شرطة دبي تضبط 3 متهمين يبتزون إمراة بنشر صورها

مجرمون إلكترونيون يتسللون للأطفال عبر «دردشة الألعاب»

قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل ابراهيم المنصوري إن الدوريات الإلكترونية تعمل على مدار الساعة لرصد الأساليب الإجرامية المستحدثة في هذه المجال، لافتاً إلى أن بعض المجرمين يتقمصون شخصيات الأطفال ويتواصلون معهم عبر برامج دردشة الألعاب الإلكترونية، لذا من الضروري أن يتنبه الآباء إلى هذه المسائل لحماية أبنائهم.

فيما واصلت شرطة دبي فعاليات حملة «معاً ضد الابتزاز الإلكتروني» بالتنسيق مع هيئة تنظيم الاتصالات، وضبطت ثلاثة أشخاص من جنسيات دول أسيوية حاولوا ابتراز امرأة وتهديدها بصور خصوصاً حصلوا عليها من صديقها السابق الذي اشترك في الجريمة.

وتفصيلاً، تلقت شرطة دبي بلاغاً من امرأة من جنسية دولة أسيوية يفيد بأنها تلقت تهديداً من أشخاص لا تعرفهم يساومونها على صور شخصية لها، وحين تجاهلتهم في المرة الأولى فوجئت بهم يرسلون إليها رابط إلكتروني يحوي صورها فعلاً ما سبب لها انزعاجاً بالغاً خصوصاً، وأنهم طلبوا منها 30 ألف درهم مقابل عدم فضحها ونشر صورها في شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال المنصوري إنه فور تلقي البلاغ، تم تشكيل فريق من الدوريات الإلكترونية بدأ البحث والتحري عن مصدر الصور، وتبين أن المتهمين استخدموا خطا هاتفيا مسجل باسم شخص ليس له علاقة بهم بهدف التحايل على الشرطة وضمان عدم الوصول إليهم، لكن استطاع الفريق التوصل إليها وتحديد أماكنهم.

وأضاف أن فريق العمل حصل على إذن النيابة وأعد كميناً بواسطة المرأة للمشتبه فيهم وتم ضبطهم، وتبين أن أحدهم كان صديقاً سابقاً للمرأة، وفكر في طريقة للاستفادة منها مادياً فلجأ إلى ابتزازها بالتعاون مع شخصين آخرين.

وأشار إلى التواصل مع صاحب الهاتف الذي تم استخدامه في عملية الابتزاز وثبت أنه أخرج خطوط عدة باسمه ثم وزعها على الأشخاص، معتبرا هذا تصرف خاطئا ويمكن أن يؤدي إلى وقوع الشخص تحت مسؤولية قانونية.

وقال المنصوري إن الوعي تزايد نسبياً لدى أفراد المجتمع تجاه أساليب معينة من الابتزاز الإلكتروني منها تصوير الضحايا عبر برنامج «سكايب»، إذ قلت هذه البلاغات إلى حد كبير، بعد أن وصلت إلى مرحلة صعبة خلال العام الماضي، وسببت مشكلات معقدة وصلت لدرجة تفكير بعض الضحايا في الانتحار.

وأضاف أن الأطفال من أهم الفئات التي ينبغي توفير الحماية لهم في ظل إقبالهم على الوسائل الإلكترونية الذكية، مثل الهواتف وأجهزة الألعاب، لافتاً إلى أن المجرمين ضعاف النفوس يتسللون عبر بعض البرامج التي يقبل عليها الأطفال.

وأشار إلى أن الأطفال يستخدمون عادة برامج الدردشة الخاصة بألعاب الفيديو للاستفسار عن أحدث الألعاب وكيفية تشغيلها وأمور مماثلة، وفي بعض الحالات يتقمص المجرمون شخصيات أطفال ويتواصلون معهم باعتبارهم في نفس السن ويتحدثون معهم في نفس الموضوعات التي تثير اهتماماتهم، ومن ثم يستدرجون الأطفال بعد الحصول على ثقتهم للحصول على صورهم أو معلومات بخصوصهم.

وأكد ضرورة انتباه الأهل إلى هذه النقطة، ومعرفة الأشخاص الذين يتواصلون مع ابنائهم عبر الانترنت، لأن هؤلاء المجرمين يكون لديهم نوعاً من الشذوذ، ويقيم غالبيتهم خارج الدولة، فيما أن الطفل لا يمكنه تمييز الخطر، ويمكن أن يقع ضحية شخص يدرك طبيعة اهتماماته ويحدثه أحيانا في أفلام الكارتون والمسلسلات التي لا يعرفها سوى الأطفال فيحصل على ثقته بهذه الطريقة الخداعية.

إلى ذلك قال المسؤول عن حملة «معاً لمكافحة الابتزاز» دبي، مدير المباحث الإلكترونية في شرطة دبي المقدم سعيد الهاجري، إن الحملة تحقق انتشاراً جيداً في المدارس والجامعات ومن اللافت اتصال كثير من هذه المؤسسات بالإدارة لطلب محاضرات متخصصة لتوعية طلبتها بمخاطر وأشكال الابتزاز.

وحول استهداف الأطفال، أوضح أن الدولة تتعامل بشكل وقائي لحمايتهم من خلال اتخاذ إجراء قانوني ضدم من يحوز مواد جنسية تخص الأطفال لكن يظل الأهالي مسؤولين عن حماية أبنائهم داخل نطاق المنزل، لافتاً إلى أن المباحث الإلكترونية رصد تساهلاً من جانب كثير من الأسر تجاه إنشاء حسابات لأبنائهم على مواقع تواصل اجتماعي تتيح نشر صورهم في غالبية المناطق التي يقصدونها.

وأفاد بأن ما لا يدركه معظمهم أن هذه المواقع مزودة بخاصية تحديد موقع الصورة، لذا يمكن تتبع مكان الطفل بسهولة، مؤكداً أن الإفراط في هذه الوسائل يجعله هدفاً سهلاً لضعاف النفوس.

وأوضح أن الإدارة ضبطت شخصين خلال العام الماضي حازا أفلاماً مخلة للأطفال، لافتاً إلى أن المهووسين بهذه المواد يتقربون بطريقة خبيثة للطفل حتى يحصلون على صوره، ومن ثم يبتزونه للحصول على مزيد من الصور، مؤكداً أن معظم الحالات المسجلة فردية، لكن من باب الوقاية ينبغي أن تنتبه الأسرة إلى الطرف الآخر، لأن الطفل لا يستطيع حماية نفسه.

وأفاد بأن الحملة تواصلت مع عدد كبير من الطلبة، لكن من المهم الوصول إلى الآباء والأمهات لأنهم بوابة الحماية الأولى، مشيراً إلى أن المال هو هدف غالبية جرائم ابتزاز البالغين، لكن الوضع يختلف بالنسبة للأطفال، إذ يتورط فيها أشخاص لديهم ميول شاذة.

وأكد أن من المهم في حالة التعرض لعملية ابتزاز الاتصال فوراً بالشرطة وعدم الخضوع للمبتز، لأنه لن يتوقف عن طلب المال، وهذا حدث في حالات كثيرة، لجأ أصحابها إلى الإدارة بعد دفعهم مبالغ كبيرة، وإدراكهم أنهم وقعوا ضحية لمجرم لا يتوقف.

تويتر