مُسنّة تعامل أبناءها بعدوانية.. وأخرى ترفض العيش معهم

«الدعم الاجتماعي»: العزلة وإهمال الأبناء سببا الاعتداء على المسنّين

قالت رئيسة قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، فاطمة الكندي، إن تمسك المسنّين بالبقاء في منازلهم (العزلة)، وإهمال الأبناء، سببان رئيسان للمشكلات التي يعانونها، ما يعرضهم في بعض الحالات للاعتداء من جانب الخدم أو فئة من أقاربهم، ويحوّل منازلهم إلى بيئة مغرية للجريمة.

وأفادت بأن الخدم لا يفضلون البقاء في منازل المسنّين الذين يعيشون بمفردهم، لافتقادها وسائل الرفاهية والتسلية، خصوصاً إذا اقترن ذلك بحدة سلوك المسنّ، مثل امرأة تدرس الإدارة حالتها حالياً، وأخرى تصرّ على العيش بمفردها، وترفض الانتقال مع أبنائها الذين يعيشون في رغد.

وذكرت رئيسة قسم الدعم الاجتماعي، أن الحكومة تحرص على توفير كل وسائل الرعاية للمسنّين، لكن هناك بعض المشكلات الناتجة عن أسباب متعلقة بحالة أصحابها فقط.

وقالت الكندي إن الإشكالية الأولى التي يواجهها المختصون هي توحد المسنّين مع منازلهم، ورفضهم الانتقال للعيش مع أبنائهم أو أقارب يرعونهم، والثانية إهمال الأبناء رعاية آبائهم، بسبب الانشغال في حياتهم، وعدم قدرتهم على التواصل معهم طوال الوقت.

وأضافت أن الإشكالية الثالثة، عدم تفضيل الخدم البقاء في منازل المسنّين، لافتقادها كل وسائل الرفاهية، إذ لا يمكنهم الخروج والاستمتاع مثل المعتاد مع الأسر الشابة، كما لا يوجد أطفال يلعبون معهم أو يسلونهم.

وأشارت إلى أن القسم كان يتدخل في بعض الحالات للبحث عن خادمة توافق على خدمة مسنّ يعيش وحيداً، لافتة إلى أن البديل في حالة عدم العثور عليها، هو الاستعانة بأخرى تخدم بدوام جزئي، وهذه تمثل مشكلة أخرى، ولا تمثل حلاً آمناً.

وأوضحت الكندي أن كل هذه الظروف تقود في النهاية إلى توفير بيئة مغرية لارتكاب جريمة ضد المسنّ، سواء بسرقته من جانب شخص يعرف أنه يعيش وحيداً، أو بالاعتداء عليه من قبل الخدم مثل حالات عدة سجلت في إمارات مختلفة، أو من جانب ذويه مثل واقعة شاب اعتدى على جدته في ظل طلبه منها المال بشكل متكرر، أو أبناء يعتدون على آبائهم تحت تأثير المخدرات.

وشرحت أن هناك بعض المشكلات تقع بسبب سلوك المسنّ نفسه، مثل حالة امرأة مسنّة بالغة العصبية، لجأت إلى المؤسسات المعنية بتقديم الدعم والرعاية الاجتماعية في الدولة، للحصول على مساعدات، وابتعد أبناؤها عنها نتيجة تعاملها المنفر معهم، لدرجة أن كانت تعتاد الاتصال بأماكن عملهم للشكوى منهم، حتى ان ابنها الأصغر غير المتزوج رفض الإقامة معها. وأفادت بأن حالة هذه المرأة أحيلت للقسم لدراستها، وتبين من الزيارة الأولية أنها بالفعل بالغة الحدة، حتى إنها تبلغ الشرطة عن جيرانها في أبسط المشكلات، مثل تسرب المياه، وتبالغ أحياناً في طلباتها من الجهات المعنية، مثل إخراجها في نزهة للبحر. ولفتت إلى أن هناك حالة مناقضة تماماً لمسنّة طيبة، لكنها متوحدة بدورها مع منزلها فترفض مغادرته، رغم أن أبناءها يعيشون في رفاهية، وحين تذهب لزيارتهم تختلق الأعذار للمغادرة، مثل الاتصال فجراً بالإسعاف بدعوى أنها مريضة، فاستسلم الجميع لإرادتها وتركوها في منزلها.

وشرحت أن المشكلة هي عزوف الخادمات عن الاستمرار معها، نظراً لخلو المنزل من كل أعراض الرفاهية، مشيرة إلى أن القسم يحاول حالياً البحث عن حل لهذه الحالة.

وأكدت أن شرطة دبي تحرص على توفير عوامل الأمان والحماية لهذه الفئة الضعيفة، إذ أن الجريمة تنشأ من واقع اجتماعي مرتبك، لكن يبقى هناك دور مهم لبقية أفراد الأسرة خصوصاً الأبناء. وقالت الكندي إنه «ينبغي عليهم التواصل بشكل دائم مع آبائهم، لأن تركهم وحيدين يجعلهم عرضة للجريمة، مشيرة إلى أن من الضروري المرور عليهم يومياً، وتناول الغذاء معهم، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال تناوب الأبناء على هذه المهام». وأضافت أنه «من الضروري أن يرى الخدم الأبناء، ويعرفون أن المسنّ ليس وحيداً»، مؤكدة أن حالات الإهمال فردية، لأن هناك ثقافة عامة في المجتمع الإماراتي تعزز قيمة الآباء والأجداد.

تويتر