استخدام الهاتف أثناء القيادة يعادل تأثير الكحول بنسبة 80%

دعت هيئة الطرق والمواصلات أفراد الجمهور إلى إدراك المخاطر المحتملة التي يتعرض لها السائقون الذين يستخدمون الهاتف النقال أثناء قيادتهم المركبة، محذرة من تجاهل الدعوات والتوصيات التي تطلقها مراكز الأبحاث المرورية الداعية إلى تجنب مشتتات القيادة والتركيز على الطريق، خصوصاً أن مخرجات بعض الدراسات المرورية أشارت إلى أن ردة فعل السائقين المشغولين بالاتصال عبر الهاتف المتحرك أثناء القيادة تساوي الوقوع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%.

حظر

قال مدير إدارة المرور في مؤسسة المرور والطرق بالهيئة، المهندس حسين البنا، إن اليابان وسنغافورة والبرتغال من الدول التي تمنع استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، حتى في ظل التقنيات المتوافرة، بينما تسمح دول أخرى، مثل بريطانيا وأستراليا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وسويسرا باستخدام الهاتف المتحرك، شرط أن يتم ذلك بواسطة السماعات اللاسلكية أو المتوافرة ضمن مكونات السيارة، وهو المعمول به في الإمارات.

وقال مدير إدارة المرور في مؤسسة المرور والطرق بالهيئة، المهندس حسين البنا، إن ارتفاع نسبة الدراسات العالمية التي تحذر من مخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة، يدفع إلى حشد الدعم لتوعية أفراد الجمهور ومستخدمي الطريق بالمخاطر التي يمكن أن تواجههم أثناء قيادة المركبة.

وأكد أن إدارة المرور تعمل وفق استراتيجية السلامة المرورية المعتمدة في الهيئة التي تركز على العديد من المحاور، من بينها تنفيذ العديد من البرامج والحملات المرورية المدروسة والممنهجة، لتوعية أفراد المجتمع بالقضايا المرورية، ورفع مستويات السلامة المرورية في الإمارة.

وأضاف البنا أن التوعية بالمخاطر والأسباب التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية ستسهم في تقليل عدد الضحايا وخفض نسبة الوفيات والإصابات المرورية، مشيراً إلى أن الاهتمام بموضوع استخدام الهاتف في المركبة أصبح من القضايا الملحة التي تستدعي قلق المهتمين بالسلامة المرورية ليس في دبي، إنما على مستوى الدولة والعالم أجمع.

ولفت إلى أن 80% من حوادث الاصطدام تشمل سائقين فقدوا انتباههم في الثواني الثلاث الأخيرة التي تسبق الحادث، حسب دراسة حديثة أجريت في معهد فيرجينيا لتكنولوجيا النقل، موضحاً أن طلب الاتصال الهاتفي الذي يستغرق نحو خمس ثوانٍ هو الوقت نفسه الذي تقطع فيه المركبة نحو 130 متراً إن كانت تسير بسرعة 95 كيلومتراً في الساعة، ولذا فإن الذين تعرضوا لحوادث مرورية أثناء قيادتهم للمركبة، لا يتذكرون ما الذي حدث فعلاً أو كيف وقع الحادث، لأنهم كانوا مشغولين بالهاتف ولم يتفادوا أو ينتبهوا للسبب الذي أدى إليه.

وأوضح البنا أن بعض الدراسات تشير إلى أن من يستخدم الهاتف المحمول أثناء القيادة تنخفض قدرته على رد الفعل بنسبة 50% مقارنة بمن لا يستخدمه، وأن فرصة وقوع حادث مروري تتضاعف خمس مرات، عندما يبدأ السائق الحديث عبر الهاتف المتحرك، حتى لو كان ذلك من خلال سماعات الأذن، كما أن ردة فعل المنهمك في الحديث الهاتفي أثناء القيادة تساوي ردة فعل الواقع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%.

وأشار إلى أن جميع الدراسات العالمية في مجالات السلامة المرورية تؤكد أن استخدام الهاتف النقال يشتت انتباه السائق، ويضاعف احتمال وقوع الحوادث، لأنه يتسبب في تعطيل جزء كبير من الوظائف الحيوية الضرورية للقيادة الآمنة، لأنه يصرف التركيز الذهني من القيادة إلى التفكير في مضمون الرسائل النصية أو المواقع المتصفحة، ويعطل إحدى اليدين أو كلاهما عن مسك عجلة القيادة، إضافة إلى أن النظر في الهاتف تجعل السائق يغفل عن رؤية الطريق، وأن واحداً من هذه الأسباب كفيل بجعل السائق معرض لخطر الحادث المروري، وتتضاعف هذه الخطورة كلما زادت الأسباب.

الأكثر مشاركة