استهداف الخليجيين عبر غرف الدردشة
كشفت دراسة أعدّها باحثون في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود، بالمملكة العربية السعودية، أن تنظيم «داعش» المتطرف كسب أعداداً كبيرة من المنتمين إليه ممن يحملون جنسيات غربية أو شرق آسيوية جراء نشاطه الإعلامي في المدونات، التي تلقى رواجاً وإقبالاً في عدد من الدول المستهدفة، ومن أهمها مدونات باللغتين الروسية والإنجليزية، لافتاً إلى أن الهيئة الإعلامية للتنظيم تترجم الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عدة، كالإنجليزية والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأوردو، وغيرها، إضافة إلى مجلات بلغات عدة.
وأوضحت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان: «القوى الخفية لداعش في الإعلام الجديد»، أن التنظيم بات يستهدف الشباب الخليجي عبر غرف الدردشة، لعلمه بأنهم يقضون معظم وقتهم على شبكة الإنترنت، محاولاً تجنيدهم في صفوف الإرهابيين، إضافة إلى استغلاله موقع «تويتر» لمناقشة أحدث القضايا على الساحة الفكرية والإسلامية، ومنها حث العامة على المشاركة في التظاهرات بنيّة الجهاد، مع استغلاله المرأة وتوظيفها في نشر أطروحاته الشاذة.
وقال المشرف على الدراسة، الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة الملك سعود، الدكتور مطلق المطيري: «تنظيم داعش يلجأ إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لتدبير الهجمات الإرهابية وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابي، بلغة مفهومة له، وغالباً تكون عبارة عن رموز لها دلالات معينة، كما أن عناصر (داعش) يلجأون إلى الحصول على المعلومات للمنشآت التي يسعون إلى استهدافها من خلال شبكة الإنترنت، حيث إن 80% من مخزونهم المعلوماتي يعتمد في الأساس على مواقع إلكترونية متاحة للكل، دون خرق لأي قوانين أو بروتوكولات الشبكة».
وأضاف المطيري لـ«الإمارات اليوم»: «هذا التنظيم لديه فريق من الخبراء التقنيين مهمتهم الرئيسة تتمحور حول اختراق البريد الإلكتروني للآخرين وهتك أسرارهم، والاطلاع على معلوماتهم وبياناتهم والتجسس عليها لمعرفة مراسلاتهم ومخاطباتهم والاستفادة منها في عملياتهم الإرهابية، كما أن الأعداد الكبيرة للمجندين في صفوف (داعش)، ما جاءت إلا عن طريق التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد عبر الشبكة العنكبوتية، إذ إن ذلك يعتبر أهم غرض لهم ليقينهم التام بأن استقدام عناصر جديدة داخل المنظمات الإرهابية، يحافظ على بقائها واستمرارها، حيث يواصل التنظيم نشاطه الإعلامي من خلال العمل في المدونات، ومن أهمها مدونات باللغتين الروسية والإنجليزية».