مربو إبل اتخذوا إجراءات وقائية عبر عزل إبلهم المريضة، لكنها لم تأتِ بنتيجة إيجابية بعد. تصوير: باتريك كاستيلو

«حُمى» تتسبّب في نفوق «إبل السباق»

أعرب ملاك عزب مواشٍ في المنطقة الوسطى عن تخوفهم من وجود فيروس غير معروف، يصيب الإبل بحمى شديدة، لافتين إلى نفوق عشرات من مواشيهم، ما سبب لهم خسائر مالية كبيرة، ودفعهم للتوجه نحو عيادات بيطرية خاصة، على الرغم من ارتفاع كلفتها.

ورصد عضو المجلس الوطني عن المنطقة الوسطى، مصبح بالعجيد الكتبي، حالات نفوق ناهزت 200 رأس من الإبل خلال الأسابيع الماضية، للسبب نفسه.

وقال الكتبي لـ«الإمارات اليوم» إن «الظاهرة شهدت تركزاً في عزب التربية»، وتابع أنها «خرجت من نطاق المنطقة الوسطى إلى بعض الإمارات الأخرى المجاورة»، مؤكداً أن «أحد ملاك عزب تربية الإبل خسر قبل أيام ناقتين، لا يقل ثمن الواحدة منهما عن 200 ألف درهم، في حين تنقل سيارات البلدية في مناطق العزب يومياً ما لا يقل عن ست إبل نافقة من مزارع».

21 عيادة بيطرية

قال وكيل وزارة البيئة والمياه للشؤون الزراعية والثروة الحيوانية، المهندس سيف الشرع، إن لدى الوزارة 21 عيادة بيطرية موزعة في مختلف المناطق، تختص بتقديم الخدمات العلاجية مجاناً للحيوانات المختلفة، سواء أكانت على مستوى الحالات الفردية أم من خلال العلاجات الوقائية للقطيع في مكان وجوده.

وأضاف الشرع أن الخدمات البيطرية الوقائية والعلاجية تشمل تطبيق برنامج لتحصين قطعان الثروة الحيوانية باللقاحات البيطرية، لوقايتها من الإصابة بالأمراض الحيوانية المعدية والوبائية، موضحاً أن «البرنامج يتضمن تحصين قطعان الثروة الحيوانية المختلفة في أماكن وجودها مجاناً بخمسة أنواع من اللقاحات البيطرية، لحمايتها من أمراض الحمى القلاعية، وطاعون المجترات الصغيرة، والالتهاب الرئوي البلوري المعدي، والجدري، والباستوريلا، والتسمم الدموي المعوي».

وتقوم الكوادر البيطرية بجولات ميدانية يومية لمزارع وعزب المربين، وتشمل الخدمات العلاجية الوقائية أيضاً مكافحة الطفيليات الخارجية باستخدام المبيدات الحشرية المناسبة للحيوانات وأماكن وجودها.

ونشرت «الإمارات اليوم»، أخيراً، تقريراً عن السؤال البرلماني الذي وجهه الكتبي إلى وزير البيئة والمياه حول الموضوع ذاته، بعدما رصد نفوق ما يناهز 200 رأس تقريباً في المنطقة الوسطى، وحالات مماثلة في مناطق من مدينة العين وإمارة دبي.

وأفاد وكيل الوزارة، المهندس سيف الشرع، بأن «الوزارة لم تتلق شكاوى من مربي الجمال عن وجود مشكلة صحية، أو نفوق عدد كبيرة من الجمال في المنطقة، باستثناء حالات مرضية اعتيادية وفردية، تسجل يومياً في قطعان الثروة الحيوانية في مختلف المناطق».

وأكد الشرع للصحيفة، قبل نحو أسبوعين، أن «الوزارة وجهت فريقاً من المختصين في المنطقة الوسطى ــ بعد تلقيها سؤال الكتبي حول سبب نفوق الجمال ــ بهدف التواصل مع الملاك عموماً، والملاك في ميدان الذيد لسباق الهجن بشكل خاص، بغية معرفة حقيقة الأمر».

