9 مواطنات فاحصات ضمن فريق العمل في المختبر الألكتروني. من المصدر

329 قضية إلكترونية تعاملت معها شرطة أبوظبي خلال 19 شهرا

بلغ إجمالي عدد القضايا الإلكترونية التي تعاملت معها شرطة أبوظبي مختبرياً، في غضون 19 شهراً، منذ مطلع العام الماضي حتى الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، 329 قضية، فحصت خلالها 6795 حاسوباً وجهازاً إلكترونياً مختلفاً، كان الأطفال الفئة الأكثر استهدافاً بها.

وقال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، لـ«الإمارات اليوم» إن 16 فاحصاً مواطناً، بينهم تسع فاحصات، يعملون في مختبر الأدلة الإلكترونية، التابع لقسم الجريمة المنظمة، يتولون باقتدار التعامل مع القضايا الإلكترونية، وفحص وتحليل ومعالجة الأدلة الإلكترونية المحرزة، التي تعد مستنداً قيماً وثبوتياً ضد مرتكبي الجرائم.

ولفت بورشيد إلى أن الدور المحوري الذي يضطلع به مختبر الأدلة الإلكترونية، هو مكافحة الجريمة والحد منها، من خلال تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية في ما يتعلق بتحريز وتحليل ومعالجة الأدلة الإلكترونية لدعم العمل الشرطي المتعلق بالجرائم الإلكترونية، والتقليدية، اعتماداً على موارد بشرية ذات كفاءة عالية، وتقنيات حديثة ومتطورة.

وعـرّف بورشيد الجريمة الإلكترونية بأنها «عبارة عن أفعال غير مشروعة، يكون الحاسب الآلي محلاً لها، أو وسيلة لارتكابها»، مشيراً إلى أن أبرز أنواع القضايا التي تعامل معها «المختبر الإلكتروني» تدخل ضمن جرائم النفس، والنصب والاحتيال والابتزاز والقرصنة عبر الإنترنت، وقضايا العنف والتحرّش بالأطفال، وقضايا الاعتداء عبر برامج التواصل الاجتماعي، مؤكداً قدرة «المختبر» على كشف غموض الجرائم التقليدية، وغير التقليدية ذات الأشكال المتعددة التي تفتقد الدليل المرئي في ضوء فحص أجهزتها ومستنداتها المتعددة.

 

ضبطيات الجرائم

وأفاد بأن إجمالي عدد القضايا والأجهزة الإلكترونية التي تعامل معها مختبر الأدلة الإلكترونية خلال 19 شهراً، بلغ 329 قضية إلكترونية، منها 179 قضية العام الماضي، فحص خلالها 2919 جهازاً إلكترونياً، و150 قضية تعامل مختبر الأدلة معها في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وفحص خلالها 3876 جهازاً إلكترونياً مختلفاً.

وحول تصنيفات القضايا والأجهزة الإلكترونية، بين أن القضايا تشمل تصنيفات الصوتيات والمرئيات، وأجهزة الحاسب الآلي، والهواتف المتحركة، في حين تشمل تصنيفات الأجهزة الإلكترونية التي يتم فحصها: الأقراص المدمجة والمضغوطة، والحواسيب، والهواتف المتحركة، وشرائح الاتصال، وكاميرات المراقبة والرقمية، ووحدات التخزين الخارجية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المتنوعة.

 

المختبر الإلكتروني

وأضاف بورشيد أن المختبر يستخدم أجهزة وبرامج عالية الجودة، تضاهي مثيلاتها في مختبرات الشرطة في الدول المتقدمة.

وأكد قدرة شرطة أبوظبي على السيطرة على الجرائم الإلكترونية المرتكبة داخل الدولة، لاسيما من خلال التركيز على برامج التوعية المجتمعية، مضيفا أن «إشكالية الجرائم الإلكترونية التي ترتكب من الخارج، وتمتد آثارها إلى داخل الدولة، تبقى ماثلة، إذ تواجهنا تحديات عدة في عمليات البحث والتحرّي، ونسعى للسيطرة عليها من خلال التعاون المشترك مع (الإنتربول) الدولي، وأجهزة الأمن في مختلف الدول، للحد من مخاطرها».

