محتالان يصطادان الضحايا عبر إعلانات الصحف

على الرغم من العرض المغري، والتجربة المحكمة التي نفذت في أجواء مثيرة وغامضة في آن، إلا أن الخدعة لم تنطلِ عليه، ولجأ إلى شرطة دبي قبل أن يخسر مليون دولار وسيارة فيراري عرضها للبيع.

يقول مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، إن «الواقعة التي حدثت منذ أيام عبارة عن احتيال بأسلوب تقليدي وهو (مضاعفة الأموال)، لكنها نفذت بطريقة مبتكرة اعتمدت على اصطياد الضحية عبر إعلان صحافي.

ويشير إلى أنه على الرغم من التحذيرات المستمرة من هذا النوع من الاحتيال، إلا أن الإدارة سجلت 15 قضية احتيال بوساطة مضاعفة الأموال، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، تورط فيها 26 متهماً.

وتفصيلاً، ذكر المنصوري أن الواقعة الأخيرة حدثت نهاية الشهر الماضي، حين أبلغ ثري آسيوي، يقيم في نخلة جميرا، بأنه عرض سيارته طراز فيراري للبيع عبر إحدى الصحف، وتلقى اتصالاً من شخص يبدي اهتماماً بشرائها، واتفقا على اللقاء في مقهى بمنطقة «داون تاون». وأضاف المُبلغ أن المشتري الوهمي رجل إفريقي، وتحدث معه خلال لقائهما الأول عن جديته في شراء السيارة، وأنه على استعداد لدفع مقدم 20 ألف دولار من قيمة السيارة، وحال إتمام البيع يدفع له بقية المبلغ، وحدد معه موعداً ثانياً لإنهاء الاتفاق، وطلب المحتال من صاحب السيارة أن يكون اللقاء في فيلا الأخير حماية للأموال.

وتابع الرجل أن المحتال وصل في الموعد المحدد، ومعه شخص آخر من جنسيته يحملان حقيبتين كبيرتين، وقام بالتعريف على مرافقه باعتباره خبيراً كيميائياً، وبعد حديث قصير قال إن لديهما وصفة كيميائية يمكنها مضاعفة الدولارات. وطلب المحتال من صاحب السيارة 100 دولار وقام بطمسها مع شريكه في محلول كيميائي مع ورقتين سوداوين ليتحولا إلى 200 دولار، مؤكداً أن بإمكانه تحويل مبلغ مليون دولار إلى ثلاثة ملايين، محمساً مضيفهما بتمويل العملية مقابل مليون دولار إضافية وثمن السيارة.

وأوضح اللواء خليل إبراهيم المنصوري أن مقدم البلاغ طلب منهما مهلة للتفكير، ومن ثم اتخذ أفضل قرار وهو إبلاغ الشرطة بتفاصيل ما حدث، فتم على الفور تشكيل فريق من إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية للقبض على المحتالين.

وأشار إلى أن فريق العمل قام بالتنسيق مع صاحب المنزل، وتم إعداد كمين للمتهمين من خلال تواصله معهما وادعائه موافقته على الصفقة وحدد لهما موعداً حضر فيه المحتالان، وبعد أن جهزا أدوات الاحتيال أعطى المبلّغ الإشارة فداهم رجال المباحث الاقتصادية المكان، وضبطوا المتهمين متلبسين وأحيلا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهما.

وأوضح المنصوري أن صاحب المنزل اتخذ قراراً صحيحاً باللجوء إلى الشرطة، لكن في المقابل أخطأ حين تعامل بحسن نية مع غرباء لا يعرفهم ودعاهم إلى منزله، لأن من الوارد أن يكونوا لصوصاً ويسرقونه، مؤكداً أهمية الحذر في التعامل مع إعلانات الصحف وعدم الطمع في مكاسب سريعة قد تجر خسائر كبيرة.

الأكثر مشاركة