عين على الأمن

ثقة وتحدٍّ

لاشك في أن قرار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتشكيل مجلس مروري اتحادي، سيحل كثيراً من المشكلات المرورية على مستوى الدولة ويمثل رؤية نافذة وشاملة لحالة السير في البلاد.

إن حالة الطرق ومعدل الحوادث والوفيات الناتجة عنها، يعدان من المعايير الرئيسة التي تقاس على أساسها درجة التطور في الدول، لذا تحرص دولة الإمارات على تحديث كل الأدوات التي تحقق هذا الهدف، وتضعها في الموقع المناسب عالمياً.

وهناك بلاشك تحديات كثيرة تفرضها طبيعة التركيبة الديموغرافية في الدولة، على عكس دول أخرى تتصدر قائمة البلدان الأكثر أماناً على الطريق، ومن بين هذه التحديات وجود عشرات الآلاف من السائقين القادمين من دول أخرى يحملون ثقافات وسلوكيات مختلفة.

وعلى سبيل المثال، تعد حوادث الدهس من الهواجس المستمرة لدى جميع إدارات المرور في الدولة بسبب انعدام الثقافة المرورية لدى فئة كبيرة من المشاة، الذين يتجاهلون المعابر المخصصة لهم ويقطعون شوارع سريعة تتكون من خمسة أو ستة مسارب بطريقة انتحارية معتقدين أن سائق السيارة يستطيع إيقافها بالأمر الصوتي!

والعمل على توعية هذه الفئة يستلزم جهداً كبيراً للغاية، إذ إنهم يحملون ثقافة وطباعاً مختلفة كلياً، فيعتبرون أن الالتزام بقوانين السير نوع من الرفاهية لأنهم اختبروا الفوضى المرورية سابقاً ويعتقدون أنها الأصل.

أفخر باختياري رئيساً لمجلس المرور الاتحادي، وأعتبره ثقة كبيرة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وندرك أنا وزملائي أعضاء المجلس والأمانة العامة أن هناك عبئاً على كاهلنا نتحمله بكل قوة وثقة بالنجاح، في ظل هذا الدعم الذي نتلقاه من سموه والحكومة.

ويلزمنا فقط في المرحلة المقبلة مزيد من التعاون من جانب أفراد المجتمع، لأن السلوكيات الفردية تكون ظاهرة عامة في النهاية.

نجحنا طوال السنوات الخمس الأخيرة في الإمارات في خفض مؤشر الوفيات الناتجة عن الحوادث، ولدينا طموح لخفضه إلى اقل من 1% حتى عام 2020، ونثق بقدرتنا على ذلك إذا تضافرت كل الجهود وتوافرت كل عوامل النجاح.

 

مدير الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي

رئيس مجلس المرور الاتحادي

تويتر