 

مشروعات مستقبلية

وعدّد بورشيد المشروعات المستقبلية للمختبر، ومنها إنشاء وحدة للأبحاث المتقدمة والتطوير في مجال الأدلة الإلكترونية، وتشغيل وحدة استخراج الأدلة من الأجهزة التالفة، ونظام الفرز والتنميط، واستحداث منصة لاستعراض الأدلة للعملاء، موضحاً أن منتسبي المختبر يُلحقون بدورات تأهيلية، حسب الاختصاص واحتياجات العمل، لافتاً إلى حصولهم على شهادة اعتماد دولية من الجمعية الدولية لفاحصي الحاسب الآلي، إلى جانب حصول فاحصي التسجيلات المرئية على شهادات معتمدة في هذا المجال من أميركا.

وتابع أن شرطة أبوظبي تؤهل وتدرب الضباط والعاملين في مكافحة الجريمة الإلكترونية بشكل منتظم، سواء داخل الدولة أو خارجها، فضلاً عن الدورات والمؤتمرات التي يحضرونها، لتنمية خبرات ومهارات منتسبي الشرطة، ومواكبة المستجدات والممارسات العالمية في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية.

وأضاف أن مختبر الأدلة الإلكترونية، ينظم ورش عمل تدريبية وتوعوية لتوضيح الإجراءات التي يضطلع بها، والخدمات التي يقدمها في مجال التعامل مع القضايا، وطرق فحص الأدلة الإلكترونية والرقمية، وكيفية استخراج النتائج منها. وتستضيف هذه الورش التدريبية وكلاء نيابة ومحققين جنائيين.

 

إبلاغ الشرطة

وطالب مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، الجمهور بسرعة إبلاغ الشرطة في حال الوقوع ضحية للجريمة الإلكترونية، مشيراً إلى أن هناك فِرَقاً متخصصة تستقبل مثل هذه البلاغات، وتضطلع بمهمة البحث والتحرّي، وصولاً إلى المشتبه فيهم.

وبالإمكان الإبلاغ عبر الهاتف المجاني لخدمة «أمان» الإلكترونية (8002626) التابعة لشرطة أبوظبي، أو الاتصال بغرفة العمليات (999)، أو مراجعة إدارة التحريات والمباحث الجنائية.

تدريب طلاب الجامعات

 

بدأ مختبر الأدلة الإلكترونية، أخيراً، تطبيق نظام لتدريب طلاب الجامعات من خلال إلحاقهم بـ «المختبر» لمدة شهرين؛ بهدف مساعدتهم على تطوير مهاراتهم في مجال فحص الأدلة الإلكترونية، وجزءاً من التدريب العملي المطلوب في الجامعات.

الأطفال فئة مستهدفة

 

أكد العقيد الدكتور راشد بورشيد، أن الأطفال والشباب من أكثر الفئات العمرية المستهدفة بالجرائم الإلكترونية، خصوصاً حينما تكون الجريمة جنسية، أو ترويجاً فكرياً، وإخلالاً بالآداب العامة والمخدرات.

 

توعية بمخاطر الجريمة الإلكترونية

 

تشرع إدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بصفة مستمرة ودورية، في التوعية بمخاطر الجريمة الإلكترونية، بلغات عدة، عبر وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً في الصحف وقنوات التلفزة والإذاعة، وذلك لحماية الجمهور من الوقوع في براثن الجريمة الإلكترونية.

أول مختبر إلكتروني متخصص

يعد مختبر الأدلة الإلكترونية أول مختبر متخصص لفحص الأدلة الإلكترونية، يتبع إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، ويسهم في تقديم الدعم المختبري في مجال التحقيق في الجرائم الإلكترونية المختلفة، مضيفاً أنه تم تطوير المختبر استناداً إلى أفضل المعايير الدولية، وهو يقدّم تقارير معتمدة لدى الجهات العدلية في الدولة.

الأكثر مشاركة