السجن 15 عاماً لامرأة «عذبت» خادمتها حتى الموت

قضت محكمة الجنايات في دبي، أمس، بمعاقبة امرأة من جنسية دولة خليجية بالسجن 15 سنة، لاتهامها بتعذيب خادمتيها والتسبب في وفاة إحداهما وإصابة الأخرى، بعد أن حجزت حريتهما في غرفة داخل منزلها.

وعاقبت المحكمة زوج المتهمة بالسجن ثلاث سنوات، لاتهامه بالتوسط في ارتكاب الواقعة، بأن أعد غرفة في الطابق العلوي من مسكنه مقراً لاحتجاز الخادمتين، ووضع قطعاً حديدية على نوافذها وأغلق الأبواب، وامتنع عن تقديم العلاج للضحيتين.

المتهمة تتوسل للضحية

قالت الخادمة المجنى عليها إن المتهمة باحتجازها والتعدي عليها بالضرب، انهالت ضرباً على ظهر زميلتها الخادمة حتى توقف تنفسها، مشيرة إلى أنها هرعت نحوها واكتشفت أنها فارقت الحياة، وأثناء ذلك انهارت المتهمة وتوسلت إليها بأن تتستر عليها وطلبت منها تبديل ملابسها، وملابس المتوفاة لإحضار سيارة الإسعاف.

وأكدت النيابة العامة في قرار الإحالة، في يونيو الماضي، أن المتهمة احتجزت الخادمتين وحرمتهما من حريتهما بغير وجه قانوني، وأثناء ذلك استعملت ضدهما القوة والتهديد وأعمال التعذيب البدني والنفسي لمدة زادت على الشهر، موضحة أنها أغلقت على المجني عليهما أبواب المسكن، ومنعت عنهما الطعام والشراب لمدة طويلة، وتعدت عليهما بالضرب ما نتج عنه تقيح وتسمم ميكروبي في الدم، والتهاب رئوي أدى إلى وفاة المجني عليها الأولى، فيما أصيبت الثانية بتقيحات.

وأنكر المتهمان أمام المحكمة الاتهامات المنسوبة إليهما، فيما روت المجنى عليها الناجية، أنها حضرت إلى الدولة للعمل خادمة، وفور وصولها المطار أخذها شخص يتبع مكتباً لاستقدام العاملات، وفي اليوم ذاته حضرت المتهمة وزوجها وأخذاها من المكتب وتوجها بها إلى مسكنهما، حيث خصصا لها غرفة خارجية في المنطقة الخلفية من المنزل.

وأضافت أن «المتهمة كانت تزودها بقطعة خبز وكوب من الشاي في الصباح، بينما تمنع عنها الطعام في المساء، وكانت تغلق المطبخ بالمفتاح حتى لا تتسلل إليه إذا شعرت بالجوع.

وبينت أن المتهمة عاملتها بقسوة، وكانت تصفعها لأنها لم ترتب الملابس بعد غسلها بشكل جيد، وتعتدي عليها باليد وبعصا المكنسة حتى تكسر، وفي إحدى المرات لم يعجبها تنظيفها للحمام، فأرغمتها تحت التهديد على شرب كوب من الكلوروكس والديتول حتى شعرت بألم في بطنها وعدم اتزان، إلا أنها كتمت ألمها لأن المتهمة كانت تهددها بالسجن، وتخبرها بأنها تعمل في وظيفة مرموقة.

وقالت الخادمة إنها فكرت في الهروب من المنزل، إلا أنها لم تتمكن من ذلك لأن المتهمة كانت تغلق عليها الباب، ولا تسمح لها بالخروج حتى لإلقاء القمامة، كما كانت تمنعها من التحدث مع أهلها في موطنها، مبينة أنها «استمرت في العمل مدة شهر قبل أن تحضر المجني عليها الثانية (المتوفاة)، وتمنعهما المتهمة من التحدث معاً، مشيرة إلى أنها علمت أن زميلتها المتوفاة كانت تعمل لديهما في المنزل، وأن المتهمة قصت شعرها وضربتها حتى أصابها الوهن وأصبحت هزيلة.

ولفتت إلى أن المتهمة احتجزتهما داخل الحمام وأغلقت عليهما الباب، بعد أن ثبتت بالداخل كاميرا وجهاز جوال لمراقبتهما، وكانت تحضر في فترة الظهيرة لتحضر لهما الطعام الذي كان «عذاباً في حد ذاته»، حسب وصفها، موضحة أن المتوفاة بحثت عن طعام داخل سلة المهملات لشدة جوعها، فشاهدتها المتهمة وضربتها ضرباً مبرحاً، ومنعتها من الأكل خمسة أيام، وبقيت تزودها فقط بقطعة من البصل والملح والسكر مع الماء، لافتة إلى أنها كانت تعطي زميلتها قطعة من الخبز خلسة، أخفتها في الحمام حتى لا تكتشف المتهمة أمرها.

وأكدت المجنى عليها أنها اعتنت بزميلتها باعتبارها كانت تعمل ممرضة في موطنها، لكن بعد أربعة أيام ازدادت حالتها سوءاً، إلا أن المتهمة رفضت نقلها إلى المستشفى خوفاً من المساءلة، واكتفت بإحضار أدوية لها، لكن الحالة تدهورت وأصبحت تتنفس بصعوبة بالغة، وعندما أبلغت المتهمة بأن زميلتها تحتضر«ضحكت»، ثم وضعت سائلاً أبيض في حقنة من دون إبرة داخل فم الضحية، ثم أحضرت عسلاً وخلطته مع زيت الزيتون، وسخنته على مشعل صغير متحرك، وأعطت ثلاث ملاعق للضحية، وبعدها مباشرة أبيضت عينيها وفقدت الوعي.

 

 

الأكثر مشاركة