب إذن بالعبور، وهو أسلوب حضاري جدير بالاحترام، خصوصاً أن الطريق يتسع للجميع.
وذكر الزفين أن الإدارة العامة للمرور أطلقت حملة لضبط الاشخاص الذين يتجاوزون من دون استخدام إشارات، مؤكداً أنها ستركز عليهم خلال المرحلة المقبلة للحدّ من هذا السلوك السلبي.
في المقابل، قالت مريم محمد إنها تقود منذ نحو خمس سنوات، وإنها كانت تلتزم بالقانون في البداية، وتستخدم الإشارات عند التجاوز. لكنها لم تعد تستخدمها إلا نادراً، وتحديداً حين تحتاج إلى الانحراف أو التجاوز ولا تجد وسيلة غير استخدام الإشارة.
وأضافت أنها تسمح لمستخدمي الإشارات بالعبور من أمامها لأنها تعتبر الإشارة نوعاً من الاستئذان، مؤكدة أنها تدرك تناقض سلوكها، لكنها اعتادت ذلك لأن التزامها في البداية كان سبباً لتندر أصدقائها عليها، واعتبارهم لها شديدة التحفظ على الطريق، أو سائقة جديدة.
وأشارت إلى أنها لا تتسامح مع أقرانها الذين يتصرفون مثلها على الطريق، فلا تسمح لسائق لم يستخدم الإشارة بالعبور من أمامها إلا بصعوبة.
وأقر حمد هاشم بأنه لا يلتزم باستخدام الإشارة عند التجاوز، إلا في الحالات الاستثنائية، إذا شعر بأنه مجبر على ذلك، معرباً عن أسفه لاعتياده التجاوز بهذه الطريقة. وأكد أنه يحرص على الانتقال بهدوء، وبشكل غير مفاجئ، حتى لا يتسبب في وقوع حوادث مرورية، موضحاً أنه ليس من السائقين المتهورين، ولا يتجاوز السرعة أو يستخدم الهامش، بل يلتزم بما هو محدد في اللوحات حتى على الطرق السريعة، إلا أنه لا يستخدم الإشارات.
وقال عمر عبدالسلام إنه لا يستخدم الإشارات عادة لأن هذا «غير مهم»، وشرح أن معظم السائقين يعتبرون ذلك نوعاً من الضعف، ولا يفسحون له عند التجاوز، لذا يضطر إلى التصرف بهذه الطريقة حتى يجد له مساراً.
وذكر محمد محمود أنه يلتزم باستخدام الإشارات عند التجاوز، لكنه لا يسامح أيّ شخص ينحرف أمامه من دون استخدامها، مضيفاً أنه يتعمد إطلاق بوق السيارة بقوة اعتراضاً على كل من يحاول المرور من أمامه بهذه الطريقة.
وأوضح أن «الإشكالية في عدم استخدام الإشارات أن من الممكن أن يكون أحدنا مشغولاً بشيء، مثل الحديث مع أطفاله أو التفكير في أمر ما، وحين ينحرف شخص أمامه قد لا ينتبه إلى ذلك، فيصطدم به».
وأكد أحمد علي أن تجاهل أهمية الإشارات المرورية كاد يكلفه حياته، إذ انحرف أمامه شخص فجأة أثناء سيره على شارع الشيخ محمد بن زايد من دون استخدام الإشارات، فاصطدم به بمقدمة السيارة لأنه لم يتوقع انتقاله إلى مسربه بهذه السرعة.
وتابع أن الحادث كان سيودي بحياته لولا سيطرته على المقود في اللحظة المناسبة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news