«خادمة الورقاء» تجهش بالبكاء وتطلب المغادرة إلى موطنها
أجهشت الخادمة الإثيوبية المتهمة بالشروع في قتل ثلاثة أطفال مواطنين، بالبكاء أمام الهيئة القضائية التي باشرت، أمس، أول جلسات محاكمتها، وقالت بلغة عربية ركيكة إنها تريد العودة إلى بلدها، إذ قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى الثامن من يونيو الجاري.
تريد المغادرة قالت والدة المجني عليهم، إنه سبق أن اشتكت الخادمة للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، بشأن عدم رغبتها في مواصلة العمل لديها، وأنها تريد مغادرة الدولة إلى موطنها، كونها كانت تحتفظ بجواز سفرها، وأنها لم تكن تقوم بأعمالها كما يجب، فزادت راتبها من 500 درهم إلى 700 درهم، فعادت الخادمة كالسابق ولم تحدث أي مشكلات، وعندما قررت مغادرة الدولة والذهاب إلى الأردن للعلاج، أبلغت أبناءها بأن عليهم الذهاب والاقامة في بيت جدتهم، إلا أنهم رفضوا وأصروا على البقاء في المنزل، فأبقتهم عند الخادمة وأبلغت شقيقتها بضرورة أن تتفقدهم لحين عودتها إلى الدولة، واستكملت العلاج هناك، وعند عودتها عبر مطار الشارقة فوجئت بواقعة الاعتداء على أبنائها من قبل الخادمة. ولفتت إلى أنها لم تعرف السبب الذي دفع المتهمة للاعتداء على أبنائها، إذ كانت تعاملها معاملة حسنة ولم تتأخر في تسليمها راتبها الشهري الذي كانت تحوله بنفسها إلى موطنها بناء على طلب الخادمة. |
وطالبت النيابة العامة المحكمة بإيقاع أقصى عقوبة بحق المتهمة، التي تصل إلى السجن المؤبد، فيما ذكرت أوراق الدعوى التي تضمنها أمر إحالة القضية إلى المحكمة، أن المتهمة شرعت عمداً ومع سبق الإصرار في قتل المجني عليها الأولى (ا.م.ا ــ 15 عاماً) والثانية (ر.م.ا ــ 14 عاماً) والمجني عليه الثالث (خ.م.ا ــ 10 أعوام)، وذلك بأن بيتت النية على قتلهم، وأعدت العدة لذلك، فأحضرت ساطوراً وسكيناً ذا نصل طويل مسنن، واستغلت نوم المجني عليهم ودخلت غرفة نومهم وسكبت على وجوههم الماء الساخن لتشل حركتهم تماماً، وأمطرتهم بوابل من الطعنات بالساطور والسكين في أنحاء متفرقة من جسدهم قاصدة إزهاق أرواحهم، فأحدثت بالمجني عليهم إصابات كادت تودي بحياتهم، إلا ان المجني عليهم تمكنوا من مقاومتها والحيلولة دون إتمام جريمتها وإفلاتهم منها بدخولهم دورة المياه الملحقة بالصالة، وإحكام إغلاق بابها باستعمال المفتاح من الداخل لحين حضور رجال الشرطة ومداهمة الشقة وإلقاء القبض على المتهمة. وأشارت النيابة العامة إلى أن الجريمة اقترنت بجريمة أخرى هي الشروع في سرقة 640 درهماً من منزل مخدوميها.
وقالت المجني عليها الأولى في إفادتها في التحقيقات، إن والدتها غادرت للعلاج خارج الدولة مدة يومين، وتركتها مع شقيقيها في عهدة المتهمة. وأشارت إلى أنه في صباح يوم الواقعة، أثناء نومها مع شقيقيها، فوجئت بانسكاب ماء ساخن على وجهها، وشاهدت الخادمة تحمل براد ماء وأداة حادة (ساطور)، ووجهت إليها طعنات استقرت في وجهها ورقبتها ويديها، وانتقلت إلى شقيقتها بسكب الماء الساخن وتوجيه طعنات أيضاً استقرت في وجهها ورقبتها وأماكن أخرى من جسدها، ثم انتقلت إلى شقيقها المجني عليه الثالث، وكررت الأفعال نفسها، فهرعوا جميعاً خارج الغرفة محاولين الاتصال من الهاتف الثابت بالشقة، ففوجئوا بأن المتهمة قطعت سلك الهاتف، فلحقت بهم المتهمة متابعة ما بدأت به من توجيه الطعنات إليهم، إذ تمكنوا من الهرب منها ودخول الحمام، وأغلقوا بابه واتصلوا برقم النجدة بعد الصراخ والاستنجاد والاستغاثة بأعلى أصواتهم، وبقوا داخل الحمام حتى حضور رجال الشرطة الذين كسروا باب الشقة وألقوا القبض على المتهمة، وتم إسعافهم على الفور ونقلهم إلى طوارئ مستشفى راشد لتلقي العلاج.
بدوره، قال عريف أول، إنه انتقل إلى منطقة الورقاء الثانية بعد تلقيه نداء مفاده وقوع حادثة شروع في قتل، وعند وصوله للمكان ووقوفه عند باب الشقة، وبرفقته زميله، طرقا الباب مرات عدة لكن دون إجابة، فحاولا التركيز لسماع أصوات استغاثة إلا ان الهدوء كان يعم المكان، فاتصل بغرفة العمليات الذين أبلغوه بأن المجني عليهم داخل حمام ملحق بالغرفة مغلق من الداخل، فكسرا الباب ودخلا إلى الشقة. وأضاف أنهما شاهدا آثار الدماء والفوضى تعم المكان، وبتفقده الشقة سمع صوت استغاثة المجني عليهم وطلب منهم فتح باب الحمام، إلا أنهم رفضوا ذلك خوفاً من ألا يكون من رجال الشرطة، وبإلحاحه عليهم وتأكيده لهم أنه من رجال الشرطة فتحوا الباب، فشاهد الدماء تسيل منهم وآثار حروق وطعنات غائرة في جميع أجزاء أجساد المجني عليهم، وملابسهم ملطخة بالدماء.
وبين أنه باستفساره منهم عن الذي فعل بهم ذلك، أخبروه بأن الخادمة أقدمت على ذلك، فأسرع مع زميله بتفقد أرجاء المنزل، وطلب المسعفين، فعثروا على الخادمة تجلس في شرفة الشقة (البلكونة) وتحمل بيدها ساطوراً ذا نصل عريض ومقبضاً خشبياً ملطخاً بالدماء، كما أن ملابسها كانت ملطخة بالدماء، وتحمل في يدها الأخرى جواز سفر ومبلغاً نقدياً، فمزقته بمجرد مشاهدتهما.
وتابع أنه تفاوض مع المتهمة في بادئ الأمر لتسليم نفسها وترك الساطور، إلا أنها لم تستجب لمحاولتهما، فأشهر مسدسه في مواجهتها لإجبارها على ترك الساطور، فتراجعت ورمت الساطور من يدها وسلمت نفسها.