نجل قتيل يرفض الدية ويصر على القصاص من قاتل والده
نظرت دائرة الجنايات في محكمة الشارقة الشرعية، برئاسة القاضي حسين العسوفي، وعضوية كل من القاضي محمد محمد السيد، والقاضي سعود محمد السلامين، وأمين السر محمد الطحان، في قضيتين، الأولى اعتداء ثمانية عمال من جنسية دولة آسيوية بالضرب المبرح على اثنين آخرين من الجنسية نفسها، والتسبب في إحداث عاهة مستدامة لأحدهما في موقع إنشائي بالشارقة. فيما رفض في القضية الأخرى نجل قتيل التنازل عن القصاص وقبول الدية، وأصرّ على القصاص من قاتل والده.
وتفصيلاً، في القضية الأولى نظرت المحكمة اتهامات موجهة إلى شخص من جنسية دولة آسيوية بقتل آخر من الجنسية نفسها خلال العام الجاري. وخلال الجلسة سأل القاضي شقيق المجني عليه، الذي تقدم وكيلاً عن أولياء الدم: «هل هناك تنازل عن القصاص مقدم من أولياء الدم، أم أنهم يصرّون على القصاص؟».. فأجاب بأن أولياء الدم يريدون أجلاً لا يقل عن شهر للتفكير حتى يستطيع تقديم طلبهم بالقصاص أو التنازل والقبول بالدية، لكن خلال الجلسة ظهر نجل المجني عليه فجأة، وهنا وجه القاضي سؤاله إلى شقيق المجني عليه قائلاً: «طالما أن نجل المجني عليه موجود في الدولة، ويعمل بها، وهو بالغ شرعاً، لماذا تقدمت أنت لتكون ولي الدم؟».. فلم يجد العم إجابة.
وتحدث نجل المجني عليه قائلاً إنه «من مواليد عام 1991، وأن والدته لاتزال على قيد الحياة، ولديه ثلاث شقيقات»، في حين سأله القاضي: «هل ترغب في التنازل والقبول بالدية أم القصاص؟».. فرد بأنه هو وأسرته يطالبون بالقصاص من المتهم.
وعندما سأله القاضي عن وجود إمكانية بتوكيل عمه في بقية إجراءات القضية من عدمه، رفض ذلك، مؤكداً أنه سيستمر هو في متابعة القضية. ومن ثم طالبه القاضي بضرورة إحضار وكالة من والدته وشقيقاته الثلاث، إضافة إلى طلب مصدق ومترجم إلى اللغة العربية يطلبون فيه القصاص من المتهم، وكذلك إحضار إعلان وراثة، مترجماً ومصدقاً.
من جهته، قدم محامي المتهم مذكرة دفاعية، طلب في ختامها تغيير القيد والوصف المقدم به المتهم ضد النيابة العامة، وإعلان براءة موكله بناء على ذلك، واستعمال أقصى درجات الرأفة والرحمة.
وسلم المحامي نسخة من المذكرة للنيابة العامة، فيما قرر القاضي العسوفي تأجيل القضية إلى جلسة 28 يناير المقبل.
وفي القضية الثانية، نظرت هيئة المحكمة في اتهام ثمانية عمال بالاعتداء بالضرب المبرح على عاملين آخرين في موقع إنشائي في الشارقة، وإحداث عاهة مستدامة لأحدهما، وذلك بعد مشادة كلامية تحولت إلى مشاجرة، استخدمت فيها الآلات الحادة المستخدمة في البناء.
وخلال الجلسة حضر المجني عليهما (أ.س) و(ر.ز)، كما حضر المتهمون الثمانية: وهم: (ا.ك) و(ب.هـ) و(م.د) و(هـ.هـ) و(د.ب) و(ر.ف) و(أ.ك) و(إ.ت)، وأبرز المجني عليهما إقرارات بالتنازل الخطي، مصادقاً عليها من مكاتب عدل الشارقة، وتم إرفاق أصل وصورة التنازل في ملف القضية. وقال المجني عليه الأول (أ.س) إنه «لا يطالب باستمرار محاكمة المتهمين الذين تسببوا له في عاهة مستدامة، وأقرّ بالتنازل عن هذا الحق». وقرر القاضي العسوفي حجز القضية للحكم في جلسة 26 يناير المقبل.