الشرطة درست تحركاتهم وأساليبهم في السرقة
ضبط عصابة نفّذت 26 سرقة في الشارقة
قبضت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة الشارقة على ثمانية أشخاص، من جنسيات دول عربية، راوحت أعمارهم بين 18 و24 عاماً، امتهنوا الجريمة المنظمة، بسرقة أموال من مدارس ومعاهد، ومحال تجارية في الشارقة، وتمكنوا من تنفيذ 26 سرقة، بحسب اعترافاتهم أثناء التحقيق.
وقال مدير عام العمليات الشرطية بشرطة الشارقة، العميد محمد عيد المظلوم، إن الإدارة سجلت 13 بلاغاً يفيد بوقوع سرقات لخزن وأموال، وصناديق التحصيل (كاشيرات) في محال تجارية وشركات، ومدارس ومعاهد، مضيفاً أنه تم تشكيل فرق خاصة من إدارة التحريات والمباحث الجنائية لدراسة أسلوب العصابة وملاحقتها.
وأضاف أن الفريق درس في بادئ الأمر الأسلوب الذي اتبعه الجناة في تنفيذ سرقاتهم، مضيفاً أن أسلوبهم كان يتغير في كل سرقة، وبعد مسح شامل لمسرح الجريمة، تبين أن المشتبهين في الجرائم التي بلّغ عنها أصحابها، ثمانية أشخاص، وبعد استيفاء جميع المعلومات والأدلة، تمكنت فرق التحريات من القبض عليهم فرداً تلو الآخر.
إبلاغ الشرطة بالسرقات حذّر مدير عام العمليات الشرطية، العميد محمد عيد المظلوم، من جرائم السرقات التي يمكن أن تطال المحال التجارية أو الشركات، مطالباً المؤسسات الخاصة بتأمين مواقعها، وتعزيزها بالحراسة اللازمة. وطالب بضرورة إبلاغ الشرطة بالسرقات التي تتعرض لها المحال التجارية والأشخاص ومتابعة البلاغات، إذ سجلنا في القضية 13 بلاغاً تابعة للأشخاص الذين تعرضوا للسرقة، في حين أن العصابة اعترفت بـ26 بلاغاً، إذ إن معظم الذين تعرضوا للسرقة لم يبلغوا أو يتابعوا البلاغات في الشرطة. |
وأوضح أنه «تم التنسيق مع شرطة عجمان للقبض على اثنين من العصابة، ومن ثم الوصول إلى قائدهم والإمساك بهم جميعاً، لتبدأ التحقيقات معهم، حيث اعترفوا بتنفيذ 26 عملية في الشارقة، وسرقات عدة في مناطق قريبة»، مضيفاً أنه في دهم مقر إقامتهم عثرت الشرطة على العديد من القطع الثمينة والساعات والأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى أسلحة بيضاء استخدموها في السرقات.
وتابع المظلوم أن أفراد التشكيل الإجرامي ارتدوا أقنعة سوداء خلال السرقات التي نفذوها، لكيلا يتعرف إليهم أحد في كاميرات المراقبة في المحال، مضيفاً أنهم بعد تنفيذ 26 عملية سرقة، خططوا للتوسع في سرقاتهم، مستهدفين المصارف العاملة في الدولة، وأحد أكبر محال الصرافة لتنفيذ العملية وحصولهم على مبالغ طائلة.
من جانبه قال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية العقيد جهاد ساحوه، إن (فلفل) وهو الأكبر سنّاً بين أفراد عصابته، كان حذراً في إبلاغ أفراد العصابة عن تجمعاتهم، وخطط السرقة، إذ إنه يبلّغ أربعة أشخاص فقط في كل عملية، يختارهم بعناية، موضحاً «في كل عملية سرقة يشارك خمسة، (فلفل) زعيمهم، وينفذ السرقة اثنان من العصابة، فيما يراقب اثنان آخران المكان، في حال تم رصدهم من المارة أو الشرطة.
وتابع ساحوه أن أفراد العصابة يخططون لسرقاتهم بعناية تامة، إذ إنهم ينفذونها في ساعات متأخرة من الليل، ويختارون مواقع بعيدة عن العمليات السابقة وأساليب مختلفة في السرقة، وفي إحدى المرات اختاروا محلاً في المنطقة الصناعية، ومن ثم اختاروا شركة في وسط المدينة، ويحاولون في السرقات حمل كل ما هو ثمين ويسهل إخراجه من الأماكن التي يودون سرقتها.
وأوضح أنهم ينوعون في الأماكن التي يسرقونها، إذ إنهم استهدفوا مكاتب تأجير، ومعاهد، ومدارس، وشركات كبرى، موضحاً أنه بعد الانتهاء من تحصيل الأموال يرمون الخزن في البحر أو مكب النفايات بغية اتلاف الأدلة على سرقتهم.
وأشار إلى أن القضية تعتبر من أخطر العمليات التي تعاملت معها الشرطة، إذ إنهم لم يملكوا أسلوباً معيناً، وبين كل عملية وأخرى كانوا يتوارون عن الأنظار، ويقطعون صلاتهم ببعضهم، مضيفاً أن التحديات الأخرى تكمن في أن زعيمهم لديه خبرة سابقة في السرقة والتخطيط لها.
وذكر ساحوه أن (فلفل) عاطل عن العمل، لذا كان يملك الوقت الكافي للتخطيط للجرائم، وكان أفراد العصابة ينفذون السرقات باستمرار ليتمكنوا من الحياة ببذخ، مضيفاً أنهم تطوروا في سرقاتهم وحاولوا التخطيط لسرقة مصرف في أكبر عملية يمكن أن ينفذها أفراد العصابة.
وأضاف أن أغلبية أفراد العصابة من أسر مقتدرة تعيش في الشارقة، منذ فترات طويلة، وبعضهم ولد في الدولة، إلا أن أسرهم لم تمنحهم الأموال التي يريدونها، بل مبالغ بسيطة تكفي حاجاتهم الأساسية، إلا أنهم أرادوا أكثر من ذلك، ما دفعهم إلى اللجوء إلى السرقة، وهم لا يملكون مصادر دخل ثابتة ليعيشوا حياة مترفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news