«موبايل» ينقذ مواطناً سقط في بئر أثرية بعمق 30 متراً

أنقذ مسعفو دبي، بالتعاون مع رجال الدفاع المدني في الإمارة، شاباً مواطناً سقط في بئر أثرية عمقها 30 متراً، في منطقة مصفوت في عجمان، يزيد عمرها على 100 عام.

وأفاد مسعفون تولوا عملية الإنقاذ والإسعاف، بأن المواطن أنقذ نفسه بالاتصال بغرفة العمليات عبر هاتفه المحمول من تحت سطح الأرض، ما ساعد على سرعة الوصول إليه، وتبين إصابته بكسور عظمية تمنعه من الحركة، فتم انتشاله من الحفرة بنقالة خشية حتى لا تتفاقم إصابته ويتعرض إلى شلل كامل.

وقال المسعف أبوالفتوح محمود عمارة، الذي أشرف على عملية الإسعاف لـ«الإمارات اليوم»، إن المصاب من هيئة معنية بالتوثيق الأثري، وكان في جولة في منطقة مصفوت، ووصل إلى بئر أثرية، وأثناء ذلك تهاوت الرمال المحيطة بالبئر، فسقط إلى القاع على عمق 30 متراً، وأصيب بكسور متفرقة تمنعه من الحركة.

وأشار إلى أن المصاب اتصل هاتفياً من عمق البئر بغرفة عمليات شرطة دبي، وأبلغ عن موقعه، فتحركت له فرقة من الدفاع المدني، ومركبتي إسعاف، مضيفاً: «وصلنا إلى موقع البلاغ خلال سبع دقائق، وواجهنا صعوبة شديدة، للوصول إلى المصاب، إذ اضطررنا إلى التحرك بالسيارة 500 متر في أرض رملية في منطقة جبلية، ولولا أن مركبة الإسعاف مجهزة لهذه المناطق، لما وصلنا إليه في وقت قصير».

وتابع: «أجرينا تشخصياً مبدئياً لحالة المصاب من على بُعد، بأنها كسر في العمود الفقري، ومثل هذه الحالة تحتاج إلى إنزال نقالة طبية إلى داخل البئر، وربط المصاب ورفعه دون أن يتحرك حتى لا يصاب بشلل». وأكمل عمارة: «نزل عضو من الدفاع المدني داخل البئر، ومن خلال تعليمات المسعفين من أعلى تمكن من رفع المصاب على النقالة، وربطه بصورة صحيحة، وتم رفعه بحبال في عملية استغرقت ما يقارب الساعة».

من جانبه، قال عضو فريق الإسعاف (من محطة إسعاف حتا)، المواطن عبيد راشد، إن «توقعات فريق الإسعاف كانت صحيحة، إذ تبين بعد خروجه أنه مصاب بكسر في الذراع والعمود الفقري، وأي محاولة لإخراجه بطريقة خاطئة كانت ستسبب له الشلل»، مشيراً إلى أنه نقل سريعاً إلى مستشفى حتا، وخضع لعملية جراحية لعلاج الكسور التي كانت درجتها متوسطة، ولفت إلى أن فريق الإسعاف المكون من أربعة مسعفين، وبالتعاون مع الدفاع المدني سارع إلى إنقاذ الرجل في أقل زمن، خصوصاً أن البئر قديمة، وقد تحوي زواحف قاتلة.

وأشار إلى أن المصاب كان يعاني آلاماً جسدية، وصدمة شديدة نتيجة للسقوط من هذا الارتفاع الذي يعادل بناية يزيد ارتفاعها على ستة طوابق، لذا سارع الفريق بمجرد إخراجه إلى تهدئته، وإجراء الإسعافات اللازمة، وإبلاغ المستشفى بحالته التي تم نقله إليها على وجه السرعة.