ضبط 157 متسولاً خلال شهر رمــــضان في دبي
ضبطت حملة «كافح التسول»، التي أطلقتها شرطة دبي خلال رمضان الماضي، 157 متسولاً معظمهم من الآسيويين، وفق مدير إدارة الأمن السياحي بالإدارة العامة للتحريات، العقيد محمد راشد المهيري، الذي أشار إلى أن قائمة المضبوطين شملت أربعة أطفال من جنسيات مختلفة.
وقال إن الحملة أسفرت عن ضبط 122 رجلاً و31 امرأة، فضلاً عن أربعة أطفال، لافتاً إلى أن عدداً من المضبوطين دخلوا إلى البلاد بتأشيرة سياحية.
وأضاف أن هناك انخفاضاً في عدد المتسولين المضبوطين خلال العام الجاري مقارنة برمضان الماضي، الذي شهد ضبط 215 متسولاً مقارنة بـ169 متهماً في رمضان قبل الماضي، عازياً ذلك إلى أسباب، منها تفاعل أفراد الجمهور مع الحملة، وتعاونهم مع الشرطة من خلال التواصل معها عبر وسائل مختلفة للإبلاغ عن متسولين في أماكن مختلفة.
وأشار المهيري إلى أن بعض المتسولين ضبطوا وهم يلاحقون الناس بطريقة مزعجة للغاية، فيتعمد بعضهم النظر بطريقة وقحة إلى حافظات النقود أثناء قيام أصحابها بإخراجها، بهدف إجبارهم على دفع مبالغ كبيرة، مؤكداً أن القضاء على الظاهرة يعتمد بشكل أساسي على مساعدة أفراد الجمهور، من خلال رفض تقديم النقود للمتسولين، لأن هذا يشجعهم على التمادي في سلوكياتهم، ويحرض غيرهم على ممارسة هذا الاحتيال.
وأكد أن فريق العمل في الحملة يحرص على تحليل اتصالات الجمهور، لتحديد الثغرات التي يمكن تفاديها للقضاء على الظاهرة نهائياً، مشيراً إلى أن من الواضح زيادة وعي أفراد المجتمع بأن المتسولين يمارسون نوعاً من الاحتيال، لذا تراجع التعاطف معهم بشكل واضح، وأدى تلقائياً إلى تناقص أعدادهم.
ولفت المهيري إلى أن الصور الضوئية لتأشيرات وجوازات سفر بعض المضبوطين تظهرهم كأشخاص لا يمكن الاشتباه في قدومهم إلى الدولة للتسول، إذ يرتدي الرجل حلات أنيقة، وكذلك النساء يظهرن كأنهن سيدات أعمال، وفي النهاية يمارسن التسول. وأوضح أن الحملة كثفت الوجود في جميع المناطق التي يمكن أن يتردد عليها المتسولون، لذا ضبط عدد كبير منهم في منطقتي أبوهيل ونايف أمام المساجد، وفي أماكن مختلفة قبيل موعد الإفطار.
ولفت إلى أن عدداً من المتسولات ضبطن بوساطة تعاون الجمهور مع الشرطة، حين ترددن على المنازل بطريقة مشبوهة، من بينهن امرأة بنغالية كان تطرق باب أحد المنازل وتم الإبلاغ عنها، وانتقلت دورية بسرعة إلى المكان وضبطت المرأة قبل أن تغادر المنطقة. وأكد أن جميع المتسولين الذين ضبطوا كانوا يدعون المرض، إذ تأكد كذب ادعاءاتهم وعدم معاناتهم أي أمراض ودخلوا إلى الدولة بتأشيرات زيارة بغرض التسول فقط، لافتاً إلى أنهم كانوا يتعمدون ممارسة نشاطاتهم في أوقات محددة، منها اثناء صلاة العشاء والتراويح، ويختارون الأمكان التي يعتقدون أن الشرطة غير موجودة فيها. وأوضح المهيري أن الجهات المشاركة في الحملة كانت تنسق في ما بينها، معتبراً أن فريق العمل يكتسب خبرة إضافية كل عام، وأصبح لديه القدرة على توقع الأماكن التي يقصدها المتسولون، والاشتباه في أشخاص يقفون بطريقة مريبة في مناطق معينة. وأوضح أن هناك ظواهر قلت نسبياً خلال رمضان، مقارنة بالسنة الماضية، مثل تردد المتسولين على المجالس الرمضانية بطريقة تثير استياء أصحابها وتزعج الضيوف، مشيراً إلى أن هناك ظاهرة رصدت خلال الحملة الأخيرة، هي التسول عن طريق الهاتف، ما دفع إدارة الأمن السياحي إلى إعداد استمارة لتلقي اتصالات أفراد الجمهور الذين يتعرضون لهذا النوع من الاحتيال، تتضمن تسجيل بيانات المتصل والرقم الذي اتصل به واللغة التي استخدمها.
وأوضح المهيري أن استغلال الأطفال في هذه الجريمة لايزال مستمراً، إذ ضبط أربعة أطفال مع المتسولين، ثلاثة من جنسيات آسيوية وطفل عربي، استخدمهم أشخاص في استدراج عطف أفراد الجمهور والاحتيال عليهم للحصول على مبالغ منهم، لافتاً إلى أنه يتم اتخاذ إجراءات استثنائية في حالة وجود أطفال حفاظاً عليهم وعدم تعريضهم لأذى نفسي نتيجة ضبطهم. وأشار إلى أن أحد المحتالين الذين قبض عليهم شخص يضع ورقة على زجاج السيارات يطلب المساعدة، مشيراً إلى أن فريق العمل في الحملة اتصل به وأقر بأنه يضع الأوراق بنفسه، وتم القبض عليه وإحالته إلى النيابة العامة.