أعراضه قد لا تظهر إلا بعد مرور عامين على الصدمة لدى بعض الضحايا

%90 من الأطفال المعتدى عليهم جنسياً يعانون اضطرابات نفسية

أفادت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فاطمة المرزوقي، بأن 90% من الأطفال الذين تعرضوا لاعتداء جنسي يصابون بحالة نفسية ينتج عنها «اضطراب كرب ما بعد الصدمة»، لافتة إلى أن نسبة هذا الاضطراب تختلف من طفل لآخر بحسب قوة المناعة النفسية لدى كل طفل.

المناعة النفسية

أكدت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فاطمة المرزوقي، أن نجاح العلاج النفسي للطفل المعتدى عليه يعتمد على عوامل عدة، أهمها المناعة النفسية التي تختلف من طفل لآخر، علاوة على هوية المعتدي على الطفل وهل هو من أقاربه أم لا.

وأوضحت أن علاج «اضطراب كرب ما بعد الصدمة» يكون ناجعاً مع الأطفال المصابين به في حال توافر كل من العلاج النفسي المناسب والبيئة الأسرية والاجتماعية الداعمة لهم، مشيرة إلى الصعوبات التي تعيق أو تؤخر عملية العلاج، وهي شعور الضحية المفرط بالذنب، علاوة على أن بعض الأطفال يمتنعون عن سرد تفاصيل تجربة الاعتداء التي تعرضوا لها باعتبارها تشكل مصدر ألم نفسي كبير لهم.


أعراض جسدية ونفسية

قالت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فاطمة المرزوقي، إن الأطفال الذين يتعرضون لاعتداء جنسي قد يصابون بحالة نفسية تنقسم إلى جسدية ونفسية، موضحة أن الجسدية تتمثل في اضطرابات في المعدة، وصعوبات في النوم، وشعور بالتعب، وصداع حاد عند التفكير في الحدث، وسرعة دقات القلب، وتبول لا إرادي، ونوبات بكاء مستمر، وضعف التركيز، والنفسية عبارة عن اكتئاب، وعدوانية، واضطرابات عاطفية، وردود أفعال قوية وسريعة، وانخفاض تقدير الذات.

وقالت المرزوقي لـ«الإمارات اليوم» إن الدار تُخضع الأطفال المحوَّلين إليها من الجهات المعنية، والمصابين بهذا النوع من الاضطراب، لجلسات علاج نفسي مكثفة، مشددة على أهمية العلاج النفسي لهذه الفئة من الأطفال، مشيرة إلى أن عدم علاج اضطراب ما بعد الصدمة قد يؤدي إلى إصابة الطفل بالاكتئاب أو يصبح عدوانياً يؤدي دور المعتدي انتقاما لما تعرض له من عنف جسدي.

وشددت على ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية والقضائية عن أي حالة تحرش، سواء أكانت لفظية أم اعتداءً جنسياً، مؤكدة أن التخلف عن ذلك يشجع المتحرشين على استمراء اعتدائهم على ضحايا جدد، ملمحة إلى أن بعض الأسر تفضل الصمت خوفاً من الفضيحة، خصوصاً إذا كان المعتدي من الأقارب أو من المحيط العائلي للأسرة.

وحددت أعراض «اضطراب كرب ما بعد الصدمة» في أنها تنقسم إلى جسدية ونفسية، وتتمثل الأعراض الجسدية في اضطرابات بالمعدة، وصعوبات في النوم، وشعور بالتعب، بالإضافة إلى صداع حاد عند التفكير في الحدث، إلى جانب سرعة دقات القلب.

وتابعت المرزوقي «من الأعراض الأخرى المحتملة عند الأطفال: التبول اللاإرادي، ونوبات بكاء مستمر، وضعف التركيز، أما الأعراض النفسية فتكون ردود أفعال قوية وسريعة، بالإضافة إلى الاضطرابات العاطفية التي تجعل المعتدى عليه يتصرف بحدة وانفعال ويتجنب الاختلاط بالأشخاص، وأيضاً يتجنب الأماكن والأشياء التي تذكِره بحادث الاعتداء عليه.

وزادت «كما أن الطفل المصاب بالاضطراب لا يشعر بقيمة نفسه (انخفاض تقدير الذات) ما يدفعه إلى ترك الدراسة، وتجنب التجمعات العائلية، والمناسبات الاجتماعية، ومن المحتمل أن ينمو لديه السلوك العدواني ويجعله يمارس الضرب العنيف على الأطفال ممن هم في مثل عمره».

ولفتت إلى أن أعراض الصدمة قد تختفي خلال الأشهر الثلاثة الأولى لوقوع الحدث المسبب للاضطراب، وذلك عند 50% من الضحايا، في حين أن الأعراض قد لا تظهر لدى بعض الضحايا إلا بعد مرور عامين من تعرضهم للصدمة، أو الاعتداء.

وقالت المرزوقي «علاج هذه الحالة عبارة عن جلسات نفسية لحل المشكلة وعلاجها، موضحة أن هذه الجلسات قد يخضع لها الطفل منفرداً لدى المختص النفسي أو ضمن مجموعات أطفال مصابين باضطراب ما بعد الصدمة إثر تعرضهم لاعتداء جنسي، مؤكدة جدوى العلاج الجماعي كونه يجنب الطفل الإحساس بأنه الوحيد الذي تعرض للاعتداء الجنسي، ما يخفف حدة الألم النفسي لديه، ويسرّع من عملية علاجه.

تويتر