الأفلام الإباحية تتصدر أسباب التحرش بالأطفال

كشفت دراسة ميدانية حديثة حول التحرش الجنسي بالأطفال، أعدها مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي، العقيد جاسم خليل ميرزا، تحت عنوان «اتجاهات الرأي العام الإماراتي نحو التحرش الجنسي»، أن مشاهدة الأطفال للأفلام الإباحية تمثل عاملاً رئيساً لتعرضهم لهذه الجريمة، تليها الثقة الزائدة بالخدم، وعدم الإبلاغ عند تعرض الطفل للتحرش من الأقارب.

خطة منع الإساءة الجنسية

أكد مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي، العقيد جاسم خليل ميرزا، أن من الخطأ محاولة توعية الأطفال الصغار في سنّ الحضانة بالتحرش الجنسي، لأنه نادر الحدوث في هذه السنّ، مشيراً إلى خطة لمنع الإساءة الجنسية حسب عمر الطفل، تتدرج من سنّ عام ونصف العام إلى ثلاثة أعوام، يجب تعليمه أسماء أجزاء جسده، ومن ثلاثة إلى خمسة تعليمه خصوصية جسده والصراخ إذا لمس أحدهم مناطق حسّاسة به، ومن الخامسة إلى الثامنة تدريبه على إجراءات السلامة خارج المنزل، وتشجيعه على الإبلاغ الفوري حال تعرض له أحدهم والرفض، ومن الثامنة حتى الـ12 توعيته بنقاط السلامة الشخصية، والأماكن التي يمكن أن يتعرض فيها للتحرش، مثل غرف تغيير الملابس، أو أماكن التسوق، أو الأماكن المنعزلة، مثل الركوب في سيارة مع أحدهم، ومناقشة آداب السلامة الجنسية، وفق تقاليد المجتمع والعائلة، وأخيراً، من سنّ 13 حتى 18 سنة، مناقشة الجرائم الجنسية معه بوضوح، وكيفية تفادي الوقوع ضحية لها.

وأفادت الدراسة ــ التي شملت 2543 شخصاً (1213 ذكراً، و1330 أنثى، أعمار 71% منهم لم تزد على 20 عاماً)، تم اختيارهم عشوائياً حسب الكثافة السكانية في الدولة ــ بأن عدم معرفة الوالدين بأصدقاء أطفالهم أبرز أسباب التعرض للتحرش من هذه الفئة، إضافة إلى مصاحبة الصغار لمن هم أكبر منهم سنّاً، والبقاء معهم فترات طويلة خارج المنزل، فضلاً عن أن غياب دور المدرسة في التوعية والتثقيف، وعدم متابعة الطلبة أثناء وجودهم في المرافق المدرسية، والتفاوت بين أعمار الطلبة، وغياب كاميرات المراقبة، أسباب رئيسة في تعرض الطفل للتحرش في البيئة المدرسية.

وشرحت أن هناك ست مراحل لعملية تحويل الطفل إلى ضحية تحرش جنسي، الأولى تحديده هدفاً من قبل المعتدي أو المتحرش عبر رصد ضعفه وحاجته العاطفية، وعزلته، وعدم تلقيه رعاية واهتماماً كافيين من والديه، ثم ينتقل الجاني مباشرة إلى المرحلة الثانية، وهي كسب ثقة الطفل، عن طريق جمع المعلومات المتعلقه به والتعرف إلى حاجته، ثم التقرب إلى ذويه حتى يكون مصدر ثقة، لذا من الضروري أن يشك الآباء بأي غريب يبدي اهتماماً أكبر بطفلهم.

وأضافت أن المرحلة الثالثة تلبية احتياجات الطفل، والرابعة الاختلاء به بعد الحصول على ثقته، والخامسة تحويل العلاقة إلى جنسية، بعد التأكد من اعتماد الضحية عليه عاطفياً، فيخلق أجواء تسهم في ذلك، وأخيراً فرض إطار من السرية على العلاقة، وتنبيه الطفل إلى ذلك، سواء من خلال الترغيب أو التهديد والضغط.

وقال العقيد جاسم خليل ميرزا، في دراسته، إن هناك دلالات جسدية تظهر على الطفل الضحية، مثل الحكة في منطقة الرقبة، والمناطق الحسّاسة، وتغير رائحة إفرازاته، وتلطخ ملابسه الداخلية بالدماء أو تمزقها، وشعوره بالألم أثناء استخدامه دورة المياه، لافتاً إلى أن هناك علامات سلوكية كذلك، منها تنامي معرفة الطفل عن الجنس، بما يفوق عمره، واستخدامه مصطلحات غير مناسبة، وتغير معاملته مع شخص معين، والعدوانية المفرطة تجاه الأطفال، وإهماله نفسه، والاضطراب النفسي الحاد الذي يصل إلى محاولة الانتحار.

وأكد أن هناك اعتقاداً خاطئاً بأن الضرر الذي يحدث نتيجة التحرش يستمر مدى الحياة، لكن الحقيقة أن الطفل يستطيع ببعض الإرشادات والمساندة أن يتعافى ويعيش حياة سعيدة متزنة، مشيراً إلى أن هناك عوامل تضاعف من أثر هذه الجريمة، منها صغر سنّ الطفل عند تعرضه للاعتداء، ودرجة قرابته من الجاني، فكلما كان قريباً منه تفاقم الأثر، وفترة استمرار التحرش وامتزاجه بالعنف، فضلاً عن طبيعة البيئة التي يعيش فيها الطفل، فوضعه سيكون أفضل إذا وجد من يحدّثه عن التحرش ويحذّره ويوفر له الحماية.

وشرح أن هناك خطوات يجب أن يلتزم بها الوالدان حال أخبرهما الطفل بتعرضه للاعتداء، فعليهما إدراك أن ذلك يعكس ثقته بهما وقناعته بأنهما حصنه المنيع، لذا يجب أن يحافظا على هدوئهما ولا يشعراه إطلاقاً بأنهما غاضبان لأنه سيكون حساساً للغاية، وسيشعر بأن غضبهما موجه ضده، بل على النقيض تماماً، يجب أن يمنحاه رسالة إيجابية تؤكد فخرهما وثقتهما به، ويحافظا على خصوصية ما حدث وعدم استبعاد صحته إطلاقاً، بل إدراك أن الطفل لا يكذب عادة في هذه الأمور، ثم عرضه على طبيب مختص، وإبلاغ السلطات الأمنية.

الأكثر مشاركة