سيارة أسعاف أمام سيارة نوال في محاولة لخفض سرعتها بعد تعطل جهاز مثبت السرعة. الإمارات اليوم

«نوال»: رأيت الموت وأنا حبيسة سيارتي

«عشت أسوأ 20 دقيقة في حياتي، ورأيت الموت يقترب مني وأنا حبيسة سيارتي»، بهذه العبارة لخصت نوال حسين تفاصيل 20 دقيقة «من الرعب والهلع» عاشتها داخل سيارتها، بعد تعطل جهاز مثبت السرعة، وقت أن كانت تسير بسرعة 135 كيلومتراً في الساعة. وقالت لـ«الإمارات اليوم» إنها «كادت أن تموت خوفاً داخل سيارتها، بعد شعورها بأنها مقبلة على حادث كبير، مع اقتراب سيارتها من مناطق مزدحمة مرورياً، وبات اصطدامها بقوة بسيارات عدة أمراً محتملاً». وتقول «لولا تدخل رجال الشرطة والإسعاف، وحرصهم على إنقاذي في أسرع وقت، لكنت الآن ضحية جهاز مثبت السرعة».

رورت نوال تفاصيل الواقعة بقولها إنها كانت بالقرب من منطقة سيح شعيب في طريقها إلى دبي، فثبتت السرعة على 135 كيلومتراً في الساعة، لكن عند وصولها إلى جبل علي، اكتشفت أن المكابح لا تعمل، وحاولت مراراً الضغط عليها لكن دون جدوى.

وتابعت «وقتها علمت أن مثبت السرعة تعطل، وشعرت بخوف شديد، جعلني لا استطيع النظر يميناً أو يساراً، وبدأت في إطلاق بوق السيارة وفتح الإضاءة العالية، لأجبر السيارات التي أمامي على الابتعاد عن طريقي، وظللت أذهب يميناً ويساراً، وأمر فوق منطقة الخط الأصفر، كأنني في سباق، حتى أتفادى الاصطدام بالسيارات، ثم اتصلت فوراً بغرفة عمليات شرطة دبي لمساعدتي».

وتضيف أن «ضابطاً وشرطياً توليا تهدئتي، وأعطياني تعليمات عدة لأحافظ على سلامتي، وسلامة الخادمة التي كانت برفقتي، ثم شرحا لي كيفية السيطرة على السيارة، ومحاولة إيقافها». ومع مرور الدقائق «كانت نبضات قلبي تزداد، وبدأت أشعر بالخوف الشديد مع اقترابي من المناطق المزدحمة بالسيارات في شارع الشيخ زايد، وفجأة ظهرت بالقرب مني سيارة إسعاف، سارت إلى جوار سيارتي»، مضيفة أن «سائق الاسعاف تعمد أن يقود سيارته أمام سيارتي، وفتح أضواء وبوق التنبيه العالي حتى يفتح الطريق أمامي».

وتكمل «بمرور الدقائق بدأت دوريات الشرطة تظهر إلى جواري، ثم طلبوا مني فتح النافذة، ليعطوني بعض التعليمات للتخفيف من السرعة، في الوقت نفسه كانت طائرة من الإسعاف الجوي تتابعني، ومن خلفي دوريات شرطة ومركبات إسعاف». وتضيف «بدأت في تحريك ناقل الحركة (الجير) وفقاً لتعليمات الشرطة على الهاتف، وحاولت إطفاء المحرك، لكن السيارة لم تقف»، إذ إن السيارة مزودة بأجهزة استشعار (حساسات) أمامية، تخفض السرعة اذا اقتربت من سيارة أخرى.

وتشير إلى أنه «ما إن اقتربت سيارتي من سيارة الإسعاف التي أمامي حتى بدأت السرعة تنخفض تدريجياً، ثم طلبت مني غرفة العمليات أن اصطدم بالإسعاف، قبل الوصول إلى منطقة مول الإمارات، المزدحمة بالسيارات».

وتقول «رفضت الاصطدام بالاسعاف، خصوصاً أن الحساسات تسببت في خفض سرعتي، وكلما قللت سيارة الإسعاف سرعتها قلت سرعتي، ثم استخدمت فرامل اليد، ليصدر عن السيارة صوت مرتفع، توقفت بعده على بعد أمتار عدة». وتصف نوال هذه الواقعة بأنها أصعب دقائق مرت بها في حياتها، وشعرت بعد تدخل الشرطة والإسعاف بأنها ولدت من جديد، ما دعاها إلى إقامة حفل في مقر عملها في مستشفى المفرق فرحاً بنجاتها من مؤت مؤكد.

الأكثر مشاركة