وحيد في البئر

لم ينسَ النقيب عقيل محمد الزقري، من شرطة دبي، ما حدث قبل سبع سنوات، حينما ورد بلاغ يفيد بفقدان طفل في مزرعة بمنطقة لهباب.

يقول الزقري «انتقلت بسرعة بالغة إلى موقع البلاغ، وكنت أول دورية تصل إلى المكان، ووجدت أشخاصاً عديدين في حيرة من أمرهم، لا يستطيعون تحديد المكان الذي اختفى فيه طفلهم، وتفقدت المكان محاولا استنتاج كيفية حدوث الواقعة، ووجدت طفلا آخر يكبره بأشهر، فسألته عن موقع قريبه، لكن الولد كان خائفاً فهدأت من روعه قليلاً ومازحته، حتى كسرت حاجز الخوف في نفسه، ثم تجولت معه فتشجع الطفل وبدأ في الكلام.

وقال إن الطفل المفقود كان يركض خلفه، وفجأة نظر إليه ولم يجده، وأشار إلى المكان الذي اختفى فيه فتفقدته، وفوجئت بوجود بئر عميقة للغاية مغطاة بقطعة بلاستيك قديمة.

وعلى الفور، أبلغت العمليات وانتقلت إلى المكان فرق الإنقاذ والدفاع المدني والنجدة الجوية والإسعاف، وقررت النزول لتفقد البئر، لكن جسمي كان أكبر من الفتحة، الأمر الذي قد يشكل خطورة على الطفل، وفي النهاية نزل اثنان من أفراد الشرطة النحيلين، وفوجئ الأول الذي نزل بأن يد الطفل فقط وجزءاً من رأسه يظهران، فيما كان جسمه كلياً مغطى بالرمال.

ونجحت جهود الإنقاذ في إخراجه، ونقله على الفور إلى المستشفى وبدى متوفيا لنا جميعاً، لأن فمه وأنفه كانا مملوءين بالرمال، ولم أستطع النوم وقتها، وتوجهت إلى المستشفى في اليوم الثاني، لأجده يقفز على الأسرّة، واحتضنني والده.

الأكثر مشاركة