استدرجته شرطة دبي بعد هروبه إلى بلاده فاعترف بجريمة أخرى

قاتل زوجته يكشف سرّ جثة مجهولة منذ 4 سنوات

قادت اعترافات متهم، هندي الجنسية، بقتل زوجته إلى جريمة قتل امرأة أخرى، ظلت مجهولة طوال أربع سنوات. وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن فريق المباحث استطاع استدراج المتهم، بعد هروبه إلى بلاده، وإقناعه بالعودة إلى دبي ليكشف أثناء استجوابه جريمة أخرى.

فيما قال مساعد القائد العام، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن مدير إدارة البحث الجنائي، الرائد عادل الجوكر، ورئيس قسم الجرائم الواقعة على النفس، الرائد خالد أشقر، كانا يستجوبانه، وشعرا بأنه يتصرف بطريقة غريبة، ويُخفي شيئاً ما، فاستدرجاه باحترافية، حتى اعترف بقتل امرأة أخرى.

وكان عامل آسيوي عثر منتصف العام الماضي على جثة امرأة داخل حقيبة بلاستيكية على طريق دبي العين، ووجد عليها آثار عنف شديد وخنق في الرقبة.

وقال المزينة إن رجال المباحث استطاعوا تحديد هوية المرأة والتوصل إلى قاتليها، والقبض على أحدهما (باكستاني)، لكن الآخر (زوجها) هرب.

وأكد أنه ليس سهلاً أن تقنع قاتلاً بتسليم نفسه، لأن العقوبة تصل إلى الإعدام، والأصعب أن تقنعه بالرجوع من بلاده إلى دولة أخرى ليحاكم فيها، لافتاً إلى أن فريق العمل، الذي عمل في هذه القضية، بذل جهداً حتى أقنع المتهم بالعودة طواعية، وذلل العقبات أمامه حتى وصل.

وأوضح أن المحققين اعتمدا على قراءة لغة الجسد، وشعرا بأن الرجل يُخفي أمراً آخر، لافتاً إلى أن هذه من أهم السمات التي يتم تدريب رجال المباحث في شرطة دبي عليها.

وقال المنصوري، إن الجريمة الثانية وقعت منذ نحو أربع سنوات، حين عثر في المكان نفسه، الذي ألقيت فيه جثة الزوجة، على جثة امرأة تحمل ملامح شرق أوروبية. وأضاف أن فريق العمل في تلك الواقعة واجه تحدياً كبيراً منذ البداية، لتحديد هوية المجني عليها، إذ تبين أنها إحدى فتيات الليل، لكن لم يستدل على شيء يساعد على تحديد هوية القاتل.

وأوضح أن فريق العمل في واقعة قتل الزوجة، ربط بين الجريمتين في البداية، نظراً للعثور على الجثتين في المكان نفسه، وكان ثمة قناعة سيطرت على رجال المباحث بأن القاتل واحد.

وتابع أن الزوج القاتل «أقرّ بأنه اصطحب المجني عليها الأولى من أحد النوادي هو وشريكه في الجريمتين، صديقه الباكستاني، وذهبا بالسيارة إلى أحد الأماكن، ومارس أحدهما الجنس معها، وحين حاول الآخر رفضت المرأة ذلك، فاعتديا عليها بعنف حتى ماتت، ومن ثم دفنا جثتها في حفرة سطحية على طريق دبي العين.

وقال مدير إدارة البحث الجنائي، عادل الجوكر، «شعرنا بأن المتهم لديه شيء، فأوهمناه بأننا توصلنا إلى كل الحقائق، وأن ما يقوله مجرد تحصيل حاصل»، مضيفاً: «فوجئنا بالرجل يتحدث عن جريمة أخرى، لم تمحَ من ذاكرتنا، لأنها كانت مجهولة، فاستمعنا إليه دون أن نسرب إليه شعوراً بأنه يقدم لناً كنزاً ثميناً».

وتابع الجوكر: «اصطحبنا المتهم إلى مكان رمي الجثة، وأعاد تمثيل الجريمة كلياً، وأحيل إلى النيابة العامة، ومنها إلى القضاء، وحصل على حكم في قضية قتل زوجته، ولايزال ينتظر مصيرة في القضية الثانية».

وشرح أن ثمة علاقة قوية كانت تربط المتهم بصديقه الباكستاني، بسبب خوفهما من أن يشي أحدهما بالآخر، فظل مصيرهما مرتبطاً، لافتاً إلى أن المتهم الباكستاني كان دائم التدخل في الحياة الزوجية لصديقه، لدرجة كانت تثير سخط الزوجة القتيلة.

وأوضح أن الزوجة كانت تشكو ذلك لوالد زوجها، وتقول له إنه «يحدثني كما لو كنت زوجته، ويعاتبني ويعنفني، ولم تكن تدرك أن استياءها منه سيكون أحد أسباب قتلها».

تويتر