ولم يتسن معرفة نتائج أعمال الفريق، إذ آثرت إدارة الاتصال الحكومي في الوزارة انتظار الرد من الوزير، لافتة إلى أنه سيقدمه أمام المجلس الوطني، إلا أن جلسة المجلس، التي عقدت الأسبوع الماضي، لم تتطرق إلى موضوع نفوق الجمال، وفق ما ورد في البيان الصادر عن إدارة الإعلام في المجلس.

وتفصيلاً، أكد مالك عزبة لهجن السباق في المنطقة الوسطى، المواطن محمد راشد «انتشار حمى شديدة بين الإبل، خصوصاً هجن السباق، منذ مطلع مارس الماضي»، مضيفاً أن «هذه المشكلة لاتزال مستمرة، ما أسفر عن نفوق عدد كبير من إبل السباق ذات الأثمان الباهظة».

وأضاف: «أصيبت بالحمى لدي خمس من الهجن ذات السلالات الأصيلة المخصصة للسباقات، وتم علاج واحدة منها بالطب الشعبي، في حين نفقت أربع منها بعدما تعذرت استجابتها للعلاجات البيطرية المتعددة التي قُدمت إليها»، لافتاً إلى أن إجمالي قيمة هذه الابل يزيد على مليون درهم.

وحدد راشد الأعراض التي تظهر على الإبل المصابة بالحمى في قلة نشاطها، بسبب ارتفاع درجة حرارتها، إذ تصل إلى 39 أو 40 درجة مئوية، إضافة إلى عدم قدرتها على تناول أي نوع من الأعلاف، يتبع ذلك إسهال مستمر في المراحل الأخيرة من المرض، الذي ينتج عنه ــ في الأغلب ــ نفوق الإبل بعد ثلاثة أو أربعة أيام من إصابتها، باستثناء حالات قليلة جداً.

وأضاف: «نضطر إلى الاستعانة بأطباء من عيادات خاصة،عندما تكون لدينا حالات مرضية طارئة لا تحتمل الانتظار،ودفع ما يزيد على 1000 درهم نظير الزيارة الواحدة للطبيب الخاص، والعلاجات التي يقدمها إليها».

من جهته، قال مربي الإبل، مهير سعيد الكتبي، إن «معظم مربي الإبل اتخذوا إجراءات وقائية من خلال عزل الإبل المريضة، إلا أنها لم تأت بنتيجة إيجابية بعد»، مطالباً وزارة البيئة والمياه بتخصيص فريق طبي لعلاج الحمى التي انتشرت بين المواشي الموجودة في عزب المواطنين، وتطبيق إجراءات وقائية على الإبل غير المصابة، لمنع إصابتها بالحمى.

وأيده المواطن مبارك عبيد الكتبي، الذي أكد ضرورة توافر خدمات بيطرية حكومية، لافتاً الى أن «انتشار الحمى، التي أصابت الإبل، دفع كثيراً من الملاك إلى نقل عزبهم إلى مناطق خارجية، بعيداً عن مجمعات العزب، تجنباً لوصول عدوى الحمى إليها».

وتابع أن «نقل العزب إلى مواقع جديدة يكلف الملاك مبالغ إضافية، قد تتجاوز 20 ألف درهم يومياً، نتيجة عملية نقل المياه والأعلاف».

وشدد مالك عزبة هجن للسباق في مدينة الذيد، المواطن سلطان ناصر الكعبي، على «ضرورة توافر فريق من الأطباء التابعين للحكومة والمختصين في علاج الحمى»، مشيراً الى محدودية الخدمات البيطرية التي يقدمها الأطباء البيطريون في وزارة البيئة والمياه.

وأوضح أن كثيراً من ملاك الإبل يتوجهون إلى الطب البديل، لتقليل خسائرهم.

الأكثر مشاركة