خلف القضبان

مغامرة غير محسوبة

لم أتخيل، في يوم من الأيام، أن يكون مصيري في زنزانة مع وجوه لم تخالطني إطلاقا، وأنا الفتاة المرفّهة التي تعيش في مستوى اجتماعي جيد.

ورثت مبلغاً كبيراً عن والدي، وفر لي قدرا من الأمان المعيشي، والإحساس بأن الدنيا لن تغدر بي، وقررت استثمار المال في مشروع أضاعف به رصيدي، وأحقق ذاتي.

وفي ظل انعدام خبرتي في أي مجال، لجأت إلى بعض الأشخاص، الذين نصحوني بتأسيس شركة لتجارة التجزئة، وبدأت العمل الذي لم أجربه من قبل في حياتي، وبالطبع واجهت مصاعب كبيرة، واستخدمت أشخاصاً استغلوا عدم خبرتي، ولم يعملوا بإخلاص.

وبدأت الشركة تسحب الملايين التي وضعتها فيها، فلجأت إلى الحل المعتاد الذي أدخلني في دوامة لم أفق منها حتى الآن، وهو الاستدانة من البنوك، وحصلت على قرض كبير بضمان الشركة، ثم على قرض من بنك آخر، إضافة إلى عدد من البطاقات الائتمانية، وكنت أحرص على تسديد واحدة من أخرى، حتى جف المنبع.

وعلى الرغم من أنني سددت جزءاً كبيراً من القرض للبنوك، إلا أن إدارة البنك قدمت بلاغاً ضدي بشيك الضمان، كأنني لم أسدد درهماً واحداً، وفي النهاية وجدت نفسي قيد الحجز، وعانت ابنتي الوحيدة في الخارج الوحدة، وحالياً أبذل الآن قصارى جهدي، لترتيب أموري المالية، على الرغم من صعوبة موقفي، ولا يسعني إلا توجيه النصح بعدم المغامرة في ما ليس لدينا فيه خبرة.

تويتر